اعتبرت الإدارة الأميركية تمديد المحادثات بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" الجارية في منتجع نيافاشا الكيني منذ مطلع الشهر الجاري حتى بعد غد الجمعة، أمراً غير وارد، فيما اكدت مصادر قريبة من المفاوضات حصول اختراق مهم في ملف قسمة الثروة مع تباعد كبير خلال مناقشة توزيع عائدات النفط بين الجنوب والشمال ومناطق الانتاج. وقال المسؤول الأميركي عن ملف السلام في السودان المقيم في نيروبي السفير جيف ملنغتون، إن تمديد المحادثات التي يقودها النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه وزعيم "الحركة الشعبية" العقيد جون قرنق أمر غير وارد. وذكر أن الطرفين التزما أمام وزير الخارجية الأميركي كولن باول بحسم القضايا الخلافية المتبقية المتعلقة بقضايا اقتسام السلطة والثروة ومستقبل المناطق المهمشة الثلاث قبل نهاية السنة، موضحاً انهما قادران على ذلك، على رغم صعوبة المفاوضات. وزاد: "من الممكن أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق في شأن القضايا العالقة إذا تحليا بالمرونة واتخذا قرارات صعبة وشجاعة"، مشيراً إلى أن طه وقرنق لديهما العزيمة، كما أن المجتمع الدولي يقف بقوة خلف المحادثات. وتابع: "أنا دائماً متفائل في أن يصلا إلى اتفاق نهائي في الموعد الذي التزماه في وقت سابق". لكن مسؤولاً حكومياً استبعد أن تصل "محادثات نيافاشا" إلى اتفاق نهائي في شأن القضايا الخلافية قبل رفعها بعد غد. وتوقع في تصريحات إلى "الحياة" أمس ان يقر الجانبان اتفاقاً إطارياً في قسمة الثروة في نهاية الجولة الحالية. وتوقع عقد جولة محادثات جديدة الشهر المقبل يمكن أن تكون نهائية. وكشفت ل"الحياة" مصادر قريبة من المفاوضات "تباعد المواقف بين الطرفين في توزيع عائدات النفط"، إذ يطالب قرنق بنسبة 60 في المئة من العائدات للجنوب ونسبة 10 في المئة لمناطق انتاج النفط. لكن الحكومة عرضت نسبة 15 في المئة للجنوب بعدما كانت تطرح نسبة 10 في المئة فقط. ووصفت المصادر شقة الاختلال بأنها "كبيرة حتى امس في قضية هي الأهم في ملف قسمة الثروة". ونفت ما تردد عن الاتفاق على توزيع عائدات النفط بنسبة 50 في المئة للطرفين. وفي السياق ذاته، ذكرت نشرة "إدن" التابعة للأمم المتحدة "ان طه وقرنق على وشك الاتفاق على قسمة الثروة وسيختتمان به جولة المفاوضات الجمعة". وأوضحت النشرة "ان الطرفين اتفقا على البنك المركزي والعملة الوطنية بإقرار العمل ببنك مركز بنافذتين، واحدة في الشمال تعمل بنظام اسلامي واخرى تجارية في الجنوب تعمل بالنظام العالمي. فيما اتفق طه وقرنق مبدئياً على عملتين وان يتم تداول الدينار في الشمال والجنيه السوداني الجديد في الجنوب...لكن لفترة موقتة حتى يتم طبع عملة موحدة جديدة". على صعيد آخر، انهارت محادثات بين الحكومة السودانية و"حركة تحرير السودان" التي تنشط في غرب البلاد والتي طرحت مطالب اعتبرتها الخرطوم والرئيس التشادي ادريس دبي الذي يتوسط بينهما، تعجيزية. وأبعد وفد المتمردين من نجامينا حيث تجري المفاوضات الى الحدود السودانية.