وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    «إِلْهِي الكلب بعظمة»!    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    الخليج يتأهل إلى نهائي "آسيوية اليد"    نخبة فرسان العالم يتنافسون على 43 مليوناً    فعل لا رد فعل    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    صناعة الذكاء الاصطناعي وتأثرها بالولاية الثانية لترمب    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    إحباط تهريب (26) كجم "حشيش" و(29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    بوتين: قصفنا أوكرانيا بصاروخ بالستي جديد متوسط المدى فرط صوتي    العوهلي: ارتفاع نسبة توطين الإنفاق العسكري بالمملكة إلى 19.35% مقابل 4% في 2018    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    الشاعرة مها العتيبي تشعل دفء الشعر في أدبي جازان    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    واشنطن ترفض «بشكل قاطع» مذكرتي التوقيف بحق نتانياهو وغالانت    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    رئيس البرلمان العربي يدين الفيتو الأمريكي ضد قرار وقف إطلاق النار في غزة ويحذر من عواقبه    جائزة الأمير عبدالعزيز بن عياف لأنسنة المدن تحتفي ب 15 فائزًا بدورتها الثانية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    اكتمال وصول الدفعة الأولى من ضيوف خادم الحرمين للعمرة والزيارة    "مطار الملك فهد الدولي" يحقق المركز الأول في نسبة الالتزام بمعايير الأداء التشغيلي    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    "تعليم البكيرية" يحتفي باليوم الدولي للتسامح بحزمة من الفعاليات والبرامج    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    وزير العدل: القضاء السعودي يطبق النصوص النظامية على الوقائع المعروضة    «المسيار» والوجبات السريعة    الصقور السعودية    اكتشف شغفك    «بوابة الريح» صراع الشّك على مسرح التقنية    الإعراض عن الميسور    شراكة بين "طويق" و"مسك" لتمكين قدرات الشباب التقنية    الاتحاد يستعيد «عوار».. وبنزيمة يواصل التأهيل    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    نواف إلى القفص الذهبي    استهلاك عدد أقل من السجائر غير كافٍ للحد من الأضرار التي يتسبب بها التدخين    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الحياة" تحاور محمد هنيدي وأحمد السقا وعلاء ولي الدين : نحن جيل جذوره تمتد من الريحاني إلى عادل إمام وأحمد زكي
نشر في الحياة يوم 29 - 09 - 2000

ليس سهلاً أن تحاور ثلاثة من أنجح نجوم السينما المصرية الآن، وتطرح عليهم أسئلة تتشابه في جوهرها، لتقيم نوعاً من المواجهة بينهم. "الحياة" جازفت وفعلت مع محمد هندي وأحمد السقا وعلاء ولي الدين الذين يعدون، مع آخرين، طليعة جيل سينمائي جديد اثبت وفاءه لأساتذته، وأظهر أنه لا يحمل سوى أحلام سينمائية جميلة ومشروعة.
والغريب في الأمر أن النجاح الذي حققه، منذ سنوات، لم يأت نتيجة تخطيط مسبق أو محاولة تخطيط مدروسة، بل جاء مصادفة ومن طريق الحظ، وقبل أي شيء من "توفيق ربنا"، على ما يقول هنيدي دائماً. ثم أن علاقتهم بعضهم ببعض لم تتأثر سلباً، على رغم الشهرة ومحاولات البعض الإيقاع بينهم. فهم يعلمون تماماً أنهم جيل واحد يحتاج إلى التكاتف حتى يحقق النجومية الثابتة والقاعدة الجماهيرية التي تتحمل النجم وأخطاءه وتتسامح معه ومعها.
هذه الحوارات الثلاثة ليست استطلاع رأي أو استبياناً، لكنها محاولة لطرح رؤية هؤلاء النجوم على المناقشة وفتح باب آخر للحوار بعيداً من الإيرادات والشباك والخلافات وغيرها من الأمور التي تثير السجال والخلاف، وقد أصبحت عملة مستهلكة غير قابلة ل "الصرف" الصحافي أو النقدي.
واللافت في هذه الحوارات أنها تكشف كيف "تسلل" هذا الجيل إلى السينما عبر التراجيديا والدراما "الفاقعة". وأستطيع مثل محمد هنيدي الذي عبر البوابة إلى الشاشة الكبيرة، من طريق يوسف شاهين ويسري نصر الله وعاطف الطيب.
