علقت امس محادثات السلام بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" الجارية في منتجع سيمبا الكيني لفترة يومين لإتاحة الفرصة أمام كل من الطرفين للتشاور، وذلك بعدما اتسعت رقعة الخلاف على مستقبل منطقة ابيي. في غضون ذلك، أعلنت "حركة تحرير السودان"، التي تنشط في غرب البلاد، ان قواتها نفذت عملية عسكرية في ولاية كردفان للمرة الأولى منذ انطلاق تمردها في دارفور قبل نحو سنة. تضاربت المعلومات أمس إزاء محادثات السلام بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" الجارية في كينيا بعدما تحدثت تقارير عن تعليقها يومين بسبب تعثرها، ولمنح الطرفين فرصة للتشاور في ملف المناطق المهمشة. وعلمت "الحياة" ان زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الدكتور جون قرنق غادر أمس مقر المفاوضات في منتجع سيمبا الكيني ضاحية نيافاشا الى مقر قيادته في رومبيك، وذلك عقب تباعد مواقف الطرفين في شأن مستقبل ابيي التي تطالب "الحركة" بضمها الى جنوب البلاد. لكن مصادر قريبة الى المفاوضات أكدت ان قرنق لم يغادر نيافاشا. وان المبعوث الاميركي جف ملنغتون طرح على النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه وقرنق اقتراحاً بتجاوز قضية المناطق المهمشة ويقضي بعدم تبعية اي من جبال النوبة وجنوب النيل الازرق وابيي الى جنوب البلاد لأن "بروتوكول مشاكوس" الذي وقعه الطرفان العام 2002 اعترف بحدود جنوب السودان عند استقلاله، لكنه دعا الى منح هذه المناطق حكماً ذاتياً موسعاً. ورفضت الحكومة اجراء استفتاء لتحديد مستقبل ابيي بعد ثلاث سنوات واقترحت ان تكون تحت رعاية الرئاسة خلال الفترة الانتقالية. ووصل الى نيروبي مبعوث الخارجية الاميركية مايكل راينبرغر لإجراء محادثات مع الطرفين من اجل تسريع عملية السلام. اذ اعلنت واشنطن اخيراً انها قلقة إزاء البطء في المفاوضات وطالبت الجانبين بتجاوز القضايا الخلافية، كما أجرى السفير البريطاني في الخرطوم وليم باتي الذي زار مقر المفاوضات محادثات مماثلة مع طه وقرنق. من جهة أخرى، قاد الاعلام الرسمي والكتّاب المساندون للحكومة حملة على زعيم "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض محمد عثمان الميرغني، وطالبوا الحكومة بالتراجع عن اتفاقها معه الذي وقّع في جدة في كانون الأول ديسمبر الماضي. وتستند الحملة الى قبول "التجمع" في اجتماع هيئة قيادته التي عقدت في اسمرا أخيراً عضوية "متمردي دارفور"، وحملت الميرغني مسؤولية ذلك. الى ذلك، نقل إلى "الحياة" رئيس "حركة تحرير السودان"، المحامي عبدالواحد محمد نور أن قواته نصبت مكمناً لقوات حكومية على بعد 100 كيلومتر شمال مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان صباح أمس. وأكد "مقتل أكثر من 200 جندي حكومي في المكمن والاستيلاء على معدات كثيرة". ووصف الهجوم بأنه "وقائي، لأن القوات الحكومية كانت تتجه نحو مسارح العمليات في دارفور". واعتبر "الهجوم على القوات الحكومية في كردفان رسالة إلى الخرطوم فحواها مقدرتنا على نقل العمليات خارج دارفور وتوجيه الضربات في المكان والزمان الذي نختاره".