أكد عدد من أصحاب شركات الإنتاج الفني ومحال بيع أشرطة الكاسيت في فلسطين، أن أغنية "علوش" هي الأكثر مبيعاً في الفترة الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، وأن عشاق الأغنية لا ينحصرون في فئة عمرية أو اجتماعية معيّنة. ويقول سامر الصالح، صاحب محل لبيع الأشرطة في رام الله: "أغنية "علوش" هي الأكثر مبيعاً، سواء أكان ذلك من خلال المبيعات التي سجلها الألبوم الكامل لعلي الديك الذي يحمل اسم "علوش 2004"، أو من خلال أشرطة المنوعات المختلفة التي باتت أغنية "علوش" قاسماً مشتركاًَ وأساسياً فيها". ويضيف الصالح: "شعبية الأغنية لا تقتصر على فئة عمرية أو اجتماعية بعينها، وإن كان أكثر المشترين من الريف الفلسطيني... الكثير من الطالبات وربات البيوت يقبلن على شراء الاسطوانات التي تحتوي الأغنية". ويرجع الصالح سبب انتشار الأغنية إلى طابعها القريب من طابع الأغاني التراثية الفلسطينية، إضافة إلى "لحنها المميز"، وطريقة الأداء. ويذهب بسام دعيس، مدير شركة ليزر للإنتاج الفني في الخليل إلى ما هو أبعد من ذلك، فيقول: "الأغنية من التراث الشعبي للريف السوري، وبالتالي من الطبيعي أن تكون قريبة من التراث الشعبي الفلسطيني. لكن يبدو أن لرواج الأغنية بهذه الطريقة اللافتة في فلسطين أسباب أخرى، منها أن الأغنية التي تتحدث عن الحصاد والعلاقة بالأرض، جاءت في الوقت الذي يجد الكثير من الفلسطينيين صعوبة بالغة في الوصول إلى أراضيهم، وجني محاصيلهم، بسبب جدار الفصل العنصري، والتوسع الاستيطاني... هؤلاء وجدوا في الأغنية ما يمس معاناتهم، على رغم أنها أغنية راقصة الإيقاع". وكانت شركة ليزر أصدرت اسطوانة بعنوان "منوعات علوش"، ضمت إضافة إلى الأغنية الشعبية، عدداً من الأغاني الرائجة، وعن نسب مبيعات هذه الاسطوانة، يقول دعيس: المبيعات ممتازة... كثيرون يشترون الاسطوانة من أجل الاستماع إلى أغنية "علوش"، في حين يجد آخرون متعة في الاستماع إلى الأغاني الأخرى. وتنتشر في الأسواق الفلسطينية نسختان من الأغاني إحداهما مدتها 4 دقائق، والأخرى مدتها 10 دقائق. ويقول عامل البناء، محمد عزيز: "الأغنية "فلاحية"، أي أنها قريبة من بيئتنا ومن التراث الفلسطيني، كما أنها تحث على الاهتمام بالأرض... وهذا سبب حبي. ويرى الموظف أحمد ناصر أن أحد أهم أسباب انتشار أغنية "علوش" يعود إلى لحنها القريب من "الدبكة"... إنها أغنية راقصة وجميل أن يتم عرضها في حفلات الأعراس والمناسبات السعيدة. وأغنية "علوش" من كلمات رامز خليل، وألحان ثائر وماهر العلي، اللذين قاما بتلحين أغاني الألبوم الجديد لعلي الديك "علوش 2004" الذي يضم خمس أغانٍ هي: علوش، معاود على الضيعة، العين صابتني، موضوعي الليلة، وعتابات، وهي من كلمات رامز خليل وثائر العلي وأكثم جوهرية. وكان علي الديك الذي تسري اشاعات عن أنه فلسطيني تعود أصوله إلى قرية "كفر الديك" القريبة من سلفيت، حصد نجاحاً كبيراً من خلال أغنيته "سمرا وأنا الحاصودي" التي انتشرت في شكل كبير، بعدما غناها المطرب اللبناني ملحم زين خلال مشاركته في برنامج "سوبر ستار" الذي أنتجته قناة المستقبل الفضائية اللبنانية، العام الماضي، إلا أن نجاح أغنية "علوش" طغى على غيرها من الأغاني للمطرب نفسه، ومنها "كمكش حطب" التي اقتصرت سعة انتشارها على سورية. ويرى عدد من النقاد العرب أن مشاركة عدد من نجوم الدراما السورية، كزهير عبدالكريم، ورندة، في فيديو كليب الأغنية، ساهمت في نجاحها، حتى أصبحت تتصدر قائمة الأغاني العربية في الكثير من المسابقات التي تقدمها برامج المنوعات في الفضائيات العربية، وعلى الإنترنت.