أما علاء ولي الدين فكان أول أدواره شخصية فتى مجنون في "أيام الغضب" مع نور الشريف.
فيما بدأ أحمد السقا بدور تراجيدي في "هارمونيكا" لفخرالدين نجيدة أمام محمود عبدالعزيز وإلهام شاهين. إذاً، هم "تسللوا" ببطء ورشاقة إلى السينما الجديدة - أذا صح التعبير - من بوابات الكبار وصانعي السينما الجادين.
و"الحياة" إذ تحاور هؤلاء الثلاثة،لا تقول فقط إنهم نجوم هذا الجيل، بل هم أيضاً الأكثر نجاحاً ووجوداً والأسرع وصولاً إلى منصة الجوائز في سباق هذا الجيل السينمائي.
"الحياة" تنشر وقائع الحوارات، تاركة باب المناقشة مفتوحاً.
محمد هنيدي: تسللت إلى السينما عبر الأدوار الصغيرة
النجاح الذي حققته هل سبقه تخطيط ما؟
- أولاً كل شيء في يد ربنا والحمد لله. فأنا بدأت صغيراً جداً في السينما، في مشهد أو اثنين في "سرقات صيفية" مع يسري نصرالله، وفي مشهدين في "اسكندرية كمان وكمان" ليوسف شاهين. وبعد ذلك كانت أدوار صغيرة مع عاطف الطيب وداود عبد السيد، ثم كان "حلّق حوش" أمام ليلى علوي، وبعده "البطل" أمام أحمد زكي، وأُعده نقلة فنية كبيرة في حياتي، على رغم أن الجمهور لم يستقبله في شكل جيد لأنه انتظر مني عملاً كوميدياً، لكن دوري فيه لم يحتمل ذلك. ثم كان التوفيق الإلهي في "اسماعيلية رايح جاي" مع محمد فؤاد وخالد النبوي وحنان ترك. هنا كانت بداية الكوميديا والنجاح. وربنا كرمنا، بعد ذلك، في "صعيدي في الجامعة الاميركية" و"همام في امستردام" وأخيراً "الواد بلية ودماغه العالية".
لا أدعي أن تخطيطاً سبق هذا التسلسل السينمائي، إذا صح التعبير. فأنا تسللت إلى السينما عبر أفلام سينمائية جميلة. فأدواري الصغيرة مع عادل إمام، أستاذ الكوميديا، في "المنسي" و"بخيت وعديلة" هي التي رسختت اسم محمد هنيدي ممثلاً كوميدياً بدأ الجمهور يعرفه. ثم هناك المسرح: "العسكري الأخضر" مع سيد زيان" و"حزمني يا" و"ألابندة" وأخيراً "عفروتو"... كل هذه الأعمال الناجحة خققت وجودي ونجاحي. ولا أنسى طبعاً مساندة الفنان فريد شوقي - رحمه الله - إذ قدمني في شكل فني جميل في "صابر يا عم صابر" و"العرضحالجي". وأنا مدين لهؤلاء ولغيرهم بنجاحي الذي أكمله بمجهودي واجتهادي في اختيار أدوار تلائم امكاناتي الفنية، وقد حققت النجاح الجماهيري، والحمد لله.
باعتبارك أحد أفراد الجيل الجديد في السينما، هل لهذا الجيل أساتذة؟
- يا نهار أسود! يضحك، طبعاً. نحن لسنا زرعاً شيطانياً. نحن جيل تربى على أفلام أستاذ الكوميديا عادل إمام الذي فتح لنا صدره واحتضن مواهبنا، أنا وعلاء وآدم وعلاء مرسي. فعادل إمام قيمة فنية وطاقة كوميدية. وهناك أيضاً أساتذة كبار في الكوميديا، من مثل نجيب الريحاني إلى اسماعيل ياسين. "أزاي يكون عندنا" نجيب الريحاني ونقول إننا من دون أساتذة. يا أستاذ نحن جيل جديد، نعم، ولكن لسنا بلا جذور.
