عادت قضية التغيير في المناصب السياسية العليا في الكويت إلى الواجهة أمس مع نشر صحيفة "السياسة" تصريحات منسوبة إلى الشيخ سالم العلي الصباح رئيس الحرس الوطني، دعا فيها أبناء الأسرة الكويتية الحاكمة إلى "التواصل والتلاحم وتجاوز مشاعر الجفاء والفرقة"، خصوصاً "في ظل الظروف الصحية التي تمر بها القيادة السياسية". وكان الشيخ سالم تحدث في تصريح صحافي له قبل شهرين عن اصلاحات سياسية وشيكة وتغييرات في مناصب عليا تشمل ولاية العهد، لكن ذلك لم تظهر بوادره حتى الآن. ولاحظت أوساط كويتية مطلعة أن توقيت نشر الحديث الصحافي له مغزى، خصوصاً أن الحديث أجري خلال شهر رمضان، موضحة أن الشيخ سالم العلي أراد أن يأخذ كلامه كل أبعاده كويتياً، خصوصاً في المواضيع الثلاثة التي أثارها، أي "التغيير" و"التحديث" و"التحريك". وقالت هذه الأوساط إنها تفهم من كلام سالم العلي اشارة إلى أن منصب ولاية العهد ليس محسوماً بعد الشيخ سعد العبدالله، ولذلك فهو يوجه دعوة إلى التفاهم على المرحلة المقبلة. وذهبت مصادر واسعة الاطلاع إلى التساؤل عما إذا كان الشيخ سالم العلي يمهد لطرح نفسه لمنصب ولي العهد. وقال الشيخ سالم في حديثه، كما نشرته "السياسة" أمس: "فيما مضى كانت قيادتنا السياسية عبر سمو الأمير وسمو ولي عهده قيادة نشطة تتمتع بالصحة والعافية وتتحرك على مختلف الأصعدة ...، والآن وفي الظروف الصحية التي تمر بها القيادة وجدنا أنفسنا بحاجة نحن الأسرة إلى أن نلم شملنا من جديد". وشبّه القيادة عندما كانت في صحتها ب"الخيمة القوية الأوتاد والأعمدة التي يستظل بها الجميع، وهذه الخيمة وإن كانت موجودة الآن بحكمتها وخبرتها وقوة توجيهها، إلا أن الجميع لا ينضوي تحت سقفها الواحد، ونحن كأسرة بحاجة إلى جمع الصفوف وتوحيدها أكثر مما كان في السابق". ولدى سؤاله عما إذا كان هناك - كما اشيع - اجتماع قريب للأسرة تراجع فيه هذه المسألة، أجاب: "اعتقد ذلك، فنحن بحاجة إلى مثل هذا الاجتماع، وبحاجة إلى تطوير الأداء وتحسينه، فالبلاد مقبلة على نمو كبير". وكان قريبون من الشيخ سالم العلي، وهو أبرز أقطاب جناح "آل سالم" في الأسرة الحاكمة، تحدثوا في الأسابيع الماضية عن ترتيب جديد للمناصب الحكومية يسعى إليه "آل سالم" للحصول على حصة أكبر بمقابل جناح "آل جابر" الذي يملك حالياً سبعة مناصب مهمة.