تكفلت وزارة الخارجية الأردنية بنقل جثمان سفير العراق السابق لدى الاممالمتحدةوواشنطن، نزار حمدون، من نيويورك الى عمان حيث سينقل الى بغداد اليوم. وتوفي حمدون ليل الجمعة الماضي في احد مستشفيات نيويورك المتخصص بمرص السرطان بعد معركة طويلة مع المرض. وتلقت أوساط الأممالمتحدة خبر وفاة حمدون بحزن عميق اذ كان مثّل العراق لدى المنظمة الدولية من 1992 الى 1999، وبذل جهوداً لرفع العقوبات الاقتصادية عن بلاده، وأقام صداقات مع السفراء العرب والأوروبيين ومع الصحافة العربية والدولية. وعُرف حمدون بذكائه وقدرته الديبلوماسية في اسوأ الظروف وكان سفيراً للعراق في واشنطن عام 1984 حيث افتتح أول سفارة عراقية في الولاياتالمتحدة وبقي في المنصب سنوات قبل عودته الى بغداد وكيلاً لوزارة الخارجية. وفي تلك الفترة أقام تعاوناً وثيقاً بين العراقوالولاياتالمتحدة خلال الحرب العراقية - الايرانية وتمكن من تعزيز دعم الولاياتالمتحدة للعراق عبر بناء شبكة علاقات داخل الإدارة الاميركية ومع القطاع الخاص. بعد غزو العراق للكويت والحرب الجديدة عمل حمدون في الأممالمتحدة في ظروف صعبة تناقضت تماماً مع الظروف التي خدم خلالها سفيراً في واشنطن. عميد السلك الديبلوماسي حينذاك السفير اليمني السابق لدى الأممالمتحدة عبدالله الأشطل، تحدث عن خصوصية شخصية حمدون وعمله. وقال: "انها نابعة من اتزانه وفصل العاطفة عن العقل بأداء عمله في السياسة الخارجية بشكل دقيق وبلا ضجيج". وتابع الأشطل: "كان يعمل باستمرار لتجنب السلبيات والتركيز على ما يؤدي الى توحيد المواقف. وظهر ذلك خلال نشاطه داخل المجموعة العربية لدى الأممالمتحدة".