بداية نجاحك كانت مع البطولات الجماعية، لماذا تعود إلى نظام النجم الواحد في الفيلم؟
- أنا فرد من كثر يعملون في السينما المصرية، وليس هناك فيلم قائم على شخص واحد، بدليل أن في فيلمي الأخير "الواد بلية ودماغه العالية" كان هناك أحمد زاهر، الممثل الموهوب الذي كان أثبت وجوده في مسلسل "الرجل الآخر" مع الفنان نور الشريف والفنانة ميرفت أمين، وكان معي سعيد صالح، الفنان الجميل، وغادة عادل وغيرهم. فكيف تقول إنني أصبحت أطبق نظام "النجم الواحد"؟ هذا غير صحيح... هل يمكن أحداً القول إن كل أدوار الفيلم لمحمد هنيدي أم هناك آخرين؟. كل ما في الأمر أن هناك شخصية محورية في الفيلم تدور عليها الأحداث، وهذا منطقي وتجده في كل سينما العالم وليس بدعة من السينما المصرية. ثم أن من الطبيعي أن انتقل من دور المساعد أو السنيد إلى حيز الدراما الحقيقية. وهذا منطقي: فهنيدي في "المنسي" غيره في "حلق حوش" وهكذا... الفنان يكبر دوره مع نجاحه، ولكن مهما بلغ نجاحه لن يستولي على الفيلم من أوله إلى آخره. هذا غير طبيعي.
كيف تفسر إخفاق فيلمك "الواد بلية ودماغه العالية"؟
- شوف، فشل فيلم معناه أن ما من أحد شاهده، وهذا ما لم يحدث مع "الواد بليه" بدليل الإيرادات والنجاح الجماهيري. أؤيد ما قيل إن ثمة تحفظات عن الفيلم، بعضها صحيح والبعض الآخر أرى فيه مبالغات نقدية، أنا آسف، ولكن هذه هي الحقيقة. أنا أؤمن بأن النجاح والفشل "من عند ربنا"، وأنا "عملت اللي عليّ". ولكن ينبغي لنا ألا نقول إن الفيلم سقط أو فشل. فقد عرض في بداية الموسم الصيفي، والتوقيت مهم جداً، وبعد ذلك حقق نجاحاً جميلاً... وهذا يكفي.
ما مفهومك إذاً للكوميديا المفترض أنك أحد فرسانها الجدد؟
- "فرسان ايه"؟ أنا إنسان بسيط أتمتع بموهبة، فلم لا أسعد بها الناس؟ ومفهومي البسيط للكوميديا بعيد من التنظير. انها، وحسب، الأمر الذي يجعل الجمهور سعيداً. فالناس خرجوا من بيوتهم وتحملوا زحمة السير وتركوا مشكلاتهم في البيت "مش علشان سواد عيوني"، بل على أمل أن يضحكوا وينسوا همومهم معي، هذه هي الكوميديا في نظري، ومن هنا مهمة الكوميدي صعبة. ما الذي يجعل أناساً مهمومين يضحكون؟ هنا الصعوبة، ومن هنا يبدو الحفاظ على النجاح صعباً. الناس يريدونني أن أجعلهم سعداء، فهل استطيع أن أفعل ذلك في كل فيلم؟ أنا أحلم وأقول "يا رب أقدر أن أسعد الناس في كل فيلم وأكون عند حسن ظنهم بي".
هناك من يتوقع ألا يستمر هنيدي الفنان طويلاً، ما رأيك؟
- سمعت ذلك كثيراً. نقاد وصحافيون قالوه بعد "اسماعيلية رايح جاي"... وبعضهم توقع ذلك بعد "صعيدي...". وهكذا عقب كل فيلم ثمة من يردد ذلك، وأنا أقول: كل شيء في يد ربنا، النجاح والفشل والاستمرار والهبوط. أنا أتعامل ضميرياً في مهنتي فلا "أسلق" أي فيلم من أجل اللحاق بتصوير فيلم آخر. ل،ا أنا أقدم فيلماً واحداً في السنة، والحمد لله، أفلامنا ناجحة وتحقق أعلى الإيرادات والجمهور يحبنا، "أيوه بيحبنا"، ولا تستغرب صيغة الجمع هنا، "لأني مش لوحدي، فيه علاء ولي الدين وآدم وأشرف عبد الباقي وأحمد السقا ومنى زكي وغادة عادل وأحمد حلمي وغيرهم". جيل جديد يصعد بقوة، وأقول: من توقع موتي الفني عقب كل فيلم اسأله: بعد الفيلم المقبل هل أموت فنياً؟! والاجابة ليست عنده، بل لدى الجمهور. وأنا أعرف أنني، حين أتخلى عن اجتهادي و"أسلق" أعمالي، سأموت فنياً.
