اتيحت الفرصة لنهى العمروسي في سن مبكرة لتشارك في فيلمين سينمائيين كبيرين: "حدوتة مصرية" ليوسف شاهين و"عندما يبكي الرجال" لحسام الدين مصطفى. ثم التحقت بالمعهد العالي للسينما، وقدمت عدداً من الأدوار المهمة من أبرزها فيلما "جزيرة الشيطان" و"شمس الزناتي" من بطولة عادل امام، و"هيستيريا" من بطولة احمد زكي، الى جانب المسرحيات والمسلسلات التلفزيونية. تم الانتهاء اخيراً من تصوير فيلم "سحر العيون" الذي كتبة قصته، وقد تناولناه في هذا الحوار: لماذا لم تدرسي التمثيل في معهد الفنون المسرحية، والسيناريو في معهد السينما؟ - بدأت التمثيل قبل حصولي على الثانوية العامة في فيلمي "حدوتة مصرية" و"عندما يبكي الرجال"، وشاركت الطلبة في مسرحيات عدة منها "كأسك يا وطن". وعندما أردت دراسة السينما بعد الثانوية ادركت ان التجربة العملية أهم. كنت أريد أن أصبح مخرجة، وعملاً بنصيحة يوسف شاهين ان "المخرج الجيد لا بد من أن يدرس المونتاج" التحقت بقسم المونتاج، وبعد عامين وجدت أنني أحب السيناريو أكثر فتحولت الى قسم السيناريو. كتبت قصة "سحر العيون" . هل هي محاولتك الأولى في مجال التأليف؟ - أثناء التمثيل كانت لي محاولات كثيرة في الكتابة كنت أضعها في الدرج، وكتبت السيناريو لفيلمين: "قصة ولا مناظر" و"في الجون" وحدث ان طرحت ذات مرة على مع المنتجة مي مسحال فكرة فيلم "سحر العيون" فطلبته مني وكان الاسرع الى التنفيذ. الفيلم كوميدي رومانسي يتحدث عن الظاهرة المتفشية في سائر المجتمعات وهي لجوء الفتيات الى السحر والشعوذة لحل مشكلاتهن العاطفية. هذه الظاهرة منتشرة على مستوى جميع الطبقات، على رغم التقدم التكنولوجي، ما يدل على التخلف في نمط التفكير السائد حالياً. ولماذا لم تشاركي بالتمثيل في الفيلم؟ - الفيلم من بطولة عامر منيب وحلا شيحا وحسن حسني ونيللي كريم ومحمد لطفي وسوسن بدر وانتصار وصفاء جلال واخراج فخر الدين نجيدة. وكان يفترض أن امثل الشخصية التي جسدتها حلا شيحا، ولكن عندما فكرت بموضوعية وجدت انه من الافضل الاّ أطرح نفسي ممثلة في أول فيلم من تأليفي. هل وجدت المتعة أكثر في التأليف أم في التمثيل؟ - المتعة ليست متشابهة، فالممثل أداة في يد مبدعين أوائل، فهو يجسد شخصية كتبها المؤلف وبتوجيه من المخرج، ولكن في حال التأليف اكون مسؤولة عن كل العمل من أوله الى نهايته. هل وجدت صعوبات مع الرقابة؟ - لا، لأنه لا يوجد في سيناريوهاتي أي مشاهد جنس ولا حتى قُبلة، وكانت هناك اعتراضات على جمل حوارية بسيطة وجدنا حلولاً لها. أنا مع الرقابة، لكن لا بد من تطويرها. كل موظف في الرقابة لا بد من أن يكون دارساً للفن والدراما والنقد. وما رأيك في سينما الشباب؟ - سعيدة جداً بها، وانتظرتها طويلا، وكثيرا ما حلمت بسينما شابية في كل عناصر الفيلم، وهذا لا يعني ان كل الافلام هائلة وجيدة، ولكن يكفي ان الناس ترى سينما جديدة ووجوهاً جديدة، يوجد تفريغ لنجوم جدد ومثلما يحدث في أي سينما في العالم توجد افلام جيدة وأخرى رديئة. وسيطرة الطابع الكوميدي على الفيلم؟ - الجمهور عايز كده، ولديه مشكلات كثيرة في الحياة اليومية، ويريد المشاهد عندما يذهب الى السينما ان يستمتع ويضحك ليرفه عن نفسه ويخرج الكبت الموجود في داخله. من يعجبك من الفنانين الشبان؟ - على مستوى التأليف سامي السيوي وتامر حبيب ومحمد امين وبلال فضل، وفي الاخراج خالد يوسف وساندرا نشأت وشريف مندور ومن الممثلين محمد هنيدي وعلاء ولي الدين وأشرف عبد الباقي واحمد ادم واحمد السقا وكريم عبد العزيز وحنان ترك ومنى زكي ونيللي كريم وحلا شيحا ونور وعبير صبري وسمية الخشاب. عملت مع يوسف شاهين وأنت صغيرة، ولم يحدث تعاون بينكما بعد ذلك ما السبب؟ - لأن شاهين لديه المجموعة الخاصة به، وأنا لم أداوم على الاتصال به على رغم اعتزازي به وحبي له. وماذا عن تجربتك الوحيدة معه؟ - على رغم ضعف ذاكرتي، الا انه قال لي اشياء لن انساها الى الآن وهو اعطاني مفاتيح الصدقية في التمثيل؟