بعد بدايتها القوية في التلفزيون من خلال المسلسل الشهير "وجه القمر" الذي رشحتها اليه سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، قدمت الفنانة الشابة غادة عادل الكثير من الأعمال السينمائية التي جعلتها في مصاف نجمات جيلها من الممثلات، ومنها أفلام: "صعيدي في الجامعة الأميركية" أمام محمد هنيدي ومنى زكي وهاني رمزي، و"عبود على الحدود" أمام الفنان الراحل علاء ولي الدين، و"55 إسعاف" أمام أحمد حلمي ومحمد سعد، و"بلية ودماغه العالية" أمام محمد هنيدي وأحمد زاهر. وأخيراً انتهت من تصوير فيلمها الجديد "الباشا تلميذ" أمام كريم عبدالعزيز ومحمد رجب ورامز جلال ومها أحمد عن سيناريو لبلال فضل وإخراج وائل إحسان. ويعتبر العمل السينمائي الأول الذي تشارك فيه بعد قرارها اعتزال الفن وارتدائها الحجاب، ثم عودتها المفاجئة. "الحياة" التقت غادة عادل، وكان هذا الحوار: ما الأسباب الحقيقية لاعتزالك الفن وارتدائك الحجاب أخيراً؟ - لم أقرر اعتزال الفن أبداً، ولم أرتدِ الحجاب بالمعنى المعروف للناس، وكل ما حدث أنني ابتعدت عن الوسط الفني لظروف شخصية لا أحب الخوض فيها، ولو كنت تحجبت لما خلعت الحجاب أبداً ولما عدت الى التمثيل مرة أخرى، وعلى رغم الأخبار الكثيرة التي نشرت في الصحف عن اعتزالي الفن، والتي كنت أقرأها مثل كل الناس، إلا أنني رفضت الرد عليها وتكذيبها حتى لا يأخذ الموضوع حجماً أكبر من حجمه الحقيقي. يتهمك البعض بالعمل دائماً في الأفلام التي ينتجها زوجك مجدي الهواري.... - ما لا يعلمه بعضهم أنني أحياناً أمثل دوراً في فيلم ينتجه زوجي بسبب اعتذار ممثلة أخرى عن هذا الدور قبل أيام من بداية التصوير، وهذا مثلاً ما حدث معي في فيلم "بلية ودماغه العالية" أمام محمد هنيدي، وما حدث بعد قرار عودتي مرة أخرى للتمثيل، أن عرض عليّ الكثير من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، ولكنني فضلت العمل في فيلم "الباشا تلميذ" الذي سيتيح لي عودة قوية بعد فترة ابتعاد طويلة، ولذلك تجدني أتعامل مع الفيلم وكأنها المرة الأولى التي أمثل فيها، فلدي حال خوف كبيرة، خصوصاً وأنا أعرف جيداً أن العيون كلها ستنتظر هذا العمل الذي فضلت العودة من خلاله، إضافة إلى أن دوري في الفيلم مختلف تماماً عن أدواري السابقة، فأنا في هذا العمل أتمرد على دور الفتاة الرومانسية الأرستقراطية الذي اعتاد مخرجو السينما أن يضعوني فيه، وربما يكون هذا سبباً آخر من أسباب اختياري هذا العمل تحديداً للعودة من خلاله إلى مجالي الذي أحبه. وليس صحيحاً أنني فضلت العودة من خلال هذا الفيلم لأن زوجي هو منتجه، كما يحب البعض أن يشيع، فقد رفضت أعمالاً أنتجها مجدي الهواري. الشعور بالطمأنينة كنتِ دائماً تشتكين من حجم الأدوار التي تلعبينها في أفلام زملائك الشباب، فهل دورك في الفيلم الجديد يرضيك فنياً؟ - أنا لا أنكر أننا في فترة سابقة ام نكن نحظى بالمساحة الجيدة في الأدوار السينمائية، ولم أكن وحدي التي تشتكي من هذا الظلم. كانت معي كل الفنانات الجديدات من جيلي والجيل الذي سبقنا بفترة، مثل منى زكي وحنان ترك وغيرهما... لكن مع المخرج وائل إحسان والكاتب بلال فضل أشعر بأنني مطمئنة، لأن الدور الذي أجسده يغري أي ممثلة. وماذا تقولين عن العمل مع كريم عبدالعزيز؟ - كريم عبدالعزيز من الشبان الواعدين في السينما المصرية، واستمتعت بتمثيله وأدائه الشيق والممتع في هذا الفيلم، والعمل معه تأخر كثيراً، اذ كنت اتفقت معه منذ أعوام طويلة على مشاركته فيلمه الأول، ولكن الظروف لم تساعدني على تحقيق هذا الاتفاق، وعندما عرض علي العمل في فيلمه الجديد "الباشا تلميذ" وافقت على الفور حتى من دون أن أقرأ السيناريو لرغبتي الشخصية في العمل معه. بعض النقاد يرون أن إمكاناتك الفنية ضئيلة مقارنة بزميلاتك، ولذلك قدمت أدواراً صغيرة في الأعمال التي شاركت فيها من قبل، فما هو تعليقك؟ - الفنان في بدايته ليس له حق الاختيار، ولكنه يبحث عن الانتشار لكي يتعرف إليه الناس، وأنا مقتنعة جداً بأدواري التي قدمتها من قبل، سواء كانت في السينما أم في التلفزيون، وربما يكون رأي النقاد على هذا النحو، لأنني لم أدخل مع بنات جيلي في منافسة حقيقية بعد، وعلى رغم ذلك لا أراهُن سبقنني في مشوار النجومية، لأنني لو رغبت في تصدر الصفوف الأولى على أفيشات الأفلام لفعلت، لكنني أرفض الكثير من الأفلام التي كان من الممكن أن تدفعني إلى تلك الصدارة. مريم الفلسطينية وما أسباب رفضك لها؟ - لأنها أدوار مثيرة، تعتمد على إظهار مفاتن الممثلة أكثر من اعتمادها على الإمكانات الفنية في داخلها. منذ فترة ونحن نسمع عن مشروع سينمائي لك عن فلسطين، ولم نرَ شيئاً حتى الآن... - الفيلم موجود، وهو بعنوان "مريم الفلسطينية" لكن إنتاجه ضخم جداً، ويسعى زوجي إلى العثور على جهة إنتاجية أخرى تشاركه الإنتاج، لأنه يقدم أهم قضية عربية في شكل غير تقريري أو خطابي، بل يسعى الى العمل على نقل المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني من أطفال وشباب وشيوخ، يحملون أرواحهم فداء لوطنهم، وأحلم بتنفيذ هذا المشروع المهم قريباً جداً. وماذا عن مشروعك التلفزيوني "بنت بنوت"؟ - اضطررنا الى تأجيله بسبب الأعمال الكثيرة التي عُرضت هذا العام في شهر رمضان، لكننا سنبدأ تصويره قريباً، خصوصاً أنه آخر ما كتب المؤلف الراحل محسن زايد للتلفزيون. أثناء فترة غيابك دخلت ساحة التمثيل المصرية ممثلات عربيات، ألا يؤثر ذلك في جيلك من الفنانات؟ - هذا الأمر لا يزعجني على الإطلاق، لأن هذا الموضوع يحدث في السينما منذ نشأتها، ومن ثم لا أعتبرها ظاهرة جديدة على السينما المصرية، إلى جانب أن السينما تحتاج دائماً إلى دماء جديدة وهذا يحدث في كل العالم، وتحديداً في أميركا التي توجد فيها أكبر صناعة سينما في العالم، فمعظم نجوم السينما الأميركية من خارج أميركا، ومع ذلك كل منتج يأتي بنجمة يكون للدور متطلبات توافقها، وعلى رغم وجود أكثر من نجمة غير مصرية تظل للممثلة المصرية روح خاصة تنفرد بها، وليس معنى ذلك أنني أقلل من أهمية الممثلات العربيات، ولكن أقول إن لكل فنانة شخصيتها المتميزة عن الأخرى.