كيف ترى علاقتك بأبناء جيلك من النجوم الجدد؟
- أحسن ما تكون، أنا وعلاء دائماً على اتصال، وأحمد السقا معي يومياً لأننا مشتركان في العرض المسرحي "عفروتو"، وثمة اتصالات وأحياناً لقاءات مع آدم وأشرف عبد الباقي. وأريد أن أقول عبر "الحياة" ان لا خلافات بيني وبين أحد في الوسط السينمائي، لأننا أصدقاء وحققنا النجاح معاً.
علاء ولي الدين : الكوميديا تضحكني فأقع أرضاً!
هل خططت لتبلغ ما حققته من نجاح؟
- التوفيق من عند ربنا. وعندما عرضوا عليّ بطولة فيلم "عبود على الحدود"، بصراحة خفت. كنت خائفاً من الفشل والمسؤولية، فكيف أتحمل مسؤولية فيلم وأموال أشخاص وممثلين آخرين سيكونون معي؟ توكلت على الله وبذلت جهدي في الفيلم وقبل عرضه جماهيرياً كنت "هاموت"، "بالضبط زي" التلميذ المنتظر نتيجة الامتحانات، والحمد لله نجحت وحقق الفيلم نجاحاً جماهيرياً ونقدياً معقولاً، وبعد ذلك، كانت التجربة الثانية أو الامتحان الثاني "الناظر". عملناه، واجتهدنا كفريق عمل ونجحنا. فنجاحي ليس اجتهاداً شخصياً مني فقط، لأن هناك عناصر أخرى دعمت هذا النجاح، مثل المخرج شريف عرفة الذي ساعدني كثيراً ووجهني، وطبعاً مجموعة "عبود": كريم عبدالعزيز وأحمد حلمي وحسن حسني، وخصوصاً حسن حسني لأنه فنان جميل وملتزم وأب حقيقي.
يردد البعض أنكم جيل بلا أساتذة؟
- من قال ذلك؟ عادل إمام استاذنا كلنا. وقد وقف إلى جواري وأسند إلي عدداً من الأدوار الصغيرة التي جعلت الجمهور يعرفني في أفلام من مثل: "الارهاب والكباب" و"المنسي" و"بخيت وعديلة"، وكان لها بريقها، خصوصاً أنك تقف في "الكادر" نفسه مع استاذ كوميديا، وعندك أيضاً فؤاد المهندس. وفؤاد وعادل أستاذان كبيران شاهدنا أعمالهما وتتلمذنا عليهما في التلفزيون ثم في السينما والمسرح. فكيف نكون بلا أساتذة؟ هناك من يحاول إقامة صراع أجيال غير موجود أصلاً، اللهم إلا في خيالهم. ففي مصر تواصل أجيال: جيل فؤاد المهندس احتضن عادل إمام وسعيد صالح، وجيل عادل إمام احتضن علاء ولي الدين ومحمد هنيدي وأحمد آدم وغيرنا من الوجوه الشابة.
كنت فرداً ضمن مجموعة في أفلامك الأولى، لكنك الآن أصبحت الوحيد... هل هي عودة إلى نظام النجم الواحد؟!
