في مقال "الحياة" في 21 شباط/فبراير، بعنوان "وزير الخارجية العراقي في طهران... زيارة الفرصة الأخيرة" فقرات حول "مجاهدي خلق" عارية من الصحة، وتشابه في شكلها ومضمونها، ما ينشر في الصحف الحكومية في طهران. فالكل يعرف أن نظام الملالي اشترط لأي تحسين في علاقاته، مع أي طرف أجنبي، ابتعاد الأخير عن "المجاهدين". واشترط الملالي اعلاناً عن حسن نيات أميركا تجاه النظام بهجومها على مقرات "المجاهدين" محسن رضائي، القائد العام للحرس الثوري سابقاً، ومستشار رفسنجاني، عن وكالة أنباء ايسنا، 6 آب/ أغسطس الماضي. وطالب خرازي أميركا، في مؤتمر صحافي عقده في 16 شباط الجاري في طهران، "اعتقال المجاهدين وإبعادهم الى بلادهم"، مشتكياً من أن "واشنطن تساعد مجاهدي خلق" - التي يعتبرها خرازي منظمة إرهابية. وأضاف قائلاً: "إن منظمة مجاهدي خلق غير سيئة، من وجهة نظر أميركية، لأنها لا تهدد مصالح أميركا" "واشنطن تايمز"، في 17 شباط الجاري. غير ان محاولات الملالي لتشويه وجه "المجاهدين"، واستغلال تهمة الإرهاب، لن تنجح إلا في أحلامهم. فعلى الصعيد الدولي موقف صلب يدين الملالي وإلصاقهم تهمة الإرهاب ب"المجاهدين"، يتمثل في بيان ل150 عضواً في الكونغرس الأميركي وجد صدى واسعاً في الصحف الدولية "نيويورك تايمز" في 15 كانون الثاني/ يناير الجاري، و"هيرالد تريبيون" في 9 كانون الثاني الجاري، و"واشنطن بوست" في 22 كانون الأول/ ديسمبر الماضي. وسبق ذلك إعلان غالبية أعضاء البرلمانات في كل من بريطانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ، وآلاف البرلمانيين والساسة في بلدان أخرى، في أثناء الأشهر الأربعة الماضية، تأييدهم "المجاهدين" والمقاومة الإيرانية، مؤكدين أن النظام يعتبر عرّاب الإرهاب الدولي، وفضلاً عن ذلك وضعت أعلى مراجع القضاء الأميركي علامة استفهام عن توجيه تهمة الإرهاب الى "المجاهدين". واستعداد الملالي منذ شهور، خلافاً لما جاء في مقال "الحياة"، لهجمات عدوانية على المجاهدين ومقراتهم على الحدود الإيرانية - العراقية، مستغلين الظروف العراقية المتأزمة، ومتربصين الفرصة الملائمة من أجل شن حملاتهم الإرهابية، ليس من غير سبب. وتتضمن هذه الاستعدادات حشد 38 لواء، وعدد هائل من صواريخ أرض - أرض في مختلف النقاط الحدودية لأجل الهجوم على مقرات "المجاهدين". وأفادت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، في 19 شباط، أن نظام إيران أرسل 5000 من عملائه مزودين بالأجهزة الثقيلة داخل الأراضي العراقية، بهدف التصدي ل"مجاهدي خلق"، على حد تعبير "مسؤول كبير" في النظام. وفي الوقت نفسه يدير النظام حملة أكاذيب ضد "المجاهدين" تمهيداً لهذه الاعتداءات. ومن هذه الأكاذيب الادعاء أن العراق سلم حكومة خانقين وكركوك الى "المجاهدين"، أو كلفهم حماية حقول النفط في كركوك. ولا يخفى على أحد أن "المجاهدين" أكبر مشكلة سياسية وأمنية وعسكرية للملالي. وكان الأجدر لكاتب المقال، وهو على علاقة طيبة بملالي طهران، أن ينظر في ما جاء في تصريحات الملالي الرسمية، فلا يكون مُلا أكثر منهم، ولا حرسياً أكثر من حرسهم. بغداد - مكتب منظمة مجاهدي خلق الإيرانية