لازالت منظمة مجاهدي خلق تتخذ من الأراضي العراقية مقرا لها منذ الحرب العراقية الايرانية، حيث تتواجد في معسكر أشرف في مدينة ديالى، وهي من ضمن المنظمات المعارضة للنظام الايراني منذ مجيء اية الله الخميني الى السلطة، وطالبت ايران بتسليم أفراد المنظمة لكن هناك فئات عراقية اضافة للقوات الأمريكية المتواجدة في العراق ترفض ذلك. وقبل عدة أيام تعرضت هذه المنظمة الى هجوم من قبل القوات العسكرية العراقية وقتل أكثر من 34 مقاتلا اضافة الى اصابة العشرات منهم لأسباب لم تتضح بعد ... وحول آخر الأوضاع والمستجدات التي يشهدها معسكر أشرف وعن كيفية انشائها والعديد من القضايا التي تخص المنظمة، حاورت «الرياض» الأمين العام لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية صديقة حسيني. * القوات المسلحة شنت هجوما على معسكر» أشرف» .. ما هي آخر التطورات لديكم ؟ - المؤلم هو أنه وبعد مضي اكثر من اسبوعين على اقتحام القوات العراقية مخيم أشرف لم يتم تشييع جثامين الشهداء ومواراتها الثرى بسبب احتلال مقبرة «مورفاريد» [اللؤلؤ] من قبل القوات المسلحة العراقية ووحداتها المدرعة. في حين تقضي الأحكام والآداب الشرعية الإسلامية بدفن جثث الموتى في أسرع وقت، ولكن لم يتسن ذلك حتى الآن بسبب الممارسات القمعية وصنوف التقييدات والاحتلال العسكري لمقبرة أشرف والطريق المؤدية إليها من قبل قوات الجيش العراقي مما جعل الأمر مستحيلا فلم يتم بعد تشييع جثامين شهدائنا ودفنها. وردا على سؤالكم أنه وفي هجوم قوات المالكي على سكان أشرف العزل في ال8 من نيسان/إبريل 2011 والذي كان تحت القيادة الميدانية قائد القوات البرية العراقية وباستقدام كم هائل من القوى العسكرية ومدرعات هامفي و «بي ام بي» قُتل اكثر من34 شخصا من سكان أشرف منهم 8 نساء قٌتلوا برصاص حي مباشر على الرأس والقلب وسائر أعضاء البدن أو دهسهم بواسطة مدرعات «الهمفي».. وإضافة إلى ذلك أصيب 350 شخصا من سكان المخيم بجروح 225 منهم أصيبوا برصاص حي مباشر أو بتفجير وشظايا قنابل يدوية. والظروف في داخل المخيم متأزمة للغاية وحالها حال برميل بارود والقوات العراقية مستعدة لهجوم آخر فقد اتخذت ناقلات جنود «بي. إم. بي» المدرعة مواقعها وصوّبت مدافعها نحو سكان أشرف.. ومُنِعَ دخول المراسلين والصحفيين والمحامين وأي شخص آخر، والحكومة العراقية لاتسمح لأحد أن يدخل أشرف كي لاتفضح أكاذيبها. إحدى المعاناة الأخرى التي يتعرض لها سكان اشرف هي معضلة علاج الجرحى الذين يمر الكثير منهم بحالات صحية متدهورة , ويعيش سكان أشرف حصارا طبيا ولا تتوفر لهم الخدمات الطبية , والحكومة العراقية لاتسمح لأي وفد طبي المجيء إلى أشرف لمعالجة الجرحى . * كيف تم الهجوم على معسكركم ولماذا وما هي الدوافع ؟ - بدأ الهجوم في الساعة الرابعة والدقيقة الخامسة والأربعين من فجر يوم الجمعة 8 نيسان (أبريل) 2011 باستخدام 4 كتائب مدرعة للجيش العراقي والمدرعات ووحدات الهندسة العسكرية وأفواج للتدخل السريع وقوات مكافحة الشغب معززة بوحدات الشرطة. وشارك في هذا الهجوم ما لايقل عن 2500 من قوات الجيش وقوات الأمن المؤتمرة بإمرة نوري المالكي. وقائد القوات البرية العراقية قاد الهجوم شخصيا على أشرف وذلك بامر مباشر من المالكي وبحضوره ميدانيا داخل أشرف. فكان قد حضر إلى أشرف منذ بعد ظهر يوم 7 من نيسان « ابريل « إلى ظهر يوم 8 لقيادة الهجوم. واستمر الهجوم 7 ساعات. وفي نفس اليوم وبعد أن مزقت سياج الحماية للمخيم دخلت القوات العراقية إلى أشرف من الجانب الشمالي له وذلك باطلاق النار بالمسدسات والرشاشات وحتى بمدافع المدرعات وكذلك بهجوم هامفيات ثم هاجمت على أماكن استقرار السكان . احدى ساحات مدينة اشرف والان فقد احتلت القوات العراقية القسم الشمالي للمخيم واماكن استقرار سكانه في هذا القسم إذ اضطر اكثر من 400 شخص من السكان في الوقت الحاضر الى مغادرة أماكن استقرارهم حيث تم نهب وسرقة أموالهم وممتلكاتهم وحتى سياراتهم الشخصية. كذلك نتعرض يوميا للتهديدات واحتلال المزيد من الأماكن من قبل القوى المسلحة العراقية فالآن هناك أكثر من 1300 عسكري داخل أشرف يمهدون لحملاتهم اللاحقة ببناء صنوف السواتر الترابية ومواقع عسكرية محصنة وعجلات الجيش العراقي مشغولة في إخلاء الأماكن التي تم نهبها وسرقة ممتلكاتها الاستقرارية. لقد خسرنا الى الآن ملايين من الدولارات. * في الظرف الحاضر ما هي مطالبكم بالتحديد لتوفير الحماية لسكان أشرف بعد الاعتداء على معسكركم؟ - أخذا بنظر الاعتبار أن سكان أشرف هم أشخاص محميون وفقا لاتفاقية جنيف الرابعة والقانون الدولي ونظرا بأن الهجوم العسكري على أشرف يمثل «جريمة ضد الانسانية» و«جريمة حرب» نطالب: أن تقوم الأممالمتحدة والولايات المتحدة والإتحاد الأروبي فورا بايقاف هذه الإبادة الجماعية وأن تضمن خروج القوات العسكرية العراقية من أشرف فورا وأن تتدخل الأممالمتحدة والولايات المتحدةالأمريكية لنقل جرحى أشرف ومصابيه الذين يمرون بحالات صحية متدهورة إلى المستشفى العسكري الأمريكي لتلقي العلاج الفوري أو نقلهم إلى مستشفى مدينة اربيل بعيدا عن التضييقات اللانسانية المفروضة من قبل الحكومة العراقية ولجنة قمع أشرف. أو يقوموا بارسال الجرحى الذين حالاتهم خطرة ومتدهورة جدا إلى البلدان الأوربية لتلقي العلاج السريع والمقاومة الإيرانية جاهزة لتدفع تكاليف سفر وعلاج هؤلاء الجرحى. مقبرة مجاهدي خلق * ما هو موقفكم من الاحتلال الأمريكي للعراق؟ - قبل اندلاع الحرب نحن أعلنا سياستنا الثابتة القائمة على عدم التدخل في شؤون العراق الداخلية وهذه سياستنا في الماضي والحاضر والمستقبل، كما أعلنا أننا سنكون محايدين في هذه الحرب. وأبلغنا قبل اندلاع الحرب جميع الأطراف بموقفنا هذا علنًا، كما وفي حرب عام 1991 أيضًا اتخذنا ذات الموقف حيث أعلنا أنه لا شأن لنا في شؤون العراق الداخلية. ولكن بالقدر الذي يخص آثار حرب عام 2003 فإن الشعبين العراقي والإيراني وكذلك شعوب المنطقة كانت هي الخاسر الأكبر وملالي طهران كانوا هم الفائزون والرابحون الرئيسيون في هذه الحرب. * كم يقدر عدد قواتكم، وما هي الأسلحة التي تستخدمونها في الوقت الحالي؟ - هناك قوى واسعة تابعة لمجاهدي خلق منتشرة على نطاق واسع داخل إيران لا يمكن لهم الاجتماع وتنظيم تجمع مليوني لأن أي تجمع باسم مجاهدي خلق ولو كان صغيرًا يقمع ويقهر بشدة. ولكن برغم ذلك شارك آلاف في التظاهرة الطلابية الأخيرة في طهران والتي أقيمت بدعوة من مجاهدي خلق هاتفين بشعارات المجاهدين. وفي الدول الأوربية يتجمع بشكل دائم عشرات الآلاف من الايرانيين ليستمعوا إلى خطابات السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، لا يحتاج مجاهدو خلق في الوقت الحاضر أي سلاح، ففي شهر أيار (مايو) عام 2003 تم تجميع حوالي 20 ألفًا من الدبابات والمدافع وأسلحة مشاة لمجاهدي خلق لدى القوات الأمريكية وهذا ما أكدته آنذاك بيانات «سنتكام». * أين تتواجد مقراتكم وما هي المنطقة التي يسمح لكم بالتحرك فيها؟ - المجاهدون الإيرانيون يقيمون حاليًا في مدينة أشرف الواقعة شمالي بغداد وهي مقر إقامة الأشخاص المحميين بموجب اتفاقية جنيف الرابعة ومعترف بها دوليًا. ولا وجود لمجاهدي خلق في أي مكان آخر في العراق. مواجهات بين المنظمة والقوات العراقية * ما هي مصادر تمويلكم في الماضي والحاضر ؟ - منذ البداية وحتى الآن كان أبناء الشعب الإيراني داخل إيران ومازالوا هم مصدر تمويل مجاهدي خلق. فحتى الآن أعدم النظام الإيراني العديد من التجار الإيرانيين ليس إلا بسبب دعمهم المالي لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية. وفي الوقت الحاضر أيضًا يرسل المواطنون الإيرانيون مساعداتهم من داخل إيران إلى مجاهدي خلق بطرق وأساليب مختلفة. أما المصدر الآخر فهو أبناء الجالية الإيرانية في مختلف بلدان العالم الذين يمدون يد العون المادي واللوجستي للمجاهدين. * الميليشيات الشيعية الحليفة لإيران، هل تشكل وسيلة ضغط عليكم لتسليمكم لايران؟ - إن الجهة الوحيدة التي تمارس الضغط على مجاهدي خلق باستخدامها الميليشيات هي النظام الإيراني، ولكن لا بد لي أن أؤكد أن جرائم هذه الميليشيات لا علاقة لها بشيعة العراق، بل إن شيعة العراق هم الآخرون يقاومون ويقفون بوجه جرائم وتدخلات النظام الإيراني. الذي من الواضح تمامًا هدفه من الضغط على مجاهدي خلق وهو: إزاحة الحاجز من أمامه للسيطرة على العراق. فلا شك في أنه إذا سيطر هذا النظام على العراق فسوف تصبح سهل المنال بالنسبة له أطماعه في المنطقة. وكما تعرفون أن أميركا قد أعلنت مرارًا أن هذه الميليشيات تتدرب في إيران وهم خلال العامين الماضيين وإضافة إلى إثارتهم فتنًا طائفية وحروبًا أهلية وقتلهم المواطنين العراقيين الأبرياء، كانوا ومازالوا يشكلون العناصر الرئيسة التي تقف وراء قتل الجنود الأمريكان وهم مطاردون وملاحقون من قبل القوات متعددة الجنسيات في العراق. قوات منظمة المقاومة الايرانية * خلال تواجدكم بين العراق وايران، هل هنالك تدخل إيراني واضح في العراق ومن هي الميليشيات الموالية لإيران في العراق؟ - نعم، إن تدخلات النظام الإيراني في العراق باتت واضحة. وإن شؤون العراق تدار من قبل قوة «القدس» الإرهابية بدلاً عن وزارة الخارجية، وبسبب هذه التدخلات الإرهابية في أرض العراق أدرجت أميركا قوة «القدس» في قائمة المنظمات الإرهابية. وسفير النظام الإيراني في العراق هو أيضاً من قادة قوة «القدس». كما إن «الولي الفقيه» في هذا النظام يتابع شؤون العراق عبر قوة «القدس» الإرهابية في العراق فقط. إن المقاومة الإيرانية حصلت على قائمة بأسماء الآلاف من عملاء قوة «القدس» داخل إيران ونشرتها وقد سجل في هذه القائمة أوصافهم وأرقام حساباتهم ومبالغ المال التي يصرفها النظام الإيراني شهريًا لحساب قواته العميلة في العراق وقد اخترق هؤلاء الأشخاص الأجهزة السياسية والعسكرية والأمنية العراقية وجميع الوزارات العراقية وحتى البرلمان العراقي وهم يمررون أطماع النظام الإيراني. كما وكشفت المقاومة الإيرانية مصنع القنابل القفازة الخاصة للزرع على جانب الطرق (القنابل المضادة للدروع) والتي يصدرها النظام الإيراني إلى العراق، وكشفت المقاومة موقع المصنع في إيران بدقة عالية. ويضاف إلى ذلك الشبكات الإرهابية الخاصة والتابعة للنظام الإيراني والتي تدربت في إيران ومهمتها هي اغتيال الشخصيات السياسية والمثقفين والأطباء والاختصاصيين والخبراء العراقيين الذين يعارضون تدخلات هذا النظام في العراق. * هل لديكم عناصر نسائية بين صفوفكم وكم عدد المقاتلات من النساء؟ - إن النساء التحقن بصفوف حركة المقاومة الإيرانية على نطاق واسع وبأعداد كبيرة بحيث ان لهن وجوداً فريداً في قيادة حركتنا. وهناك حوالي (ألف) امرأة في مدينة أشرف. * كيف كانت علاقتكم مع الحكومة العراقية السابقة قبل سقوطها؟ - بعد انسحاب القوات العراقية إلى الحدود الدولية أعلنا ضرورة توقيع الجانبين اتفاقية سلام. ولكن خميني أعلن: «أن السلام هو دفن الإسلام», فيما أن الحرب كانت غطاءً للقمع الشديد للشعب الإيراني الطامح إلى الحرية، وكانت هذه الحرب تقضي على المصالح العليا للشعب الإيراني. فلذلك وبعد انسحاب القوات العراقية إلى الحدود الدولية رفعت المقاومة الإيرانية راية السلام حيث بدأنا منذ حزيران عام 1982 بشن حملة سياسية لإقرار السلام بين البلدين، ولكن كما تعرفون أن خميني رفض عروض جميع الوفود والبعثات المختلفة، فواصل الحرب مع العراق. وعلى ذلك نحن جئنا إلى العراق في عام 1986 أي في العام السادس من الحرب بشرطين وهما الاستقلال وعدم التدخل في شؤون الجانبين بعضهما البعض. فطبعًا ونظرًا لطبيعة نظام «ولاية الفقيه» الحاكم في إيران الذي أدرج ابتلاع العراق في أجندته الإستراتيجية , فبالضرورة ستكون هناك علاقة إستراتيجية بين مجاهدي خلق وأي حكومة عراقية لا تريد الرضوخ لسيطرة نظام «ولاية الفقيه». فلهذا السبب إننا وبرغم كوننا متواجدين في أرض العراق كنا ومازلنا مستقلين تمامًا وكانت مقراتنا ومعسكراتنا تعتبر بمثابة أرضنا (مثل السفارات) ونرفع فيها أعلامنا ورموزنا الوطنية. ونحن بنينا كل مقراتنا ومعسكراتنا على نفقاتنا ووثائق ومستندات ذلك موجودة لدينا. وآنذاك أكدت فرق التفتيش التابعة للأمم المتحدة في تقاريرها الرسمية كون مجاهدي الخلق مستقلين في العمل، كما وفي السنوات الأخيرة أكدت ذلك الأجهزة الدولية التي راقبت الأوضاع في العراق. * ما هو شعوركم بعد رفع اسم منظمتكم (مجاهدي خلق) من قائمة المنظمات الإرهابية وكيف حصلتم على هذه البراءة من الاتهام بأنكم لستم منظمة ارهابية؟ - نحن مسرورون وسعداء مثل كل تحرري أصدر القضاء الحكم ببراءته بعد سنوات من تعرضه للظلم على درب النضال من أجل تحقيق أهدافه التحررية وهذا الظلم مورس ضدنا من قبل الدول التي اعتمدت سياسة المساومة والتحبيب حيال النظام الإيراني، ولكن هذا النزاع لم يكن نزاعًا فرديًا أو فئويًا وإنما ألحقت هذه التسميات الجائرة خسائر فادحة بشعبنا. فقد أصدرت كل من محكمة العدل الأوربية في 12 كانون الأول (ديسمبر) 2006 ومحكمة الاستئناف للمنظمات المحظورة (بوئك) في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007 في بريطانيا أصدرتا الحكم بشطب اسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من قائمة الإرهاب مما يدل على أن تسمية مجاهدي خلق بالإرهابية كانت منذ البداية خطوة سياسية بحتة تهدف إلى تقديم تنازل للفاشية الدينية الحاكمة في إيران. * هل لديكم أي معلومات عن المفاعل النووي الإيراني وما هي قراءاتكم عن تراجع الضغط الأمريكي على إيران؟ - تعرفون أن المقاومة الإيرانية هي التي كشفت لأول مرة في عام 2002 عن نشاطات النظام الإيراني النووية ووجود موقعين لتخصيب اليورانيوم في مدينتي نطنز وأراك الإيرانيتين، ثم قامت الوكالة الدولية للطاقة النووية بزيارة لإيران لتقصي الحقائق أكدت خلالها المعلومات التي كشفناها نحن. فإن النظام الإيراني وبسبب طبيعته القمعية واللاإنسانية القائمة على «ولاية الفقيه» يعاني من اعتراضات داخلية واسعة ولهذا السبب يفتقر إلى أي قاعدة إسناد شعبية ولم يتمكن قط من تحقيق استقرار داخلي. فلذلك يرى هذا النظام أن ما يضمن استمراريته وبقاءه على السلطة هو الحرب وتصدير إرهابيته وتطرفه إلى الآخرين. وإذا امتلك النظام سلاحًا ذريًا فمن شأن ذلك تحقيق رغبة النظام وطموحه. هذا وبدورها أعلنت أميركا أن من خطوطها الحمراء امتلاك النظام الإيراني سلاحًا ذريًا. فعلى ذلك إننا نستبعد أن تتصالح وتتوافق أميركا مع حكام إيران على هذين المقومتين الحيويتين أو تتنازل أمام هذا النظام أي أن ترضخ أميركا لتسلّح النظام الإيراني بالسلاح النووي وابتلاعه العراق. ففي هذه الحالة سوف تسيطر الفاشية الدينية لا محالة على جميع بلدان المنطقة وبالتالي سيحصل موقف خطير للغاية في جميع أقطار المعمورة. ضحايا الهجوم العراقي على مدينة أشرف * هل صحيح أن عددكم قلّ بشكل كبير وتلاشت قوتكم بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، وهل تشعرون بخطر تسليمكم للنظام الإيراني من قبل الأمريكان جراء صفقة معينة؟ - بل إن قوى مجاهدي خلق قد ازدادت بعد الحرب وبعد وصول أحمدي نجاد إلى الرئاسة. فانظروا إلى التظاهرة التي نظمها طلاب جامعة طهران في الآونة الأخيرة لتلاحظوا أن الشباب والطلاب يرددون شعارات منظمة مجاهدي خلق دعمًا لهم أكثر بكثير مما مضى. ولهذا السبب تضاعفت مخاوف النظام من المجاهدين بمئات المرات. إن النظام الإيراني حاول استغلال الحرب الناشبة إلى أقصى الحد من الاستغلال ضد مجاهدي خلق، وبعد انتهاء الحرب زاد من ضغوطه على مجاهدي خلق بواسطة عناصره وعملائه في العراق، ولكن بسبب دعم الشعب العراقي والكيانات السياسية العراقية والدولية لمجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية سواء من البرلمانيين في الدول