- ليس هناك عودة إلى نظام معين، إذ لم يكن هناك ذهاب إلى منطقة معينة. فالثابت الآن أن السينما المصرية تمر بمرحلة انتعاش داخلي، فبعدما كنا نعتمد على التوزيع الخارجي، أصبح التوزيع الداخلي هو الأساس، وإذا لم ينجح الفيلم في مصر، فلن ينجح في أي مكان آخر. والجمهور في مصر يريد أن يشاهد قصة جميلة جماعية عن الشباب، ونحن شباب، لذلك في "عبود على الحدود" سترى علاء ولي الدين وكريم عبدالعزيز وأحمد حلمي وحسن حسني، وفي "الناظر" هناك علاء وهشام سليم وحسن حسني وأحمد حلمي. ليس هناك نجم واحد، بل عدد من النجوم المشتركين في عمل واحد وحلمهم نجاح ذلك العمل. فعلاء يريد النجاح للكل، وكذلك هشام أو أحمد أو حسن حسني، وإذا تابعت معظم الأفلام الجديدة فسترى أنها تؤمن بنظرية "البطولة الجماعية" التي تقوم على مجموعة من الأفراد تدور من حولها الأحداث. قد يكون هناك فرد تركز عليه الدراما أكثر من غيره، وهذا منطقي وطبيعي، ولكن ليست الدراما كلها عن "عبود" أو "عاشور". إذاً ليس هناك عودة إلى نظام النجم الواحد. أحلامنا تكمن في تقديم سينما مبهجة إلى جمهور يدخل دار العرض ويخرج وهو يضحك من دون اسفاف أو ابتذال، والحمد لله، "نقدر نقول" إننا حققنا تلك المعادلة الصعبة في أفلامنا.
في مناسبة الضحك والجمهور، ما مفهومك للكوميديا؟
- يضحك هذا سؤال صعب! عموماً، أنا بسيط في تصوراتي، الكوميديا هي الأمر الذي يجعلني أضحك إلى درجة الوقوع أرضاً، ولكن من دون اسفاف أو ابتذال، وهذا ما حققناه في "عبود" و"الناظر". فأين هي الكوميديا مثلاً في مشهد عارٍ أو قبلة ساخنة؟ لا كوميديا هنا، أنا نفسي أجعل الجمهور يضحك من دون اللجوء إلى حيل رخيصة، وهذا واضح في الفيلمين، أما مفهوم الكوميديا الأكاديمي، فموضوع يحتاج إلى جلسة طويلة يضحك.
بدأت ممثلاً تراجيدياً ثم تحولت إلى الكوميديا، كيف؟
- بدايتي كانت دوراً تراجيدياً في فيلم "أيام الغضب" مع الاستاذ نور الشريف الذي شجعني كثيراً. ثم شاركت في أدوار صغيرة في عدد من الأفلام وبدأت أشعر أنني استطيع أن أقدم الكوميديا في شكل أفضل. من هنا كان اتجاهي إلى الكوميديا. ومع الفنان عادل إمام قدمت مشاهد كوميدية ما زال الجمهور يتذكرها، مثل مشهد دار العرض في فيلم "المنسي"، ومشهد الانتحار من فوق مجمع التحرير في "الارهاب والكباب"، وكان هناك فيلم لم يحقق النجاح المنتظر، من بطولتي مع ليلى علوي وهنيدي هو "حلق حوش"، وكان "بروفة" لي أنا وهنيدي لما سنقدمه بعد ذلك. والحمد لله أثبتّ فيه وفي غيره، أن لكل مجتهد نصيباً.
كيف ترى علاقتك بنجوم جيلك؟
- انا وأبناء جيلي أصدقاء. وأنا وهنيدي لسنا صديقين بل نحن اخوان. وقد وجهت إليه التحية في فيلمي "عبود على الحدود" في مشهد صعودي من الحفرة عندما صرخت قائلاً: "يا هنيدي"، لأننا صديقان قبل أي شيء. وعملت أنا والسقا وهنيدي في مسرحية "ألابندة"، وإن شاء الله سيكون هناك تعاون سينمائي. أما أشرف عبدالباقي فهو صديق عزيز وقدمت معه "بيتزا ... بيتزا"، وآدم صديق أيضاً. نحن جيل متفاهم نريد الخير بعضنا لبعض، ولا خلافات بيننا كما يحب بعض الصحف أن يروج ويدعي. "نحن أصدقاء يا عالم، ومش معقول كل يوم لازم نطلع في التلفزيون والصحف والمجلات والإذاعة لنؤكد ذلك".
