سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موسكو تدعو إلى "استثمار فرص التقدم" ومسؤول عربي يؤكد أنها تغامر بسمعتها ودورها . رئيس الدوما يحذر من تأييد خطة كلينتون : سيحدث صدعا في علاقاتنا مع العالم الاسلامي
دعت موسكو العرب والإسرائيليين إلى "استثمار فرص التقدم" التي توفرها اقتراحات الرئيس بيل كلينتون. لكن نائب رئيس البرلمان فلاديمير جيرينوفسكي اعتبر ان تأييد "السيناريو الأميركي" سيحدث صدعاً في العلاقات بين موسكو والعالم الإسلامي، فيما أكد مسؤول عربي ان روسيا "تغامر بسمعتها ودورها" في الشرق الأوسط. وعلمت "الحياة" أن أطرافاً عربية طلبت من وزارة الخارجية الروسية التحرك لتفعيل دور موسكو كراعٍ لعملية السلام، إلا أن الوزارة أصدرت بياناً أكدت فيه أنه "لن تقدم اقتراحات جديدة". ثم أعلن نائب وزير الخارجية فاسيلي سريدين أن بلاده دعت الإسرائيليين والفلسطينيين إلى "استثمار فرصة التقدم" واعتماد اقتراحات كلينتون كأساس تفاوضي. وأضاف ان لدى كل من الطرفين "ملاحظات جوهرية" على افكار الرئيس الأميركي، ولذا ينبغي بذل جهود لتقريب وجهات النظر. وأثار الموقف الرسمي الروسي تساؤلات وانتقادات كثيرة، إذ رفع جيرينوفسكي رسالة إلى الرئيس فلاديمير بوتين حذره فيها من أن تأييد السيناريو الأميركي "سيؤدي إلى خلافات مع العالم الإسلامي وفقدان روسيا أسواق السلاح والنفوذ" في الشرق الأوسط، لافتا إلى ضرورة الحفاظ على علاقات طيبة مع المسلمين خارج روسيا وداخلها. إلا أن بيرل لازار، اليهودي الأميركي الأصل الذي انتخب أخيراً كبير حاخامي روسيا، عارض أمس التفاوض مع الفلسطينيين، وقال: "عند التعاطي مع الارهاب ينبغي عدم حل المشكلة على طاولة المفاوضات ... بل الرد بالقوة". ودعا إسرائيل إلى رفض "التنازلات التي اقترحها كلينتون"، مشيرا الى ان الوقت "غير مناسب" للمفاوضات، نظراً لان كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك "لا يملكان تفويضاً"، ولأن الرئيس ياسر عرفات تتنازعه قوى "المتطرفين والراغبين في التفاهم ... ولا يجوز له أن يرقص في عرسين مرة واحدة". يذكر ان لازار يعد زعيم التكتل اليهودي الأقرب إلى "ليكود" وكان نظم احتفالات حضرها رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتانياهو والرئيس الروسي. وألقى بوتين آنذاك كلمة قال فيها للحاضرين من اليهود المتعصبين إنه "يشاطرهم" موقفهم من الفلسطينيين، لكنه "لا يستطيع أن يقول كل شيء" بسبب القيود التي يفرضها عليه منصبه. وأثارت هذه التصريحات ومشاركة بوتين في ايقاد "شمعة أورشليم" ردود فعل عربية واسعة، لكن مسؤولاً في وزارة الخارجية أبلغ ديبلوماسياً عربياً أن كلمات رئيس الدولة كانت "في سياق معارك داخلية". وكان السفير الفلسطيني في موسكو خيري العريدي حمل بشدة على لازار وحذر من محاولات إسرائيلية - أميركية لإبعاد روسيا عن عملية التسوية. وشدد على أن انضمام موسكو إلى المفاوضات هو "ضمانة للحيلولة دون قيام إسرائيل بعمل عسكري ضد فلسطين". ونسبت وكالة أنباء "نوفوستي" إلى مصدر فلسطيني قوله إن تأييد روسيا لإسرائيل قد يؤدي إلى تغيير الموقف العربي من القضية الشيشانية. واشار إلى احتمال اتساع دائرة العرب المؤيدين للرأي القائل بأن إسرائيل تقاتل الفلسطينيين بأيدي المهاجرين من روسيا. يذكر أن في إسرائيل نحو مليون وافد من دول الاتحاد السوفياتي السابق، وعرف عن الكثيرين منهم وحشيتهم وقسوتهم البالغة في التعامل مع الفلسطينيين.