فنانة متميزة من الزمن الجميل، استطاعت الصمود أمام التغيرات التي حدثت في السينما المصرية وإيجاد مكان لها أمام اضمحلال الفرصة ، قدمت العديد من الأعمال السينمائية الناجحة، حصلت على العديد من الجوائز الدولية عن أفلام «لهيب الانتقام «، «ليلة ساخنة» و»إسكندرية نيويورك» وغيرها من الأعمال التي تنوعت فيها أدوارها سواء من أبناء جيلها أو من جيل الشباب، بدأت حياتها الفنية منذ نعومة أظافرها حتى أصبحت نجمة لها بصمة واضحة في السينما المصرية، لديها القدرة على توظيف إمكاناتها وطاقاتها الإبداعية لتقديم كل ما هو جديد .. نجمتنا هذه المرة هي الفتانة «لبلبة» أو «نونيا» وهو اسمها الحقيقي وكان لنا معها هذا اللقاء الشيق: هل اختفاء حفلات أضواء المدينة له تأثير سلبي على المواهب الجديدة ؟ وهل فن المنولوج هو السبب الحقيقي لشهرة لبلبة؟ بالتأكيد كان له تأثير كبير على عدم ظهور نجوم جدد وارتفاع مستوى الفن خاصة أن هذه الحفلات أصبحت الآن تقتصر على نجم واحد، بالتأكيد التقليد أو فن «المونولوج» كان السبب الوحيد لشهرتي ، عندما كنت أنظر للشخصية أقوم بتقليدها على الفور وأسهل الشخصيات التي قمت بتقليدها الفنانة صباح والفنانة ماجدة وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش. أما عن الفنانة التي تمنت تقليدها فهي الفنانة فايزة أحمد التي تقابلت معها في إحدى الحفلات وقالت: يا لبلبة بتقلدي الكل وأنا لأ، عندي أغنية جديدة كنت عايزاكي تقليديني فيها. ألم يصادفك فنان أو فنانة اعترضا على تقليدهما؟ طبعا في فنانة زعلت جدا مني وهي الفنانة نجاة الصغيرة، وبعدها تسببت في إلغاء أكثر من حفلة لي، وعندما سألت وجد أنها تشترط على متعهدي الحفلات عدم الاستعانة بي وهذا بسبب حفلة سينما قصر النيل، فلقد دخلت وقمت بتقليد عدد من الفنانين ومنهم نجاة الصغيرة وبعد الفقرة الخاصة بي دخلت نجاة الصغيرة وغنت نفس الأغاني ما جعل الجمهور يضحك، وتحولت من فقرة للغناء والطرب إلى فقرة كوميدية، وعندما سألت الأستاذ أحمد فؤاد حسن فقال: لبلبة قدمت نفس الاغنيات بنفس الطريقة ما جعل الناس يضحكون عليها وبالفعل حاربتني في جميع الحفلات التالية، ومن الشخصيات التي تخوفت من الاقتراب منها الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، وكوكب الشرق أم كلثوم، وفي حفلة خاصة بحضور أم كلثوم طلبت مني أن أقلدها وأعطتني الايشارب بتاعها وفعلا قلدتها وأنا خايفة جدا وبعدها لم أكرر التجربة. ما الأعمال التي تعتبر نقطة تحول في حياتك الفنية ؟ أعتبر بدايتي الحقيقة في التمثيل منذ فيلم «ليلة ساخنة» و «ضد الحكومة» كان نفسي في التغيير ، لادراكي أن عمر الفنان يتقدم والأدوار الخفيفة التي أقدمها لا تتناسب مع السن المتقدمة، وهذا ما جعلني أختار أعمالا تتناسب مع التقدم في العمر لأني أريد أن أمثل حتى أخر يوم في عمري. دائما تذكرين أعمالك مع عاطف الطيب ما سر ارتباطك به ؟ عاطف الطيب هو أول المخرجين الذين قدموني للجمهور بشكل صحيح واقتنع بقدراتي التمثيلية، فلقد حصلت على العديد من الجوائز مع عاطف الطيب في الأعمال التي قدمناها سويا. كما أثر غيابه علي بشكل كبير ، حيث جلست في بيتي لمدة عامين لا أعرف كيف أختار أعمالي وأدواري . رغم بدايتي في عالم الفن منذ أن كان عمري خمس سنوات إلا انه علمني ألا أحفظ دوري فقط، بل أحفظ السيناريو كله، فهو مخرج عبقري لذلك كانت التجربة معه رائعة.ماسر تواجدك في السينما بخلاف بنات جيلك؟ أنا فعلا أكثر بنات جيلي تواجدا في السينما حتى الآن ، والسر في هذا يرجع إلى الاختيار الجيد والصحيح، بالإضافة إلى أنني غيرت جلدي منذ فترة طويلة، فكان من المفترض أن أقدم أعمالا للتليفزيون مثلما فعلت بنات جيلي ، لكني رفضت أن أذهب إلى التليفزيون لأنني غيرت جلدي بنوعية الأعمال التي قدمتها، بداية من فيلم «ضد الحكومة « و «لهيب الانتقام»و «ليلة ساخنة» مع نور الشريف و «جنة الشياطين» وغيرها من الأعمال التي جعلتني أستمر في السينما. هل تواجدك في السينما يمنع حضورك في التليفزيون ؟ لم أقدم في التليفزيون إلا مسلسلا واحدا فقط وهو «الحفار» وكنت ضيفة شرف، لكن عندما أقدم عملا في التليفزيون لابد أن يكون عملا قويا وبطولة أو دورا أقوى لأنني أهوى الأدوار المركبة. ما أسباب ابتعادك عن الشاشة الصغيرة ؟ يرجع ذلك نتيجة لاهتمامي بالسينما، فهي التي تصنع النجوم وتترك تاريخا للاجيال عكس الشاشة الصغيرة. كما أن المسلسل يحتاج الى مجهود عشرة أفلام. ما الفرق بين بنات جيلك والممثلات الموجودات الآن ؟ الموجودات الآن هن أذكى كثيرا من بنات جيلي لانهن لا يفكرن في الفن فقط، لكن يفكرن في الحياة الزوجية بجوار الفن ، فهن يأخذن كل شئ من الحياة. أما بنات جيلي منهن من اعتزلت الفن بسبب الحياة الزوجية ومنهن من اعتصمن عن الزواج بسبب الفن. هل أنت نادمة على حياتك التي ضاعت من أجل الفن ؟ لا لأن الحياة نصيب وكل الممثلات بناتي، وعندما أجسد دور أم في السينما أكون سعيدة جدا ويرضي رغبتي وحناني لدور الأم. ما العمل الذي فكرت عدة مرات في قبوله ؟ العمل الذي خفت منه عندما عرض علي فيلم «النعامة والطاووس» لأن شخصية فاطمة الطبيبة النفسية التي تناقش المشاكل بين الأزواج وما فيها من مسائل أكثر حساسية وأحيانا تصل لدرجة انهيار أسرة، وهو موضوع هام ومازالت الدول العربية تخشى مناقشته، لهذا اتصلت بالأستاذ حسين فهمي لان ابنته متزوجة من ابن الدكتور عكاشة أستاذ الأمراض النفسية الذي أرسلني للدكتورة ماجدة فهمي، وبالفعل قعدت معها أكثر من جلسة وتعلمت منها الكثير، بل استخدمت نفس أسلوب كلامها والملابس والاكسسوار الخاص بها، لدرجة أنها عندما حضرت حفل الافتتاح وقالت: أنت قلدتني تماما. ألم تشعرين بالندم لتقديمك أفلاما مثل بوحة ، ووش إجرام ؟ أنا مش ندمانة على دوري في «بوحة» ولا «وش إجرام» لأنني قدمت أعمالا مع نجوم كوميديا مثل محمد هنيدي ومحمد سعد، ولهما جمهور كبير جدا وفعلا التجربة معهما كانت جميلة جدا وأضافت إلى رصيدي الفني، وأتمنى الاستمرار في تقديم الأعمال الكوميدية. أين أنت من المسرح ؟ عملت سبع مسرحيات منها : «شهرزاد» و «قصة الحي الغربي» و «مصر بلدنا» و «رجل ومليون ست». أما الفترة المقبلة فيصعب فيها تقديم أعمال مسرحية، لأنها تستغرق وقتا طويلا ومجهودا كبيرا. ماذا عن تجربتك مع المخرج يوسف شاهين ؟ هل هناك أدوار تأمليف في تقديمها ؟ أنا محظوظة لأني شاركت معه في فيلمين ، رغم بدايتي في عالم الفن منذ أن كان عمري خمس سنوات، إلا انه علمني ألا أحفظ دوري فقط، بل أحفظ السيناريو كله، فهو مخرج عبقري، لذلك كانت التجربة معه رائعة ، لم أخف من يوسف شاهين وهو مدرسة لوحده وأتذكر أيام تصوير فيلم الآخر كان يجعلنا نصحو الساعة الرابعة صباحا ونأتي قبل موعد التصوير بساعة كاملة من أجل أن نعيش مع الديكور وندخل في الشخصية، فهو يستحق لقب عالمي لانه كان يعرف الصورة أكثر من المصور نفسه ، ويوسف الإنسان كان محبا للحياة، والناس أهم الجوانب المضيئة في حياته. نعم مازالت بداخلي طاقات فنية لم تخرج بعد ولم أجد المخرج الذي يخرجها. لمن تدينين بالفضل على المستويين الفني والشخصي؟ أدين بالفضل للأستاذ محمد عبد العزيز وهو الذي أعطاني دور البطولة في: عصابة حمادة وتوتو ، خلي بالك من جيرانك ، في الصيف لازم نحب. أما على المستوى الشخصي فأدين بالفضل «لأمي» فهي التي وقفت بجواري منذ كنت طفلة صغيرة حتى أصبحت نجمة ومازالت تساندني حتى الآن. هل تعتبرين نفسك محظوظة ؟ أنا محظوظة لأني عشت الفترة الذهبية من السينما المصرية، ومثلت مع كبار النجوم من أول إسماعيل ياسين وليلى مراد وماجدة ، أول مرة أقوم بتقليد الفنانة ماجدة كان في فيلم «النغم الحزين» بطولة ماجدة وفي هذا الاستعراض قدمت عبد الحليم حافظ وهو متزوج من ماجدة وصباح وفي حيرة بينهما وكنت أقلد الشخصيات الثلاث. ماذا عن علاقتك بالفنان عادل أمام وهل أضاف لك فنيا ؟ أنا وعادل إمام يوجد بيننا تفاهم في الأعمال وكل منا يفهم الآخر ، مع الفنان عادل تذوقت النجاح الحقيقي الذي انتظرته سنوات طويلة ابتدء من «خلي بالك من جيرانك» و «عصابة حمادة وتوتو» حتى فيلم «حسن ومرقص». أما عن تمثيلها معه في «حسن ومرقص» فقالت: استمتعت بالتمثيل أمام فنان متميز يحمل مشاعر وطنية وقادر على توصيل احساسه للجمهور. ماذا تفعلين إذا تم اختيارك سفيرة للنوايا الحسنة؟ طبعا أتمنى أن أكون سفيرة للنوايا الحسنة لأني أحب العمل الاجتماعي خاصة رعاية الأطفال المعاقين، فهو شرف للفنان ويدل على تميزه عن غيره، وسوف أبذل قصارى جهدي من أجل تنفيذ بعض المشروعات الخاصة بالأطفال الايتام والمعاقين، والسبب الحقيقي لمشاركتي في المهرجان أن عائد المهرجان مخصص لبناء دار لأطفال الشوارع.