ما رأيك في كتابات تؤكد أن الجيل الجديد لن يستمر طويلاً؟
- والله... الاستمرار في يد ربنا، واجتهاد الفرد هو الذي يحدد هل يستمر أم لا. لكن الملاحظ أخيراً ان هناك أقلاماً تُهاجم لا لشيء إلا لمجرد الهجوم. ويهمني تحية الأقلام الشريفة التي ساندت هذا الجيل ودافعت عن حقه في الإبداع والاستمرار. والوقت والزمن كفيلان أن يقررا من هو الصالح ليستمر، ومن الذي سيضيع في المتاهات. فلا تهاجموا وتتعجلوا الأمور، وبدلاً من تقديم الإحباط واليأس إلى جيل جديد، أرسموا لنا الأمل وانقدوا أفلامنا نقداً موضوعياً وجاداً وهادفاً. فأنا أفرح بالنقد الهادف حتى لو قالوا: إن علاء "مش كويس" في الفيلم؟ صدقني انني أستفيد من ذلك وأعرف اخطائي، ولكن أن يقولوا علاء "مش كويس" لمجرد أن يقولوا ذلك، فهذا ما أرفضه تماماً.
أحمد السقا : الجمهور منحني الثقة والحب!
هل خططت لنجاحك؟
- في البداية النجاح من عند ربنا. بدايتي كانت تلفزيونية في عدد من المسلسات التي حققت نجاحاً، من مثل: "نصف ربيع الآخر" و"رد قلبي" و"ترويض الشرسة"، وعرفني الجمهور من خلالها. وبعد ذلك كانت تجربة السينما في فيلم "هارمونيكا" مع محمود عبدالعزيز وإلهام شاهين. وعلى رغم أن الفيلم لم يحقق النجاح الجماهيري المطلوب، استطعت أن أقدم أوراق اعتمادي في السينما المصرية من خلال دوري فيه. بعد ذلك كانت أفلام "صعيدي في الجامعة الاميركية" و"همام في امستردام" و"شورت وفانلة وكاب" التي حققت الشهرة والنجاح لأحمد السقا، ومن غيرها لا أستطيع القول إن الطريق كانت ستصبح سهلة أو النجاح أكيداً، لأن العناصر المطلوبة لجذب الجمهور، من دون ابتذال أو حركات رخيصة، توافرت فيها. وهناك مسرحيتا "ألابندة" و"عفروتو" اللتان حصدتا النجاح. وبعد كل هذا لا أدعي أن هناك تخطيطاً، لكن مجموعة من المصادفات السعيدة والتوفيق الرباني ثم الاجتهاد الإنساني، وكذلك قبول الجماهير لأحمد السقا... ولّدت هذا النجاح.
أنت نجم ضمن مجموعة نجوم شابة، هل ترى أنكم جيل بلا أساتذة كما يردد البعض؟
- أتحداك أن يقول أحد، مهما بلغت نجوميته أو شهرته، إننا جيل بلا أساتذة. أتحداك للمرة الثانية. هذه عبارة تتردد لتكون هناك وقيعة في ما بين النجوم، ونحن لن نترك ذلك يحدث. والدليل أن جيلنا كله يعترف بأن عادل إمام نجم الكوميديا والأستاذ الذي لا ينكر أحد استاذيته في هذا المجال، وبأن الموهوب جداً أحمد زكي ممثل وفنان من عيار ثقيل جداً، وبأن هناك أيضاً نور الشريف ومحمود عبدالعزيز وغيرهما. جيل عريض سبقنا وقدم ما لم نقدمه نحن حتى الآن. يكفي أن نشاهد "سواق الاتوبيس" أو "البريء" أو "أرض الخوف" أو "العار" أو "اللعب مع الكبار" أو "المنسي" وغيرها، مئات ومئات من الأفلام التي تعلمنا منها حب السينما والفن والتمثيل، فكيف نكون جيلاً بلا أساتذة؟ هذا قول لا أستطيع أن أتبناه، ولا يستطيع أي فرد من جيلي أن يردده، والا وضع في خانة لا أريد أن يكون فيها.
