تفاعلت قضية ما أصبح معروفا ب"كوبونات صدام" والتي نشرتها صحيفة "المدى" العراقية منذ أسابيع، بظهور شخص زعم أنه وثلاثة آخرين زوروا القوائم بأسماء شخصيات عربية وأجنبية يقال إنها تلقت هبات نفطية من الرئيس المخلوع صدام حسين مقابل مبلغ 2750 دولارا وهدايا بسيطة. ورغم نفي عدد ممن وردت أسماؤهم صحتها آخرهم المدير التنفيذي لمكتب برنامج العراق في الأممالمتحدة بنون سفيان وتأكيد الصحيفة بامتلاك الوثائق الأصلية، وزع عراقي يدعى سجاد احمد علي رسالة على مواقع انترنيت يدعي فيها انه كتب هو وعدد من الأشخاص القوائم في سوق المريدي بمدينة الصدر في بغداد ثم انتقل الى مدينة الكاظمية في العاصمة أيضا، وذلك دون توضيح الأسباب، مشيرا الى أن التزوير كان لصالح "المجلس العراقي للسلم والتضامن" وان ذلك حدث منتصف شهر ديسمبر الماضي.. وأضاف أن العمل في إعداد هذه القوائم استغرق 10 أيام وان أي عملية فحص دقيقة ستظهر أن الورق والحبر اللذين كتبت القوائم بهما جديدان رغم تعريضهما للبخار لتبدوان قديمة وقال إن شخصا اسمه أبو النور حضر مع حارس شخصي واستلم القوائم، وأوضح انه وثلاثة أشخاص آخرين بقيادة رجل يسمى أبو سليم قاموا بعملية التزوير . وشككت مصادر عراقية في صحة هذه الادعاءات وقالت ان اشخاصا مغمورين لايمكن لهم ان يعرفوا كل هذه الشخصيات والاحزاب التي ذكرتها القائمة اضافة الى ان الاسماء الواردة في الرسالة غير صريحة ولا يمكن الرجوع اليها. واشارت الى ان الجريدة لايمكن لها ان تفجر مثل هذه القضية الخطيرة اعتمادا على اوراق مزورة ورئيس تحريرها سياسي وصحافي مخضرم يدرك طول باع تلك الشخصيات وقدرتها على اقامة دعاوى ضده وضد جريدته مع كل مايترتب على ذلك من اضرار مادية ومعنوية سيتحملها . وكانت القوائم تتضمن 280 اسما لشخصيات سياسية واعلامية ورجال اعمال ومسؤولين من 52 دولة عربية واجنبية. وفيما يلي نص رسالة مدعي تزوير قائمة "كوبونات نفط صدام" : السلام عليكم. قرأت من يومين على موقع ( الكادر) مقالا للدكتور نوري المرادي بعنوان فخري كريم. وفيه يتحدث عن ملفات عثر عليها السيد فخري تعود إلى وزارة الخارجية وقسم العلاقات العامة في القصر وأود أن أشير إلى أننا عملناها (يعني زورناها) قائمة تحتوي على أسماء وعناوين أشخاص استلموا أموالا من وزارة الإعلام ومن القصر ومن النفط مقابل 2750 دولار وهدايا بسيطة. والذي أشرف على هذه الشغلة اسمه أبو سليم واشتغل عليها اربعة أفراد أنا من بينهم، وكان العمل أولا في سوق المريدي في مدينة الصدر ثم إنتقلنا إلى دكان في شارع الصنايع عند مرقد الإمام موسى الكاظم. وسمعت أحدهم يهمس في أذن أبو سليم بكلمات، فسرت منها : المجلس العراقي للسلم والتضامن أو التقدم أو شيء قريب من هذا. وأول ما أخبرنا أبو سليم كان ذلك قبل رأس السنة في حوالي منتصف كانون الأول. وبعدها جاءنا أبو سليم بقائمة أسماء وعناوينهم وأشغالهم وأعطانا أيضا مسودات ما يجب كتابته بقربها وقد انجزنا الشغلة في 10 ايام وبعدها وضعنا الاوراق في البخار قليلا ثم نشفناها لأجل أن تبدو قديمة وقد تركت أنا عدة اغلاط في القوائم حيث لم أذكر بعض التواريخ وأهملت اسم منظمة حزب البعث في مالي واسم إمام مسجد في طشقند واسم مدرس عراقي يعمل في جامعة بليبيا. وهذا الغلط كان سهوا وانتبه إليه أبو سليم لكنه لم يعترض وقال: "يمعود مشّيها هسه بقت على ذوله"، وأرجو من أي شخص يقرأ اسمه في هذه الأوراق أن يطلب النسخة الأصلية ويفحص تاريخ الكتابة بالمواد المشعة، وسيعلم أن كل التواريخ كذب وكذلك سيعلم أن الورق جديد ولا يشبه نوع الورق العراقي قبل الحصار وبعده. ونحن لم نكن نعلم من الذي طلب القائمة ولا أدري إلى الآن إسمه، ولا ما الذي سيفعله بها، فالذي جاء إلينا هو شخص أصلع أسمر طويل يرتدي بدلة كحلية يسمي نفسه أبو النور ومعه حارس شخصي. وهو الذي طلب أن نعمل هذه القائمة. وشرح لنا المطلوب وأعطانا الأسماء وهو الذي دفع العربون ولم أعرف من الذي جاء واستلم الأوراق بعد نهاية الشغلة. والسلام...