وجّه أحد أفراد أسرة الصباح الحاكمة في الكويت أقوى الانتقادات للحكومة التي يرأسها ولي العهد الشيخ سعد العبدالله الصباح. وقال ان الفصل بين ولاية العهد ورئاسة الحكومة ربما يكون أحد متطلبات الإصلاح في الكويت. وقال الشيخ ناصر صباح الأحمد، وهو نجل وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد، في حديث ينشر اليوم في مجلة "الزمن" التي يملكها، ان الحكومة بوضعها الحالي "عثرة أولى في طريق التنمية" وانها "تتخذ مواقف مناقضة تماماً للطرح الأميري السامي" فيما يتصل بالديموقراطية وسيادة القانون. ويتصدر الشيخ ناصر فريقاً من شباب الأسرة الحاكمة بدأ منذ سنوات يجهر بمواقف ناقدة لأداء الحكومة. لكن حديثه الى "الزمن" يعتبر الأقوى في سياق المعارضة لقيادة الشيخ سعد للحكومة، وهو ينقل الى العلن ما كان الوسط السياسي الكويتي يتداوله سراً عن وجود جناحين سياسيين في الأسرة الحاكمة ينقصهما الانسجام. وجاء حديثه الصحافي في مناسبة بدء "الزمن"، وهي مجلة سياسية فكرية شهرية، الصدور أسبوعياً. وعكس الحديث الاتجاه المتزايد البروز بين شباب الأسرة الحاكمة. وقال الشيخ ناصر: "وجدنا تناقضات صارخة لدى السلطة بين الطرح السامي المتضمن في خطابات حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح منذ 1978 تاريخ بدء ولاية عهد الشيخ سعد ورئاسته الحكومة والذي ينطلق من كون الديموقراطية والقانون ثوابت أساسية، ويؤكد مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات بين أفراد المجتمع ... وبالمقابل نجد السلطة التنفيذية تتخذ مواقف مناقضة تماماً للطرح الأميري السامي، وهو أمر لا نستطيع فهمه ولا قبوله خصوصاً من موقعنا كأفراد في أسرة الحكم". وتابع: "أنا شخصياً وعدد من اخواني ممن يشاركونني النظرة والرؤية، نرى ان هذا الموقف غير المقبول من السلطة التنفيذية يمثل تدميراً للمجتمع والدولة". وأشار الى اهتمام مجلة "الزمن" بعملية "بلورة رؤية تنموية واضحة" للكويت وتأكيد مبدأ الديموقراطية ومواجهة أخطار مثل الاعتماد على النفط كمورد وحيد، وقال ان الاصلاح السياسي ضروري كمدخل للاصلاح العام "مع اقرارنا بأن الاصلاح السياسي مفهوم يراوح فهمه بين من يراه في فصل ولاية العهد عن رئاسة الحكومة، ومن يراه في سلطة تنفيذية تضم وزراء ذوي كفاءة وخلفية نجاح واحترام اجتماعي". وتحدث عن ضرورة مواجهة "قضية الفساد واستباحة الاموال العامة". وقال ان مجلة "الزمن" "ستتصدى للمعترض الأساسي على التنمية والعثرة الأولى في طريقها وهي السلطة التنفيذية". وقال انه يتوقع "ان تتسبب المجلة بإحراجات لي ولعدد من اخواني المتفقين معنا في الرأي، ولكن ما ننشده أكبر من الملامة والإحراج، فنحن ننشد مصلحة الكويت". وكان الشيخ سالم العلي الصباح، وهو أحد أقطاب الأسرة خارج الحكومة، وجه في حديث الى صحيفة "القبس" اليومية قبل أيام ملاحظات على أداء الحكومة. وشدد على رفضه أي توجه نحو حل مجلس الأمة البرلمان أو إعاقة الديموقراطية. } واشنطن - رفيق خليل المعلوف اعلن البيت الأبيض امس ان الرئيس بيل كلينتون سيقوم الاسبوع المقبل بزيارة لمقر القيادة الاطلسية في بروكسيل، للاطلاع من قائد حلف دول شمال الاطلسي الجنرال ويسلي كلارك وأمينه العام خافيير سولانا على تطورات الحملة الجوية ضد يوغوسلافيا، التي ازدادت حدة وكثافة امس، ثم ينتقل الى المانيا للقاء القوات الاميركية هناك وتفقد اللاجئين الكوسوفيين الذين انتقلوا الى المانيا اخيراً راجع ص7. وقال المسؤولون في البيت الأبيض ان كلينتون سيغادر واشنطن الثلثاء ويعود اليها الخميس المقبل. ويأتي الاعلان عن جولة الرئيس كلينتون الأوروبية في وقت اعلنت قيادة الحلف ان الطيران الحربي شن اكبر وأضخم غاراته ضد المواقع اليوغوسلافية في صربيا وكوسوفو والجبل الأسود فيما اعلن وزير الدفاع وليم كوهين عن ارسال عشر قاذفات قنابل من طراز ب52 اخرى الى أوروبا للانضمام الى الحملة. وراقب المسؤولون في العاصمة الاميركية امس تطورات التحركات الديبلوماسية الروسية خصوصاً زيارة فيكتور تشيرنوميردين مبعوث الرئيس بوريس يلتسن الى بلغراد، وسارعوا الى تأكيد الشروط التي وضعها الحلف في قمته الاخيرة في واشنطن لوقف الضربات الجوية وللتوصل الى حل سلمي لأزمة كوسوفو. وشدد الناطق باسم مجلس الأمن القومي ديفيد ليفي على رفض الادارة اي افكار يوغوسلافية لا تأخذ في الاعتبار ان تكون القوة الدولية المزمع ارسالها مسلحة. وجاء كلام ليفي رداً على تصريحات الناطق باسم وزارة الخارجية اليوغوسلافية الذي اعلن ان القوة يجب ان تكون غير مسلحة. في حين اشار الناطق باسم البيت الأبيض جو لوكهارت الى ان المبعوث الروسي يعرف جيداً اهداف الحلف وشروطه. وتلقى البيت الأبيض أمس معلومات سارة من الكونغرس بعد نكسة تصويت مجلس النواب الأربعاء الماضي، اذ وافقت لجنة الاعتمادات التابعة للمجلس على مضاعفة الاعتمادات الطارئة التي طلبها الرئيس كلينتون لسد نفقات العمليات العسكرية ومساعدة اللاجئين الكوسوفيين ودول المواجهة. وصوتت اللجنة على تخصيص 13 بليون دولار