فاجأ المجلس الأولمبي الآسيوي الأوساط الرياضية في القارة بإعلانه أمس في بيان رسمي أصدره من مقره في الكويت، عن عدم رضاه عن استعدادات اللجنة المنظمة لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية ال15 المقررة من 1 إلى 15 كانون الأول ديسمبر 2006 في الدوحة، مؤكداً أن "هناك مشكلات كثيرة تعترض تنظيم الآسياد، الأمر الذي سيضطر المجلس إلى اتخاذ إجراءات صارمة للمحافظة على حسن تنظيم هذه الألعاب"، لافتاً إلى أن "المشكلات في عدم جدية اللجنة المنظمة في متطلبات الألعاب وعدم صلاحية بعض الملاعب والمنشآت وعدم وجود نظام معلومات لإدارة الألعاب وصغر المطار وعدم اتخاذ أي إجراءات للمشاركة النسائية". وإذا كان المجلس "العتيد" أفشى بعضاً مما في جعبته من ملاحظاته، فقد تكتّم عن أخرى "هناك مواضيع أخرى أكثر حساسية، وسيدعو المجلس الأولمبي الآسيوي إلى اجتماع طارئ للمكتب التنفيذي لاتخاذ قرار لحماية الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة". وكان ولي عهد قطر السابق الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني وضع حجر الأساس للقرية الأولمبية الخاصة بألعاب "الدوحة 2006"، في أيار مايو الماضي، وأكد في كلمة ألقاها أن "القرية ستلبي الشروط كافة وستحقق الأهداف المرجوة منها". موضحاً أن روعي في التصميم سهولة تحولها بعد اختتام الألعاب إلى مركز حمد الطبي للإفادة من منشآتها، على أن تنجز الأعمال قبل عام من موعد الدورة التي يتوقع أن يشارك فيها أكثر من 10 آلاف رياضي ورياضية من 44 بلداً يتنافسون في 32 لعبة. وكانت الحكومة القطرية بدأت تعد العدة لاستضافة الألعاب التي حظيت بشرف تنظيمها في آخر العام 2000، قبل خمسة أعوام من تاريخه، وحضّرت ملفاً متكاملاً بهذا الخصوص، وأوضح آنذاك الشيخ سعود بن خالد ل"الحياة" أن نقاطاً عدة تجعل هذا الملف "متفوقاً على غيره وتصب في مصلحته في مقدمها الأمن المستتب بشكل مثالي، إذ إننا لا نعاني من التلوث قياساً إلى المدن الآسيوية الأخرى المكتظة بالسكان، وازدحام السير خفيف جداً لا سيما أن هذه المشكلة تعتبر قضية أساسية في الدورات الكبرى وكابوس يؤرق المنظمين، فلن يستغرق الوصول من مكان الإقامة إلى أبعد قاعة أو ملعب أكثر من 10 دقائق...". وبدأ القطريون الترويج والتسويق باكراً للدورة، وتحديداً منذ النسخة الأخيرة التي أجريت العام الماضي في مدينة بوسان الكورية الجنوبية. وخصصوا موازنة ضخمة للتنظيم مقدارها نحو 700 مليون دولار، تلحظ تشييد 12 قاعة، وتجهيز حقل الرماية والمسبح الأولمبيين وحلقة عملاقة للبولينغ... إلى جانب شبكة الطرقات، وبناء ثلاثة فنادق ضخمة تزيد من القدرة الاستيعابية للضيوف والمدعوين. وأعلنوا أن الدورات والبطولات المبرمجة على أرضهم بما فيها دورة غرب آسيا 2005 ستكون تمهيداً مناسباً وحقل اختبار قبل الاستحقاق الكبير. وسبق لقطر التي لا يتجاوز عدد سكانها والمقيمين فيها 350 ألف نسمة، أن أصابت نجاحات كبيرة في تنظيم عدد من الدورات والبطولات الكبرى ونالت احترام الاتحادات الدولية وتقديرها، ومنها بطولة كأس العالم للشباب في كرة القدم 1995. وعلى خط موازٍ وضعت شركة "جي إتش دي" الأسترالية التي أعدت خطة الترويج والتسويق لدورة سيدني الأولمبية 2000، برنامجاً مماثلاً ل"الدوحة 2006". وسبق أن أكد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد الفهد الصباح ل"الحياة" أن "ثقتي كبيرة بالأخوة القطريين، لم يتصدوا لأي مناسبة إلا ونجحوا فيها". وأضاف "إذا استطعنا أن نتعامل كمجموعة واحدة ونضع خبراتنا في سلة واحدة، سنكون قادرين على تجاوز المعضلات كلها. وعندما قررت قطر استضافة الألعاب كانت تدرك المسؤولية التي ستكون ملقاة على عاتقها، هي أرادت التنظيم من منطلق اهتمامها بالشباب والرياضة وبناء المنشآت وما ستجنيه من عائدات إعلانية ودعائية من خلالها، لذا فإن التعامل مع المعطيات والواقع الحالي دقيق، لأن الفارق ضئيل جداً بين النجاح والفشل وهم يقدرون ذلك، ونحن جاهزون لمساعدتهم على مختلف الصعد".