فضيحة «كوبونات النفط» العراقي مرشحة في الايام والاسابيع القليلة المقبلة لانعكاسات سياسية كبرى اذا لم يتم تطويقها بسرعة بين باريس وواشنطن. ولعل ورود اسماء مقربين من الرئيس جاك شيراك تدفع الديبلوماسية الفرنسية في الايام الأخيرة للتحرك بطريقة «استباقية» لتجاوز هذه الازمة المرشحة للتفاعل، الامر الذي دفع الوزير السابق شارل باسكوا العضو في مجلس الشيوخ الفرنسي الى المطالبة بفتح تحقيق يتولاه مجلس الشيوخ ويدافع عن المصالح الفرنسية. ولفت ان باريس تولت بسرعة فائقة وبطريقة استثنائية قبل ايام الرد على تقرير احدى اللجان في الكونغرس الأمريكي وتزامن ذلك مع تحقيقات يجريها القضاء الفرنسي مع وزير الداخلية الاسبق شارل باسكوا وأحد أقرب مساعديه برنار غيبي في مسألة تزوير وتلاعب مرتبطة ببرنامج «النفط مقابل الغذاء». فيما كشفت صحيفة «لوموند» الفرنسية الصادرة أمس بأن القاضي فيليب كوروا أصدر مذكرة جلب في حق المحامي اللبناني الياس الفرزلي عضو قيادة حزب «البعث» العراقي في لبنان نهاية العام الماضي للتحقيق معه في ضلوعه كوسيط في «كوبونات النفط» بين النظام العراقي السابق وشخصيات فرنسية من بينها باسكوا وغيبي.. وجاء إصدار هذه المذكرة بعد ورود اسم الفرزلي في التقرير الأولي الذي وضعه رئيس لجنة الأممالمتحدة للتحقيق في تلاعب برنامج «النفط مقابل الغذاء» بول فولكر. وكان الفرزلي لعب دوراً أساسياً في حصول شركة «توتال» على عقد مع بغداد لاستخراج النفط على الرغم من الحصار الدولي.. وأقر برنار غيبي من جهته في اثناء استجوابه من قبل القاضي الفرنسي فيليب كوروا بأن النظام العراقي السابق «رغب في شكر باسكوا ومكافأته على تسهيله زيارة قام بها نائب رئيس الوزراء السابق طارق عزيز ولقائه أحد كبار المسؤولين عام 1993».واعترف غيبي بأنه كان على اتصال بهيئة «سومو» الرسمية العراقية المكلفة تسويق النفط في الخارج لكنه نفى «أن يكون تلقى كوبونات نفط من النظام العراقي أو لعب دور الوسيط لباسكوا». وكان القاضي اشتبه بضلوع باسكوا بتلقي نحو 5 ملايين برميل نفط عراقي واعادة بيعهم الى شركات نفطية في السوق السوداء بعد دفع عمولة عن كل برميل نفط وتحويلها الى حساب مصرفي في سويسرا لصالح شركة «غينمار» التابعة لباسكوا. ويبدو ان هذه الطريقة اتبعها نظام الرئيس السابق صدام حسين للالتفاف على «نظام العقوبات» المفروض على العراق بعد غزوه الكويت. يذكر ان صحيفة «المدى» العراقية كشفت فضيحة «كوبونات النفط» في 25 كانون الثاني/ يناير 2004 وأوردت لائحة بأسماء 270 شخصية وشركة استفادت من عمولات على بيع النفط العراقي، من بينها 11 شخصية فرنسية منها شارل باسكوا وبرنارغيبي وباتريك موغان المقرب من الرئيس جاك شيراك والسفير السابق في الأممالمتحدة جان برنار ميريمي وجيل مونيي وكلود كاسبريت.