طهران، واشنطن، موسكو – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب – توقّعت السلطات الإيرانية تحقيق «رقم قياسي عالمي» في عدد المقترعين في الانتخابات النيابية التي نُظمت أمس، واعتبرها مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي مهمة ل «أمن» البلاد، فيما وصفتها المعارضة الإصلاحية بأنها «مهزلة». والاقتراع هو الأول منذ «فتنة» انتخابات الرئاسة عام 2009، والتي أعقبتها اضطرابات عنيفة أثارت انقساماً في البلاد، اعتُبر سابقة منذ الثورة عام 1979، وما زالت تداعياته ماثلة، خصوصاً مع وضع الناشطَيْن المعارضين مير حسين موسوي ومهدي كروبي في إقامة جبرية، منذ شباط (فبراير) 2011. وفي ظلّ غياب رسمي للإصلاحيين عن المشهد الانتخابي، انحصر التنافس في التيار الأصولي المحافظ، خصوصاً قائمة «الجبهة المتحدة للأصوليين» التي تُعتبر مؤيدة لخامنئي، وقائمة «جبهة الاستقامة» المساندة للرئيس محمود أحمدي نجاد، فيما تزعّم النائب المحافظ البارز علي مطهري قائمة «صوت الشعب» التي حظيت بتعاطف أوساط معارِضة، خصوصاً بسبب انفتاحه السياسي ومعارضته حكومة نجاد. وأدلى خامنئي بصوته في حسينية الإمام الخميني في طهران، وقال ان «القوى المتعجرفة تستأسد علينا، لتحافظ على هيبتها... كلما زاد عدد المقترعين، سيكون ذلك أفضل لمستقبل إيران ومكانتها وأمنها». في المقابل، وجّه رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني رسالة لاذعة الى النظام، مذكّراً بأحداث «فتنة 2009»، إذ قال بعد إدلائه بصوته في حسينية جمران في طهران: «اذا كانت نتيجة الانتخاب ما يريده الشعب وما وضعه في صناديق الاقتراع، سنحصل بإذن الله على برلمان جيد». ورأت وكالة «فارس» المقربة من «الحرس الثوري»، في إدلاء الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي بصوته، «تكذيباً لمزاعم وسائل إعلام غربية، حول مقاطعة الأحزاب الإصلاحية الانتخابات». لكن موقع «سحام نيوز» التابع لكروبي، أفاد بأن مجموعات معارِضة وسجناء سياسيين، حضّوا الايرانيين على مقاطعة «الانتخابات المخادعة». أما أردشير أمير أرجمند، مستشار موسوي، فاعتبر الاقتراع «مهزلة»، وكتب في صحيفة «نيويورك تايمز»: «هذه الانتخابات المدبّرة ستأتي بنواب يُستخدمون في إظهار واجهة ديموقراطية (للنظام) أمام العالم». وأعلنت اللجنة الانتخابية تمديد الاقتراع ساعتين، مبدية «شكرها وتقديرها للمشاركة الحماسية للشعب الإيراني، امتثالاً لأمر» خامنئي، فيما افادت وكالة «فارس» بإرسال أوراق اقتراع اضافية الى مراكز تصويت في مدن، مشيرة الى ان مراسلين أجانب «ذُهِلوا» لحجم المشاركة في التصويت. أما رئيس اللجنة صولات مرتضوي فتوقّع تحقيق «رقم قياسي عالمي» في عدد المقترعين. لكن القسم الفارسي في شبكة «دويتشه فيلليه» الألمانية افاد بأن المشاركة أدنى مما تشيعه السلطات، وعزا ازدحام الشوارع الى تبضّع المواطنين قبل السنة الايرانية الجديدة التي تبدأ في 21 الشهر الجاري.