ما كادت تنطفئ في بغداد فضيحة الأموال التي قدمها نظام صدام حسين نقداً في شهوره الأخيرة الى بعض الزائرين لتأجيج حملة التضامن معه عبر التظاهرات والمداخلات على شاشات الفضائيات، حتى اشتعلت أمس فضيحة نفطية جديدة هذه المرة وتشمل اسماء شركات وأحزاب وسياسيين وصحافيين من 50 دولة عربية واجنبية. وبين العرب الذين وردت اسماؤهم في الفضيحة الجديدة نواب سابقون وأبناء مسؤولين بارزين وصحافيون. واكد عبدالصاحب سلمان قطب الوكيل الأقدم لوزارة النفط العراقية وجود وثائق وملفات تؤكد تسلم العديد من المسؤولين والبرلمانيين والسياسيين والاحزاب والصحافيين بونات بملايين براميل النفط من الرئيس المخلوع صدام حسين "تثميناً لما قاموا به من دعاية من أجل النظام خلال السنوات الماضية". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المسؤول العراقي ان "الوزارة ستقوم في الوقت المناسب بفضح هؤلاء وملاحقتهم قضائياً وبذل كل ما هو مستطاع من اجل استرداد أموال الشعب العراقي". وأضاف: "تجمع الوزارة المعلومات من أجل عرضها على الشرطة الدولية الانتربول بغية ملاحقة تلك الشخصيات وكل من عمل على إيذاء الشعب العراقي طوال تلك السنين الماضية". وانطلقت شرارة الفضيحة، التي يتوقع ان يتردد صداها في عواصم عربية واجنبية، من معلومات نشرتها أمس صحيفة "المدى" العراقية، استناداً الى وثائق شركة تسويق النفط التابعة لوزارة النفط العراقية. وقالت الصحيفة ان "هذه المخصصات النفطية تعود الى المرحلة الثالثة من اتفاق النفط مقابل الغذاء الذي كانت تشرف عليه الأممالمتحدة لأن التخصيص كان في المرحلتين الأولى والثانية لشركات تمتلك المصافي". وأوردت الصحيفة اسماء شركات واشخاص من 16 دولة عربية و17 دولة أوروبية و9 دول آسيوية و4 دول افريقية وكذلك من اميركا الشمالية والجنوبية. وقالت "المدى" ان نظام صدام "حوّل عقود بيع النفط الى أكبر عملية عرفها التاريخ المعاصر لشراء الذمم والأقلام وتبديد ثروات الوطن. منذ ذلك الحين انتشرت الاشاعات عن الكوبونات التي كان صدام يوقعها لبعض الأشخاص العرب والأجانب لتزويدهم النفط الخام لقاء وقوفهم مع النظام في جهوده لفك عزلته الدولية وتمويل رفع الحصار الاقتصادي عنه وتبييض صورته"، ولاحظت ان اللوائح ضمت اسماء "لا علاقة لها بشركات النفط ولا بتوزيعه أو خزنه أو بيعه، ولم يعرف عنها أي اهتمام بالنفط أو الارتباط بشركات النفط". وضمت اللائحة 14 اسماً من لبنان، و14 من سورية و8 من دولة الامارات، و3 من المغرب و14 من الأردن و11 من مصر، وبين هؤلاء، رئيس وزراء ونجل رئيس عربي راحل ونجل رئيس عربي حالي ونواب سابقون وحاليون. كما ضمت اللائحة اسم مسؤولة آسيوية ووزير سابق للداخلية في دولة أوروبية ونائب أوروبي، كانت بعض صحف بلاده طرحت علامات استفهام عن علاقته بنظام صدام حسين. ووردت اسماء شركات وتنظيمات في أوكرانيا وروسيا وسلوفاكيا. وتردد في بغداد ان الأفراد الذين كانوا يحصلون على هذه الكوبونات عن طريق الرئيس أو نجليه كانوا يسارعون الى بيعها لشركات نفطية.