السلسلة في دبي مكتملة الدوائر، لا وجود للزوايا فيها. الجميع يدور في فلك الفضاء الواضح والمنظم. نموذج دبي يجب ان يؤخذ كمثال اكاديمي للنموذج الاجتماعي والاقتصادي الراقي والمتقدم لعله يمتد إلى عوالم صناع القرار العربي حتى تتمكن امتنا من الإحتذاء بما جاءت به هذه المدينة العربية التي تعكس واقعاً يتصف بالانتعاش والنهضة. كثير من مسؤولي المشاريع قالوا لي ان الاوروبيين ذهلوا من تجربتنا، وانهم يسعون الى الاستفادة منا: تخيلوا معي سعي الحكومات الاوروبية ورجال الاعمال الاجانب إلى التعلم من نموذج عربي لم يزد عمر تجربته على ثلاثة او اربعة عقود... وهذا ما يسجل لصالح دولة الامارات التي اذهلت العالم بنموذج دبي التجاري والمالي والخدماتي. شوارع دبي حركة دائمة على مدار 24 ساعة في فعالياتها ومشاريعها الضخمة التي تعطي احساساً بالعيش في مناخ خاص بجمالها وشخصيتها المنفردة. صحيح ان دبي انشأت مدناً للاعلام والانترنت سعياً وراء كسب طبقة نخبوية اعلامية تنطلق من أرضها، لكن من مصلحة المسؤولين ان ينظروا الى الاعلام كجزء اساسي في جسم الاقتصاد الوطني وفي مجاله الاستراتيجي. فقد بات انتقاء الاعلاميين مطلباً مهماً في حياة دبي لأنها تستحق شرح تجربتها وتسويقها وترويج فكرها الى العالم بمهنية واضحة وكمطلب عربي يهدف الى النهوض بالامة. إن تجربة دبي كفيلة، اذا ما أُفرزت الى اسواقنا العربية، بأن تغير حالنا كأمة عربية الى حال الندية مع العالم الآخر وحال الرغبة في تعامل الآخر معنا كشريك استراتيجي لمصالحه ومصالحنا التي لا يمكن ان تمضي قدماً من دون إدخالها في المناخ العالمي... وهذا ما يحتاج الى مواصفة الجودة في العمل والانتاج. يقول خالد بن سليم مدير دائرة السياحة "إن عدد السياح الذين قدموا الينا واقاموا في فنادقنا في العام المنصرم 2003 فاق ثلاثة ملايين عائلة او سائح يمثلون ثلاثة ملايين غرفة. وحسب معلوماتي فإن هذا العدد يزيد عما سجلته القاهرة في العام نفسه من عدد غرف الفنادق بنحو 20 في المئة. هذه الارقام تؤكد في تصوري مدى الخدمات المتوافرة في هذه الامارة، وأنها ترتبط جميعها ارتباطاً وثيقاً مع سلسلة اقتصادية متكاملة تتضمن المال والتجارة والصناعة والعقار والترفيه والسياحة والبنية التحتية والعروض المتنوعة المتعلقة بالتسوق والشراء والبيع. وما تجمهر المستثمرين الأجانب والعرب على حد سواء في دبي إلاّ الدليل على نجاح واكتمال رؤية دبي ومكانتها على الخريطة الدولية". أما ناصر النابلسي مدير مركز دبي المالي العالمي فلقد أكد أنه "لكي نصبح البوابة المالية للمنطقة العربية الى العالم علينا الوصول الى جذب 140 مصرفاً استثمارياً حتى العام 2007، وهذا ما يحتاج الى نضوج قانوني يعمل على خدمة مصالح تلك المصارف والشركات وذلك لدعم تنمية اعمالها في المنطقة. وهذا الأمر دعانا الى اجراء صياغة قانونية متطورة تخدم بدورها هذا التوجه الذي نصر على انجازه والذي سينشئ مارداً مالياً سيتحدث عنه العالم اجمع". وأشار ايضاً الى وجود 1.4 تريليون دولار من الاموال العربية المهاجرة خارج العالم العربي، وهذه "الكعكة" يجب أخذ القسط الاكبر منها عن طريق وضع لبنات حماية لها تشعرها بالأمان والسلام الاقتصادي حتى يتم استقطابها. دبي الفن الثامن... مقولة كانت بديهية جداً عندما سمعتها منذ أشهر كما سمعها حزمة من الاعلاميين على لسان زميلة أوروبية لا أذكر اسمها أو اسم من تمثل، وقد كانت ضمن الوفد الاعلامي الذي قام بجولة ميدانية حول مشاريع دبي مثل النخلة ومدينة دبي للملاحة ومدينة دبي للانترنت والاعلام ومدينة دبي الطبية ومركز دبي المالي العالمي وفي شوارع وجسور دبي المرورية... واستطردت حينها قائلة: "دبي جميلة جداً وشخصيتها تغازلني في كل مرة اقوم بالتعرف اليها والى محياها. إنها نكهة مختلفة عن الفن الذي نعرف، فمن دبي سينطلق مفهوم جديد اسمه الفن الثامن"!