حض وزير الخارجية التركي عبدالله غل واشنطن على بذل مزيد من الجهود لارساء النظام في شمال العراق، بعد الصدامات الدموية بين أكراد وتركمان في منطقة كركوك، فيما اعتبرت الجبهة التركمانية العراقية على لسان ممثلها في أنقرة الذي التقى غل، ان ارسال تركيا قوات إلى العراق هو "الطريقة الوحيدة لإعادة السلام" إليه. وحمّلت الجبهة واشنطن مسؤولية الصدامات. أعرب وزير الخارجية التركي عن أمله بأن تعمل الولاياتالمتحدة لارساء النظام في شمال العراق، بعد الصدامات بين التركمان والأكراد في منطقة كركوك. وقال غل للصحافيين: "اننا على اتصال مستمر بالولاياتالمتحدة المسؤولة عن الأمن في العراق، ونذكّرها بأن عليها ان تقوم بما في إمكانها من أجل تأمين السلام هناك". واستدرك: "لا يمكننا ان نقبل بالمعاملة التي لقيها التركمان أخيراً". وقتل الجمعة خمسة تركمان وثلاثة أكراد في مواجهات في مدينة طوز خورماتو في شمال العراق، بعد تدمير قبة مسجد شيعي تركماني قيل ان سببه قنبلة. وقتل على الاثر تركمانيان بأيدي جنود أميركيين في المدينة، وأدى الحادث الى تظاهرات عنيفة في مدينة كركوك النفطية، الأمر الذي تسبب في مقتل ثلاثة تركمان آخرين. وانحسر التوتر في طوز خورماتو بعدما اتفق المسؤولون الأكراد والتركمان على وقف للنار، وعلى اجراءات لتمتين المصالحة الهشة. واعتبر ممثل الجبهة التركمانية العراقية في تركيا أحمد مراتلي ان الولاياتالمتحدة هي المسؤولة عن المواجهات، في وقت "وعدت الشعب العراقي بالسلام". وقال بعد لقائه غل إن "الولاياتالمتحدة تتحمل المسؤولية الرئيسية عن هذه الحوادث". ودعا غل الى التنبه لتجنب تكرار المواجهات، وقال: "بحسب المعلومات التي تلقيناها، توقفت الحوادث، ولكن على الجميع التزام الحذر". إلى ذلك، شدد مراتلي على "تجاهل التركمان" في العراق، معتبراً أن السلام لم يتحقق في هذا البلد. ونبه إلى أن لتركيا دوراً أساسياً هناك، وزاد: "نعتبر ارسال قوات تركية إلى العراق أمراً مناسباً. وهذه هي الطريقة الوحيدة لإعادة السلام والنظام إلى العراق". وتتزامن مواجهات كركوك وتداعياتها مع درس أنقرة طلباً أميركياً لارسال قوات إلى العراق، من أجل حفظ السلام. ويعارض الرأي العام التركي مثل هذا التدخل، لكن حكومة رجب طيب اردوغان حريصة على اصلاح العلاقات مع واشنطن والتي تأثرت برفض تركيا السماح للقوات الأميركية بمهاجمة العراق من أراضيها خلال الحرب. وفي حال ارسال قوات تركية، يتوقع أن تنتشر في منطقة قرب بغداد وليس في شمال العراق، حيث تخشى أميركا صدامات بين القوات التركية والأكراد. في أربيل، اتهم "الحزب الديموقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود بارزاني تركيا بقصف قرية عراقية قريبة من الحدود، بعد الصدامات بين الأكراد والتركمان في كركوك. وجاء في بيان تلي عبر تلفزيون "كي تي في" الناطق باسم الحزب ليل أول من أمس، ان تركيا اطلقت 15 قذيفة مدفعية على منطقة برواري بالا القريبة من الحدود. وأفاد التلفزيون ان القصف لم يوقع اصابات، لكنه تسبب في نزوح قرويين من تلك المناطق. لجنة لتقصي الحقائق في لندن تلقت "الحياة" بياناً مشتركاً اصدره "الاتحاد الوطني الكردستاني" بزعامة جلال طالباني و"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" بزعامة محمد باقر الحكيم، دان بشدة "التخريب" في المقام الشيعي التركماني في مدينة طوز خورماتو، والذي اطلق شرارة الصدامات التركمانية الكردية. كما دان اطلاق النار، واشار الى اتفاق على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق و"ملاحقة المجرمين". وشدد على "عدم اعطاء فرصة لاثارة النعرات القومية والطائفية" معلناً تشكيل لجنة مشتركة من الطرفين لادارة الامور السياسية والادارية والاجتماعية.