منذ انطلاقه قبل ثمانية أعوام، استقطب "اسبوع الموضة اللندني" انتباه المهتمين بآخر الصرعات والأزياء، من مصممين مخضرمين الى مبتدئين يحاولون شق طريقهم الى الشهرة، ومن صحافة بريطانية محلية الى صحافة عالمية. ولم يختلف هذا العام عن المعتاد، فكان الجميع ينتظر عرض المصمم البريطاني الشهير جوليان ماكدونالد ليلة الأربعاء، الا ان تصريحاته الى صحيفة "ايفنينغ ستاندرن" اللندنية في الليلة نفسها أخذت انتباه الصحافة من تصاميمه الجديدة الى النقاش الدائر حول أهمية "اسبوع الموضة اللندني" ومستقبله. وصرح ماكدونالد انه يفكر بعدم العودة الى "اسبوع الموضة اللندني" بعدما تركه بعض المصممين العالميين بسبب صغره وحاجته الى التمويل. وبينما تغيب بعض الأسماء اللامعة في عالم الموضة مثل جورجيو أرماني ودولتشي أند غابانا عن لندن، مفضلة الذهاب الى نيويورك أو ميلانو لحضور اسابيع الموضة فيها، حرص آخرون على عرض تصاميمهم لموسم الخريف/ الشتاء المقبل في واحدة من أهم عواصم الموضة. فعلى رغم ان عدد العروض لا يتعدى الخمسين، ما زالت لندن متميزة بطابعها المتجدد والمعاصر، علماً ان أبرز المصممين العالميين ينطلقون منها. وبدا دمج اللونين الأسود والأبيض محوراً اساسياً في أزياء الخريف المقبل، اذ احتوت عروض كل من "غوست" و"جوليان ماكدونالد" و"غاسبر كونران" أزياء بعضها أنيق وكلاسيكي وغيرها معاصر ومبتكر بلوني الأسود والأبيض. ولكن لم تخل تصاميم الموسم المقبل من الألوان الصارخة، وعاد اللون الأحمر الى عروض الأزياء، خصوصاً في الزخرفة الحمراء على الأقمشة السوداء والبنية. وركز المصمم البريطاني غاسبر كونران على الأناقة البسيطة بفساتين وتنانير تقف عند الركبتين لتكشف احذية "بوت" عالية الساق بالألوان المتعددة. وشاركت العارضة البريطانية جودي كيد بعرض أزياء كونران الذي قدم أزياء كلاسيكية بأقمشة الشيفون والحرير والجلود المختلفة. وتميز عرض أشلي ايشام، المصمم البريطاني السنغافوري الأصل، بأناقة أزيائه وأنوثتها. وكانت فساتينه الحرير طويلة الى الأرض أو الى الركبتين ترقص حول ساقي العارضات. وجاءت البناطيل النسائية كلاسيكية بعرض واحد لتعطي المرأة قواماً طويلاً. واستوحى ايشام تصاميمه من رسوم غوستاف كليمت ورومان دي تيرتوف المعروف ب"أرتي"، فمزج بين الألوان والأقمشة والنقوش على تصاميمه. واستخدم الألوان الفضية والبنية في تشكيلته، اضافة الى الأزرق والأحمر الفاقع المتناثر على بعض أقمشته. ورأى بائع "ايفان هيلسنكي" الفنلندية ان "الجو في المعرض كان هادئاً، أعتقد انه بدأ يكرر نفسه وعلى منظميه ان يجددوا ما يقدموه قبل ان يفقد أهميته". وتردد هذا الرأي في الصحف البريطانية وعلى لسان الكثير من المصممين البريطانيين. ولكن، بالنسبة الى المصممين الجدد، أصبح المعرض من أهم نقاط الانطلاق لهم. وبالنسبة الى دار ازياء مثل "ريد أور ديد" التي عادت الى ساحة الموضة بعد غياب أربعة أعوام، يبقى "اسبوع الموضة اللندني" منبراً لاطلاق التصاميم الجديدة. خلال الأسبوع الماضي، عقدت فاعليات عدة الى جانب الفاعليات الرسمية في موقع "اسبوع الموضة اللندني" الرئيس في ساحة "دوق يورك". وخصص جناح خاص للمصمم البريطاني بول سميث الذي ارتبط اسمه بنمط حياة لندن العصرية المختلطة بالتقاليد الانكليزية. ويقدم بول سميث مجموعات عدة من الأحذية والأكسسوارات التي تتماشى مع ازيائه الرئيسة. واحدى هذه المجموعات "سويرل" التي اشتهر بها سميث وهي خطوط رفيعة بألوان زاهية ملتوية تخلق واحة من الألوان على تصاميمه. وفي المجموعة عينها كانت احذية بمختلف التفاصيل، منها بكعب عال ورفيع "ستليتو" الذي غزا عروض الأزياء في الثمانينات وعاد بقوة هذا العام. واضافة الى أسماء معروفة مثل "كلوي" و"دولاغارد"، شاركت شركة "شومي" للمرة الأولى في "اسبوع الموضة اللندني" وعرضت تصاميمها في معرض "العين للعين" الذي قصده المختصون بالأحذية والأكسسوارات. وأبدت جودي من "أحذية شومي" التي انطلقت في آب أغسطس الماضي، سعادتها للمشاركة بهذا المعرض الذي "أدخلنا الى عالم الأزياء وساعدنا على تثبيت أقدامنا". وتقدم "شومي" تشكيلة مختلفة من الأحذية، فهي تعتمد على تصميم "ويدج" العريض في اسفل الحذاء والذي يعطي الطول للمرأة القصيرة من دون ان يكسر ظهرها باستخدام كعب رفيع. ويستخدم مصممو "شومي" حبات الكريستال لتزيين احذيتهم. واحتلت الاكسسوارات مكانة خاصة في المعرض الذي قدم أفكاراً جديدة ومتنوعة من أبرزها تصاميم "كامفورت ستايشن" للاكسسوارات الذي عاد للموسم الرابع ل"اسبوع الموضة اللندني". ولكن هذه مشاركته الأولى في معرض "العين للعين". ورأت ايمي من "كامفورت ستايشون" ان "هذا المعرض المخصص للأكسسوارات افضل منفذ لسوق الاكسسوارات والمختصين به". ويستخدم مصممو "كامفورت ستايشون" لوني الأسود والأبيض لربطات العنق النسائية والاساور العريضة المصنوعة من الأقمشة. وقالت ايمي: "انصح جميع السيدات بأن يجربوا ارتداء ربطة العنق، فهي تظهر جمال الرقبة وتعطي طابعاً أنيقاً للمرأة". ومن المصممين المبدعين في عالم القبعات لهذا العام "لويزا لندن" التي لفتت انظار متاجر عالمية لشراء قبعاتها. وقالت المصممة الرئيسة لويزا ل"الحياة": "تصاميمي بسيطة لارتداء القبعة للحياة اليومية، فعلى رغم وجود مصممي القبعات للسهرات أو المناسبات، حاجة الى تصميم قبعات للحياة اليومية". وتحدثت لويزا عن رغبتها في الذهاب الى بيروت "التي أصبحت محطة عالمية للموضة".