أوردت صحيفة"الحياة"، في 23 تشرين الثاني نوفمبر المنصرم مقالاً بعنوان"المجلس الأعلى يتهم الأميركيين بحماية مجاهدي خلق"، يتضمن مواضيع وإشارات هي كاذبة، جملة وتفصيلاً، وقصصاً مفبركة نقلاً عن أحد أعوان نظام الملالي في ما يتعلق، بمنظمة"مجاهدي خلق"الإيرانية .... يتمتع أفراد منظمة"مجاهدي خلق"الإيرانية الموجودون في العراق بحماية معاهدة جنيف الرابعة. وهذا المرتكز القانوني معترف به من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمفوضية السامية للاجئين، ومن الولاياتالمتحدة الأميركية وقوات التحالف. وتستند المعاهدة الرابعة الى ان قوات التحالف تتحمل مسؤولية حماية"المجاهدين"وان المرتكز القانوني ل"المجاهدين"في العراق هو نابع تماماً من الحقوق المعترف بها دولياً، هي ملزمة لقوات التحالف وكذلك للحكومة العراقية. هذا وعقد يوم 10 تشرين الثاني 2004 مؤتمر دولي في باريس حضره 500 من أبرز الحقوقيين ورجال القانون من أرجاء العالم، وجرت خلاله مناقشة آراء قانونية وصيغة شاملة لتسعة من أبرز رجال القانون منهم اللورد اسلين البريطاني، واريك دافيد البلجيكي، وشريف بسيوني الأميركي، حول المرتكز القانوني ل"المجاهدين". وأعرب البيان الختامي لهذا المؤتمر عن قلقه ازاء استمرار التعقيدات المفروضة على"مجاهدي خلق"في العراق مؤكداً:"ان الحكومة المقبلة التي سوف تحل السلطة العراقية الموقتة ستكون ملتزمة حيال الاتفاقيات التي عقدها سلفها مع منظمة مجاهدي خلق الايرانية وتترتب عليها المبادئ والحقوق المنصة في هذه الاتفاقيات". وأضاف البيان:"ان القوات المتعددة الجنسيات والحكومة العراقية مطالبتان بالاعتراف بحال اللجوء السياسية لمنتسبي منظمة مجاهدي خلق الايرانية وأهالي مدينة أشرف، وتمنعان النظام الإيراني من ممارسة القمع على معارضيه بذريعة اللوائح الارهابية". ويؤكد البيان الختامي الصادر عن مؤتمر باريس الدولي:"ان خرق الملكية المتعلقة بأعضاء منظمة مجاهدي خلق يتناقض والمركز القانوني المعترف به لهم كأشخاص يتمتعون بالحماية وفقاً لمعاهدة جنيف الرابعة". والتورط المزعوم ل"المجاهدين"في"اغتيال بعض الشخصيات في العراق"مجرد كذبة مستوردة من وزارة استخبارات الملالي. وتم الاعلان عنه للمرة الأولى في 28 تشرين الأول اكتوبر الماضي في"قناة سحر"التلفزيونية التابعة لنظام الملالي. وكتبت في هذا السياق صحيفة"جمهوري اسلامي"الحكومية، في الثالث من تشرين الثاني:"ان الولاياتالمتحدة الأميركية تسعى من خلال اعادة تجهيز المجاهدين وتنظيمهم للاستفادة من هذه الجماعة ضد الشعبين الايرانيوالعراقي". ان"مجاهدي خلق"لم يتدخلوا في شؤون العراق الداخلية، لا في عهد النظام السابق ولا في الوقت الحاضر، وان وجودهم في الأراضي العراقية هو من أجل مناهضة الديكتاتورية الحاكمة في ايران باسم الدين ليس إلا. ان وجود المجاهدين في العراق يحظى بحماية ابناء الشعب العراقي. ويؤكد البيان الموقع من 500 الف شخص من أبناء الشعب العراقي، ونشر في الربيع الماضي:"ان مجاهدي خلق باعتبارهم نقيضاً للتطرف الديني، وبمعتقداتهم الاسلامية النبيلة وجذورهم المتعمقة في المجتمع الايراني، وتمسكهم بالشعائر الاسلامية، والتزامهم بالديموقراطية، وتسامحهم حيال سائر الأديان والعقائد، كانوا ولا يزالون يعدون سداً منيعاً بارزاً بوجه توغل نزعة التطرف الديني من الناحيتين السياسية والثقافية. ومن هذا المنطلق اننا نطالب وبكل قوة باستمرار وجود منظمة مجاهدي خلق الايرانية في أراضي العراق لحين استتباب الديموقراطية في إيران. لقد عملت منظمة مجاهدي خلق منذ دخولها العراق كقوة سياسية مستقلة، ولم تتدخل في شؤون العراق الداخلية اطلاقاً. وقد يشهد على هذه الحقيقة تضامن مختلف شرائح الشعب العراقي من الشيعة والسنّة، الى الأكراد العراقيين، مع هذه المنظمة". ان الغاية الرئيسة لنظام الملالي من بثه الأكاذيب ضد"مجاهدي خلق"ليست سوى محاولة للتستر على تدخلات النظام الارهابية المتزايدة في العراق، بعدما أعلنت السلطات الأميركية والعراقية تفاصيل عدة عن حقيقة هذه التدخلات خلال الأشهر الأخيرة. وأشارت جريدة"الفرات"، في عدد 27 تشرين الأول، نقلاً عن"مصدر مسؤول في جهاز الاستخبارات العراقية"الى اعتقال عراقي كان يتجسس لمصلحة وزارة الاستخبارات الايرانية. وأضافت الجريدة:"ان السفارة الايرانية في بغداد تعد مركزاً حيوياً لعمليات التخريب والتجسس في العراق". كما أشارت كل من جريدة"بغداد"، الصادرة في 28 تشرين الأول، وصحيفة"الاتجاه الآخر"، الاسبوعية العراقية في الأول من تشرين الثاني، الى اقامة حكومة سرية في البصرة من جانب وزارة استخبارات نظام الملالي. وأكدت هذه الصحف"ان الموظفين الكبار في هذه المدينة يقولون انهم يجهلون الجهة التي تصدر اليهم الأوامر. وقال لنا ضابط في قوات الشرطة انه يتلقى الأوامر من ضابط في مقر قوات بدر، لا يستطيع التحدث باللغة العربية، وانه يصدر الأوامر الى وحدتنا من موقع القيادة ان نقوم بغلق المسارح والنوادي والمحلات... وفي مساء كل يوم تنتشر فرق من وزارة الاستخبارات الايرانية في الشوارع وتنهال على أي حفل أو مسرح أو ندوة للفنانين... وقد اضطر مئات من مثقفي المدينة الى مغادرتها والرحيل الى بغداد حتى ابتعدوا من أجواء الخنق والكبت السائدة في المدينة...". وأخيراً، ان اطلاق هذه الأكاذيب يأتي في وقت أدت عمليات التعرية وكشف النقاب عن مشاريع نظام الملالي للتسلح النووي، التي تبنتها المقاومة الايرانية، الى فضائح مزدوجة لنظام الملالي. منظمة مجاهدي خلق الإيرانية