بدايتك السينمائية كانت ضمن البطولات الجماعية. لماذا عدت إلى نظام النجم الواحد؟
- هذا كلام غير صحيح. في "صعيدي في الجامعة الاميركية" كانت الأحداث تدور على خلف الدهشوري خلف ومعه اصدقاؤه. وفي "همام في امستردام" كان هناك همام وقدري والمصريون المغتربون في هولندا. وفي "شورت وفانلة وكاب" كنت أنا وشريف منير وأحمد عيد. إذاً ليس هناك بطولة فردية أو نجم واحد. فشريف منير نجم سينمائي قبل أن أعمل أنا في السينما، وقدم عدداً من الأدوار مع أشهر نجوم مصر، مع أحمد زكي في "الاحتياط واجب" و"هيستريا". والفيلم الأخير تحديداً أثبت أن شريف منير نجم كبير. إذاً أنا لم احتكر الشاشة أو الدراما للشخصية التي أجسدها، وأحب العمل في أفلام ذات بطولة جماعية، لأن هذا في مصلحتي ومصلحة السينما. قد أمثل دوراً لا تتجاوز مدته عشر دقائق "بس" يعجب الجمهور... لا أريد أكثر من ذلك.
في بدايتك حاولوا وضعك في خانة الكوميدي، كيف ترى موقعك الآن؟
- أنا لست كوميدياً، مثل محمد هنيدي أو علاء ولي الدين، فهذان يحملان "دكتوراه" في الكوميديا، لكنني أعشق كوميديا الموقف، لأن هذا ما أستطيع أن أقدمه في هذا المجال. أحب الحركة والإثارة أكثر، وهذا كان واضحاً في دوري في "همام في امستردام" و"شورت وفانلة وكاب" وحتى في "هارمونيكا". كنت ترى عشقي للحركة، فأنا أميل إلى النمط الاميركي في التمثيل. هناك آل باتشينو وروبرت دي نيرو وغيرهما نجوم لهم وزنهم في التمثيل والأداء الحركي، وهذا ما أتمناه. وفي مصر نجم قادر على ذلك هو أحمد زكي، و"أرض الخوف" دليل إلى ذلك. أحاول أن أقترب من هذه النقطة بعيداً من تصنيفات تجعلني خليفة أحمد رمزي وحسن يوسف. هذان نجمان لن يوجد مثيل لهما مرة أخرى. أريد أن أكون أحمد السقا وأقدم سينما جميلة... و"بس".
كيف ترى علاقتك بأبناء جيلك الآن؟
- هي على أحسن ما يرام، أنا وهنيدي يومياً معاً. وأنا وعلاء ولي الدين على اتصال دائم، وفي كل مناسبة حلوة تجدني حاضراً. نحن جيل واحد بحلم واحد. نحلم أن نقدم سينما جميلة وممتعة بعيداً من أي كلام ليس له معنى قد تجده منشوراً في بعض الجرائد. وأؤكد أننا جيل جميل، نتمنى الخير لبعضنا بعضاً، بدليل أنني كنت، عند نجاح علاء ولي الدين في "الناظر"، أول مهنئيه، وعند نجاحي اتصل بي علاء وآدم وأشرف وطبعاً صديقي في الفيلم شريف منير - وهو صديقي في الحقيقة - لتهنئتي. نحن جيل متفاهم وأحلامنا سينمائية في المقام الأول، والمهم عندنا إسعاد الجمهور. وأنا أسعد لكل فيلم ينجح من بطولة أحد أفراد جيلي. وهذا مؤشر جيد إلى أننا مقبلون على تثبيت حضورنا واكتساب جمهورنا الخاص.
هناك كتابات نقدية وصحافية تؤكد أنكم جيل لن يستمر... ما رأيك؟
- لا أرد عادة على هذه الكتابات. ولكن أقول "حرام عليكم" ما تفعلونه بجيل الشباب. لماذا هذه الحملات الضارية عليه. ف"الواد بلية ودماغه العالية"، مثلاً، تعرض لهجوم شرس، وكذلك "الناظر" لعلاء، و"شورت وفانلة وكاب"، هناك بعض النقاد والصحافيين أعطوا هذا الجيل حقه والبعض يريد أن ننتهي، لماذا؟ حقيقة لا أعرف... ولكن أقول إن هذا الجيل مستمر بفضل ربنا، سبحانه وتعالى، ثم بفضل الجمهور الجميل الذي أحب هنيدي وعلاء والسقا وآدم وبقية الجيل. فكيف يموت فنان يحبه جمهوره. ولنتذكر دائماً أن فناناً كبيراً من طينة عادل إمام تعرض لحملات "تموّت محافظة" لكنه استمر، وكذلك أحمد زكي، فكيف يقتلون جيلاً بأكمله؟ أظن أنهم ليسوا قادرين على ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.