تتوجه الى مدينة رومبيك مقر قيادة "الحركة الشعبية لتحرير السودان" في جنوب البلاد اليوم ثلاثة وفود تضم "التجمع الوطني السوداني" المعارض و"ملتقى السلام" و"لجنة الوفاق" لعقد لقاء مع زعيم الحركة العقيد جون قرنق. وفي غضون ذلك انهى وفدا الحكومة والحركة في ضاحية نيافاشا الكينية محادثات في شأن قضايا المناطق المهمّشة الثلاث بمواقف متباعدة وانتقلا الى البحث في ملف اقتسام السلطة والثروة. واعدت "الحركة الشعبية" في رومبيك لاستقبال وفد كبير يضم ممثلين عن التجمع المعارض هم نائب رئيسه عبدالرحمن سعيد والناطق باسمه حاتم السر، والقيادي في الحزب الشيوعي التجاني الطيب ونائب قائد قوات التحالف العميد عصام ميرغني والمتحدث باسم الحركة الوطنية الثورية معتز الفحل. ويضم وفد "ملتقى السلام" نائب الامين العام لحزب الامة الدكتور عبدالنبي علي احمد، ونائب الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي عبدالله حسن احمد وممثل حزب "العدالة" الدكتور لام أكول. وأقرت "لجنة الوفاق الوطني" ان يمثلها الاستاذ الجامعي الدكتور الطيب حاج عطية ورئيس تحرير صحيفة "الايام" محجوب محمد صالح. كما بعثت منظمات المجتمع المدني وفداً لعقد لقاء مع قرنق ايضاً. واعلنت مستشارية السلام ان مستشار الرئيس الدكتور غازي صلاح الدين سيقود غداً وفداً يضم مساعد الامين العام لحزب الامة المعارض عبدالرحمن الغالي والقيادي في الحزب الاتحادي الديموقراطي الفريق المتقاعد يوسف احمد يوسف وشخصيات قومية اخرى. وسيشارك الوفد بصفة استشارية في محادثات السلام الجارية منذ اسبوع. واعلن حزب المؤتمر الشعبي امس انه اعتذر رسمياً عن عدم تلبية دعوة الحكومة للمشاركة في وفدها الاستشاري الى المحادثات وشكل وفداً منفصلاً لتسليم رؤيته الى المتفاوضين والوسطاء برئاسة نائب الامين العام للحزب الدكتور علي الحاج محمد. ويضم الوفد مسؤولي العلاقات الخارجية محمد الامين خليفة والشؤون الثقافية طارق محجوب، ورئيس مجلس الشورى عبدالله دينغ والقياديين القس يوهانس تاب قرنق ومابيور توير. المناطق المهمشة الثلاث الى دلك، اختتم وفدا الحكومة و"الحركة الشعبية" في محادثاتهما الجارية منذ الاثنين الماضي مناقشة مستقبل المناطق المهمّشة الثلاث جبال النوبة وأبيي وجنوب النيل الازرق بمواقف متباعدة، اذ طالبت الحركة بمنح جبال النوبة وجنوب النيل الازرق حكماً ذاتياً لمدة ثلاث سنوات واستفتاء مواطنيها بين الانضمام الى الجنوب او البقاء مع الشمال، وتبعية أبيي الى جنوب البلاد بدلاً من بقائها في اقليم كردفان، بينما دعت الحكومة الى ادارة ذاتية لمنطقة أبيي. واتفق الطرفان على تحديد نقاط الاتفاق في شأن هذه المسألة وتحديد مواضيع الخلاف لرفعها الى النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه وزعيم الحركة جون قرنق لحسمها خلال لقاءاتهما التي تبدأ منتصف الشهر وتستمر عشرة ايام. وانتقلت المحادثات امس الى مناقشة قضايا اقتسام السلطة والثروة، وتشمل الرئاسة ووضع العاصمة التشريعي والانتخابات ونسب التمثيل في الحكومة الانتقالية والبرلمان واجهزة الامن، كما تشمل توزيع عائدات النفط والموارد القومية وملكية الارض والعملة والنظام المصرفي. وفي نيروبي قال الناطق الرسمي باسم "التجمع الوطني" حاتم السر ل"الحياة" ان قيادات المعارضة التقت في العاصمة الكينية امس وفد الحركة الذي ترأسه نيال دينغ قبل توجهها اليوم الى رومبيك في جنوب السودان. وقدم وفد التجمع "ملاحظات مرتبطة بقضايا محل التفاوض بين الخرطوم والحركة". وطالب ب"صيغة لمشاركة التجمع والقوى السياسية الاخرى، وان تأتي الاجهزة التنفيذية والتشريعية خلال الفترة الانتقالية متوازنة في تشكيلها وشاملة في تكوينها". وشكك السر في صدقية الخرطوم في تحقيق الاجماع الوطني، واعتبر ان "النظام غير مؤهل لقيادة الاجماع"، داعياً الى "خلق الاجواء المناسبة لذلك وتهيئة المناخ فوراً لاثبات الجدية". ودعا الى "اطلاق الحريات والغاء كل القوانين المقيدة ودستور 1998 واطلاق كل المعتقلين السياسيين".