الأوربية وأميركا وكذلك شخصيات سياسية وإنسانية قد تم إحباط هذه المؤامرات ولم نسمح للنظام الفاشي الطائفي الحاكم في إيران بتحقيق أهدافه الشريرة في العراق ضد مجاهدي خلق، ولكن الآن قد مرت عليها 5 سنوات. وبعد الحرب قال الحرسي شمخاني وزير الدفاع في حكومة خاتمي: «صحيح أن مجاهدي خلق قد سلّموا أسلحتهم ولكنهم أصبحوا الآن أكثر خطورة من الماضي الذي كانوا يحتازون فيه أسلحتهم». لا تنسوا أنه وبعد 4 سنوات من انتهاء الحرب أقيم في باريس أكبر تجمع سياسي للإيرانيين خارج البلاد دعمًا وتأييدًا لمجاهدي خلق حضره 50 ألفًا من أبناء الجالية الإيرانية الأمر الذي لم يسبق له مثيل. ولهذا السبب كان النظام الإيراني قد حاول منذ 5 أعوام وحتى الآن عقد صفقات مختلفة على حساب مجاهدي خلق. ولكن الجميع متفقون على أن مجاهدي خلق رقم صعب في ميزان القوى تجاه النظام الإيراني. فأولاً إن النظام الإيراني يمر الآن مرحلة انهياره وسقوطه. فقد قال خامنئي وأحمدي نجاد مرات عديدة: «إن التراجع ولو بخطوة سوف يؤدي إلى زوال النظام كله». ومن جهة أخرى أصبح المجاهدون الإيرانيون في العراق يحظون بحماية القانون الدولي خاصة اتفاقية جنيف الرابعة مما يحظر نقلهم من مكان إلى مكان آخر حتى داخل الأراضي العراقية فما بالك بنقلهم القسري إلى خارج الأراضي العراقية. وقد أيدت هذا الموقع مختلف الأجهزة الدولية بما فيها منظمة الأممالمتحدة والأحزاب والقيادات السياسية العراقية. * ما هي رسالة مجاهدي خلق إلى الدول العربية في الظروف التي تعانون منها الآن؟ - إن النظام الإيراني يمر بمرحلة انهياره وتمزقه وسقوطه خصوصا ما لاحظناه من تظاهرات للاخوة العرب في الأحواز وهو يحاول دائما ان يصدر ازماته الداخلية للخارج ، ولذلك خاض معركة حاسمة وإن سبب كونه حاليًا يرفض التصالح والتراجع قيد الأنملة عن مشاريعه النووية أو تدخلاته في العراق يعود إلى تلك الطبيعة الجوهرية التي يتسم بها النظام. ولكن دهاء النظام الإيراني يكمن في تصويره وإيحائه بأن أعماله خاصة بعد مجيئ أحمدي نجاد إلى سدة الرئاسة تأتي من موقف القوة لإخافة الآخرين وإرغامهم على تقديمهم أي تنازلات متلاحقة. والمقاومة الإيرانية ترى أن حل القضية الإيرانية لا يكمن في مساومة هذا النظام ولا في الغزو الخارجي وإنما يكمن في تغيير النظام على يد الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية التي ركيزتها هي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ويجب الإسراع في رفع الحواجز التي وضعها في طريقها الداعون إلى مساومة النظام والتسامح معه واسترضائه، وذلك ليمكن لهم حسم مصير هذا النظام. ومن هذه الحواجز هي تهمة الإرهاب الملصقة بمنظمة مجاهدي خلق والتي أصدرت المحكمة الأوربية في العام الماضي والمحكمة البريطانية في العام الحالي الحكم ببطلانها وكونها غير عادلة. كما يحاول النظام الإيراني وبمختلف المؤامرات وحتى اغتيال السفراء العرب في العراق إبعاد الدول العربية عن الساحة العراقية لتتسنى له السيطرة التامة على العراق. إننا نرى أن على الدول العربية أن تعتمد سياسة نشطة وفعّالة لإبعاد النظام الإيراني عن الساحة العراقية.