تأجلت المهلة المحددة لاغلاق صناديق الاقتراع في ايران ثلاث مرات امس، في مؤشر الى الاحراج الكبير الذي سببه تدني اقبال الناخبين. واتهم المرشد علي خامنئي الاصلاحيين بمنع الناخبين من التوجه الى الصناديق و"توجيه صفعة الى الاعداء. وعلى رغم ان نتائج الانتخابات محسومة سلفاً لمصلحة انصار خامنئي المتشددين، فإن الانظار اتجهت الى مستوى الاقبال، في محاولة لتحسس مدى الاحباط في الشارع. طهران - "الحياة"، أ ب، رويترز - أعلن الرئيس الايراني محمد خاتمي قبوله نتائج الانتخابات البرلمانية اياً كانت وذلك بعدما تعمد تأخير موعد الادلاء بصوته الى ما قبل الظهر بقليل، فيما راهن خامنئي على حضور شعبي واسع لإفشال ما اعتبره "مسعى اعداء ايران الى الحؤول دون اقبال الشعب على صناديق الاقتراع". وحاول هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام رسم صورة "مطعّمة" بالتفاؤل مفادها خروج برلمان معتدل يسوده الهدوء تنطق به صناديق الاقتراع. وقال رفسنجاني في تصريح ل"الحياة" بعد ادلائه بصوته في حسينية جمران التي كانت مقراً للإمام الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية: "اعتقد ان المشاجرات السياسية ستستمر الى حين، لكن سيحصل توافق نسبي بالمقدار الذي تحتاجه البلاد، لأن الطرفين لديهما حسن نيات اليمين المحافظ واليسار الاصلاحي ومع وجود الاختلافات في الرؤى، فإن الجانبين يرجحان مصالح البلاد على مصالحهما الحزبية والفئوية بما لا يعرض المصالح الوطنية للخطر". وأعرب رفسنجاني عن اعتقاده بأن ذلك سيؤدي الى الحد من المشاجرات السياسية وسيعمل على ظهور حركة الاعتدال. وقال: "بعد اطلاعنا على برامج المرشحين فإننا نلاحظ انهم أحسوا بالواقع الموجود في البد ومنها ضرورة تأمين العيش الكريم للشعب والاعمار والبناء". وشهدت الانتخابات فتوراً استدعى تمديد فترة الاقتراع لمدة ثلاث ساعات اي من موعدها المقرر في السادسة حتى التاسعة مساء. خاتمي وخامنئي وكان لافتاً ان الرئيس الايراني تعمد الوصول متأخراً الى وزارة الداخلية للادلاء بصوته حيث وصل عند الثانية عشرة الا ثلثاً بالتوقيت المحلي، وهو موقف فسره بعض المراقبين على انه اعتراض ضمني على ما شاب الانتخابات من صراع سياسي اثر رفض صلاحيات اعداد كبيرة من المرشحين الاصلاحيين عبر مجلس صيانة الدستور. وفيما يراهن خاتمي على قلب المعادلة عبر المشاركة الواسعة، راهن المرشد على تلك المشاركة ايضاً، لتكون بمثابة رسالة الى الداخل المقاطع للانتخابات والى الخارج الموصوف بأنه "عدو لايران". وقال خامنئي لدى الادلاء بصوته "ان اعداء النظام يسعون الى الحؤول دون اقبال الشعب على الانتخابات ولكنهم سيفشلون في ذلك". النواب المستقيلون وفي موازاة ذلك بقي النواب المستقيلون على موقفهم في المقاطعة وأوضحت مصادر نيابية ل"الحياة" ان النواب سيواصلون اعتراضهم وتعزيز ارتباطهم بالشرائح الشعبية المتنوعة للاستمرار في رفع مطالبها في التغيير والاصلاح. وتنافست في الانتخابات قائمتان كبيرتان هما قائمة "الائتلاف من اجل ايران" الاصلاحية و"ائتلاف لبناة ايران".