بدأت صباح امس الجمعة الانتخابات البرلمانية في إيران حيث يتنافس 4400مرشح على 290مقعدا. ومن المفترض أن تستمر عملية التصويت عشر ساعات. وتجري المنافسات بين التيار المحافظ المتشدد الحاكم المقرب من الرئيس محمود أحمدي نجاد والاصلاحيين المقربين من الرئيس السابق محمد خاتمي وآخر محافظ يتزعمه أمين المجلس الأعلى للامن القومي الإيراني ومسؤول الملف النووي السابق علي لاريجاني والذي ينتقد السياسات الاقتصادية للرئيس أحمدي نجاد. وبما أنه يتم فرز الاصوات يدويا فمن المتوقع أن يتم بدء الاعلان عن نتائج الانتخابات بحلول ظهر اليوم السبت بينما لا يتوقع الاعلان عن نتائج دائرة طهران المهمة سياسيا قبل الاثنين المقبل. وكان أول من أدلى بصوته في البلاد المرشد الاعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي الذي طلب من الشعب الايراني أن يحدد مستقبله السياسي من خلال الادلاء بصوته في الانتخابات. كما أدلى الرئيس الايراني الاسبق أكبر هاشمي رفسنجاني بصوته في الصباح ودعا الايرانيين للتصويت من أجل تعزيز السلطة التشريعية. وقال رفسنجاني أحد أقوى معارضي أحمدي نجاد: "إذا لم تصوتوا سيعود من لا تريدونهم إلى البرلمان مرة أخرى". وأضاف رفسنجاني: "يجب أن يشدد البرلمان الجديد مستوى إشرافه (على أداء الحكومة)". وقطع الرئيس الايراني زيارته الرسمية إلى السنغال ليعود إلى طهران ويدلي بصوته في الانتخابات. وفور وصوله هرع إلى مسجد لورزاده في جنوب شرق العاصمة طهران حيث أدلى بصوته. وقال أحمدي نجاد: "إن مليارات الاعين (في العالم) تتركز علينا لترى كيف سنقرر مصيرنا السياسي بأنفسنا في هذه الانتخابات". وينظر إلى الانتخابات البرلمانية في إيران على أنها اختبار لاحمدي نجاد وتقديرا لادائه خلال الشهور الثلاثين الاخيرة منذ توليه الرئاسة. ويعرب الناخبون الايرانيون عن قلقهم الكبير من الوضع الاقتصادي حيث لم يحقق أحمدي نجاد أي إصلاحات اقتصادية. وعلى الرغم من ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير إلى أن التضخم في إيران يتراوح بين 20و 30% ويعتبر أعلى من معدله قبل صيف عام 2005.من ناحية أخرى قال وزير الداخلية الايراني مصطفى بور محمدي لقناة "برس" التليفزيونية إن النتائج النهائية للانتخابات ستعلن في غضون ثلاثة أو أربعة أيام و ستبدأ أولا بالاقاليم الاصغر ثم المدن الكبيرة وفي النهاية دائرة العاصمة طهران. ويتم فرز الاصوات في المحافظات الايرانية يدويا بينما ولاول مرة يتم فرز الاصوات في طهران عن طريق الكمبيوتر على أن تفرز الاصوات هناك يدويا أيضا للتأكيد. وفي طهران قال شهود عيان إن عددا كبيرا من المواطنين توجهوا إلى صناديق الاقتراع في جنوبالمدينة صباح امس. وعادة ما يفضل سكان شمال طهران الادلاء بأصواتهم بعد الظهر. وتجرى الانتخابات قبل أسبوع من حلول العام الفارسي الجديد الذي يبدأ في 21آذار/مارس الجاري ولا يزال الكثير من الايرانيين مشغولين بالتسوق والاعداد للاحتفال بالعام الجديد مما قد يؤثر على إقبال الناخبين على مراكز الاقتراع.