سفينة فضاء قابلة قابلة للنفخ، مثل مركب انقاذ بحري او مثل سلالم الطوارئ في الطائرات. هل تبدو الفكرة خيالاً ووهماً؟ ربما. ويبدو ان مجموعة من علماء الفضاء الالمان يعملون في مؤسسة "نُظُم الانقاذ والعودة الفضائية"، ومقرها مدينة بيرمين، لهم رأي آخر، بحسب ما يذكر موقع مجلة "نايتشر" العلمية على الانترنت. يرون فيها أداة مثالية لإنقاذ رواد الفضاء في المستقبل! لا يزيد وزنها على 130 كيلوغراماً. وصممت بجهود مشتركة بين علماء المان وروس. يضرب صُنّاعها مثالاً على قدرتها الإنقاذية بالإشارة الى الحادث الأليم الذي أصاب المكوك "كولومبيا" ابان عودته الى الارض، في شباط فبراير من عام 2003. فالمعلوم ان "وكالة الفضاء والطيران الأميركية" ناسا، تنبهت الى وجود تشققات في الدرع الحرارية التي يفترض بها حماية السفينة عند دخولها الغلاف الجوي للأرض. وفي تلك العملية، يؤدي الاحتكاك بين المكوك، العائد بسرعة هائلة من الفضاء الخارجي، والهواء الى ارتفاع حرارة هيكل المكوك. وتحمي المركبة نفسها بواسطة درع خاصة. والحال ان التشققات أدت الى انهيار تلك الدرع، أثناء عودة "كولومبيا" الى الأرض. واحترقت. ومات طاقم روادها كاملاً. يشدد الألماني ستيفن والثير، مبتكر المركبة ، على انها تصلح لاشياء كثيرة، من بينها حمل معدات من "محطة الفضاء الدولية" الى الأرض. وراهناً، تستعمل المحطة كبسولة الفضاء "رادوغا"، الروسية الصنع، لأداء هذه المهمة. وشارفت هذه الكبسولة على الوصول الى مرحلة التقاعد. وتستطيع "رادوغا" نقل 150 كيلوغراماً من المعدات في كل رحلة، فيما تستطيع مركبة النفخ حمل مئتي كيلوغرام من دون الاضطرار للمغامرة بارسال مكوك ورواد لأداء مثل تلك المهمة. ويأمل في ان تتبناها وكالة الفضاء الأوروبية، لدعم رحلة مركبتها "اكسو مارس" المقرر وصولها الى المريخ عام 2009. وسبق لوكالة "ناسا" ان عملت على تصاميم لمراكب فضاء قابلة للنفخ في الستينات، عندما احتدم الصراع في الفضاء بين جباري الحرب الباردة آنذاك. ولم تضع "ناسا" اياً من تصاميمها تلك موضع التنفيذ. من الغواصة الى الفضاء تبدو مركبة النفخ الألمانية أوفر حظاً. فقد وصل علماء مؤسسة "نُظُم الإنقاذ والعودة الفضائية" بها الى مرحلة الاختبارات الفضائية الحقيقية. وأجروا تجربتين عمليتين على العودة من الفضاء الخارجي، خلال العامين 2000 و2002. ومن المتوقع إجراء تجارب عملية مماثلة خلال شهر تشرين اول اكتوبر المقبل. وستتولى غواصة روسية إطلاق الصاروخ الذي يحمل مركبة الإنقاذ من ميناء ميرمانسك. وبعد ارتفاعه لعلو مئتي كيلومتر، تتحرر المركبة من الصاروخ، وتنتفخ تلقائياً، بإطلاق غاز النيتروجين من خزان فيها. ثم تعود الى الارض، خلال عشرين دقيقة، لتصل الى مدينة كاميتشكا الروسية. وفي حال نجاح هذه التجربة، فإن وكالات الفضاء في أوروبا وروسيا وأميركا ستكون مهتمة جداً بالإفادة من هذا الابتكار، الذي قد يعطي دفعة جديدة لمبادرات العودة الى اطلاق مركبات تحمل بشراً الى الفضاء الكوني.