"والعكس صحيح" عنوان الألبوم الرابع الذي صدر أخيراً للمؤلف الموسيقي اللبناني شربل روحانا، من إنتاجه الخاص بعد بتحضير استغرق أكثر من سنتين. يتضمن العمل الجديد أربع عشرة مقطوعة موسيقية، إضافة إلى أغنيتين. الأولى من كلمات نزار الهندي وغناء ريما خشيش بعنوان: "لأنني أغني". والثانية بعنوان: "يا غصن نقى" مستوحاة من موشح يا غصن نقى بصوت تانيا صالح. "عودٌ... بأي حالٍ عدت يا عودُ"، هي العبارة التي استعارها "بتصرف" شربل روحانا من شاعر العرب المتنبي، ووضعها مقدمة لعمله الجديد، ربما ليعبر لنا من خلالها عن قلقٍ يساوره على الدور المستقبلي لآلة العود داخل المؤلفات الموسيقية الشرقية. لكن، وكما هو المعتاد في جميع أعمال روحانا الموسيقية السابقة، فقد كان للعود في عمله الجديد "والعكس صحيح"، حضوره القوي والبيّن. فبتناغم واضح بين العود والكمان والقانون والرق، إضافة إلى الكونترباص، وصلت موسيقى روحانا إلينا بصيغة ميلوديات شرقية جميلة، استوحاها في كثير من الأحيان من الموسيقى العربية التقليدية، لكن بأسلوب غير تقليدي، فيه من سلاسة الجمل اللحنية ورقتها الكثير ما يجعل المستمع في حال من الفرح والانسجام. كما أن اعتماد روحانا توزيعاً موسيقياً آلاتياً بسيطاً، بدا موفقاً ومقنعاً. وإذ يبدو للبعض، أن روحانا من خلال مؤلفاته الموسيقية، "كالسابح عكس التيار"، إلا أن ذلك يعكس قناعته كمؤلف موسيقي التزم نهج الموسيقى العربية. فحافظ على شخصية الآلات الشرقية وأبقى على المزاج الشرقي المتميز حيّاً وواضحاً داخل معظم أعماله.