انتهت زيارة زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني الى انقرة بأزمة سياسية صامتة، غادر بعدها العاصمة التركية خالي الوفاض سوى من تقديم العديد من المطالب الى الحكومة التركية وفي مقدمها تحذير من التدخل في الشؤون الداخلية للعراقيين بشكل عام والاكراد بشكل خاص، والحصول في المقابل على تحذير مبطن من وزير الخارجية التركي عبدالله غل الذي قال لضيفه الكردي ان الاميركيين سيتركون العراق يوماً ما ولن يبقى للاكراد الا جيرانهم. وكان بارزاني التقى ايضا خلال زيارته رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، ولم يدل اي من الجانبين بتصريحات للصحافيين لكي لا تسهم في توسيع الأزمة، لا سيما بعدما هدد بارزاني قبل الزيارة بالحرب لإلحاق مدينة كركوك بكردستان العراق. وهو موقف اعتبرته انقرة موجهاً ضدها رغم توضيحات مسؤولي الحزب الديموقراطي الكردستاني بان هذا التهديد ليس موجها الى اي طرف، وانما لتأكيد ان الاكراد الذين يطالبون بعودة كركوك منذ عهد صدام لن يتخلوا عن مطلبهم حتى لو اضطروا الى القتال. وطالب بارزاني ايضا تركيا بفتح ممر جوي للطيران من اوروبا الى شمال العراق لتنشيط مطاري السليمانية واربيل، وهو ما تؤجل انقرة النظر فيه حتى تشكيل حكومة شرعية منتخبة. من جانبه حذر اردوغان من اندلاع حرب أهلية في كركوك التي قال انها تمثل فتيل بارود قد يشعل المنطقة بأسرها، رداً على ضيفه الذي اعتبر وضع المدينة مسألة داخلية ليس لتركيا التدخل فيها، فيما تعتبر انقرة ان العودة المنظمة للاكراد الى كركوك وتهجير التركمان والعرب منها يشكلان اخلالاً بالتركيبة السكانية للمدينة قد يؤدي الى اشعال حرب تمتد نيرانها الى دول المنطقة. وتشير الاحصاءات التركية الى عودة حوالي 70 الف كردي الى كركوك وتهجير نحو 50 الف تركماني وعربي منها منذ الغزو الاميركي للعراق. ويرى الاكراد ان لهم الحق في العودة الى المدينة التي طردهم منها نظام صدام قبل ثلاثة عقود واسكن فيها العرب بدلا منهم في اطار سياسة "التعريب"، لكن الخلاف مع انقرة يتناول عدد المهجرين الحقيقي ومن يحق لهم العودة.