سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس الوزراء العراقي السابق يفند رواية ابراهيم الداود ويسترجع محطات وانقلابات . عارف عبدالرزاق: دور الداود والنايف في انقلاب 17 تموز 1968 كان حاسماً البعث استغل شريكيه وأغرقهما بالمناصب وخطة التخلص منهما كانت جاهزة الاخيرة
ب - المحاولة الثانية في حلقة اليوم يواصل رئيس الوزراء العراقي السابق عارف عبدالرزاق الرد على عضو مجلس قيادة الثورة وزير الدفاع السابق ابراهيم الداود. يعترف عبدالرزاق ان دور الداود وشريكيه عبدالرزاق النايف وسعدون غيدان كان حاسماً في اعادة البعث الى السلطة في 17 تموز يوليو 1968. ويروي انه توقع ان يغدر احمد حسن البكر وصدام حسين بالعسكريين غير البعثيين، وهو ما حدث في 30 من الشهر نفسه حين أُرغم النايف على مغادرة البلاد الى المنفى وأُرغم الداود على البقاء في الخارج. وهنا نص الحلقة الثانية والاخيرة: في مطلع عام 1967 جاءني العميد سعيد الصليبي الى السجن قبيل ذهاب عبدالرحمن عارف الى ايران وكان قد صفا الماء بينه وبين ابن عمته عبدالرزاق النايف وحصل الطلاق بين الراوي والنايف وفاتحني سعيد بأنهم قرروا القيام بانقلاب ضد عبدالرحمن عارف وفي حال النجاح، وهو مضمون مئة في المئة، يكون البكر رئيساً للجمهورية وسعيد الصليبي رئيساً لمجلس الوزراء وانه ارتأى الاعتماد عليّ فقرر اشراكي معه في الوزارة ومفاتحة الاخ صبحي عبدالحميد. ذهلت من سماع سعيد وهو يقص بعض التفاصيل، وقلت له: أنا وصبحي سجينان، والسجين ليس له حرية الاختيار، لكن قل لي اذا كنت تدعي انك رميت بقناع البعث في اعمق بئر. فمن سيقف معك بعد التغيير. لن تهنأ طويلاً برئاسة الوزراء وقد تفقدها مع حياتك. بعد خروجنا من السجن سألت سعيد لماذا ابطلتم محاولتكم بعدما بدأتم بها حتى ان سرية الحراسة في السجن تسلمت اسلحتها وادخلت حال الانذار فقال لقد ايقظتني من منامي فالبعث سوف لن يمهلني طويلاً. و - المحاولة الثالثة قبل ذهاب عبدالرحمن عارف الى باريس في مطلع 1968، عقد اجتماع في بيت عزت مصطفى وزير الصحة في حكومة البعث السابق حضره رجب عبدالمجيد. قدم احمد حسن البكر قائمة الوزراء الذين ستتشكل منهم وزارة رجب بعد التغيير، وكان قد اتفق سابقاً ان يكون البكر رئيساً للجمهورية ورجب رئيساً للوزراء. ويقول رجب بحضور ناجي طالب، في بيت عديله عبود الجايد العلواني، انه رفض اسماء ستة وزراء، ومن ضمنهم حردان التكريتي، لأن الغالبية من البعث، فانحنى عليه صالح مهدي عماش قائلاً: "شكراً يا ابو محمد خلّصتنا من هذا القذر". واشترط رجب تشكيل مجلس قيادة ثورة من ثلاثين شخصاً هم السلطة والمرجع، فلم يوافق رجال البعث، اذ كانوا يفكرون بتبديل رجب بالنايف وكانت هذه من افكار حردان الذي ذكرها لي بعدئذ في القاهرة. - اذن كان عبدالرزاق النايف والداود يعرضان سلعتهما الانقلابية لكثيرين ومنهم سعيد الصليبي والبكر ورجب عبدالمجيد وعبدالعزيز العقيلي وعبدالغني الراوي الا ان الطلاق وقع بينهما وبين عبدالغني الراوي حين خذلاه بالانقلاب بعد مجيء البزاز من روسيا. ظهور صدام 6- في اواخر العام 1966 قام البعث في سورية بتبديل قيادة قطرالعراق احمد حسن البكر ورفاقه، واستبدالها بقيادة اخرى، ونعتوا القيادة السابقة بالعشائرية والجاهلية فانقسم البعث في العراق ووالى كثير منهم القيادة الحديثة. وقد تصل النسبة الى اضعاف مضاعفة وقد تتجاوز 20 الى 1، وقبل هذا الانقسام حدث هروب صدام وعبدالكريم الشيخلي من السجن الرقم 1 في معسكر الرشيد حيث تذرعا للحارس وسائق السيارة بجلب داوء من صيدلية في شارع ابي نواس، وان المدة لن تستغرق اكثر من ربع ساعة، وذهبا الى صيدلية بمدخلين على شارعين مختلفين، فدخلا من باب وخرجا من الآخر فسقط الحارس في الفخ وادخل السجن واستطاع الصليبي ان يأخذهما بمسعى من البكر لاعفائهما من قبل عبدالرحمن عارف فتم ذلك واصبحا طليقين. وعند حدوث طرد القيادة العشائرية الجاهلة لم يكن لدى البكر الا نفر قليل من القادة فصالح عماش وطالب شبيب وحردان كانوا جميعاً خارج العراق فأوكل البكر الى صدام بعد ان اعطاه بعض النقود ليجمع حوله ما يستطيع من فلول البعث وارباب السوابق، فاستطاع صدام تجميع عدد صغير وفيهم القتلة والقبضايات كما سماهم الداود. ويقص الدكتور فؤاد شاكر مصطفى عليّ بالسجن في اواخر عام 1968 كيف ان صدام يقتتل معهم على هذا العضو، هل هو معه او معهم فتصل الخلافات بينهم حد التهديد بالمسدسات، وفي نيسان ابريل 1967 انذر البعث العشائري بالوجود في مواقع معينة من بغداد حيث سيتم تفتيشها من قبل القائد العام، وكان ذلك القائد العام صدام حسين الذي قام بالمرور على المواقع لتحية البعثيين الموجودين فيها. وكان مروره بسيارة مكشوفة. كنا نسمع بهذه الحكايات ونحن في السجن فكيف لم يسمع بها الداود والنايف العالمان الضليعان ببواطن الامور صغيرها وكبيرها. لكنه يقول انه عرف ان عارف عبدالرزاق عاد من مصر عن طريق اسرائيل ومكث فيها مدة لا يعرفها ولا يعرف من التقاه فيها. والقصة الحقيقية انني تحدثت الى المحققين عن كيفية رجوعي الى بغداد واختلقت قصة عبوري مع احد الفلسطينيين على دراجة بخارية من جنوب النقب الى الاردن تجنباً لاحراج حكومة الجمهورية العربية المتحدة. وفعلاً كان عرب سيناء حينئذ يسرحون ويمرحون على هذه الطرق فصدقها عبدالرحمن عارف والقاها في خطاب بالكلية العسكرية فصدقها الداود ايضاً لكن لجهله بالجغرافيا اعتقد ان النقب يجاور سورية لا الاردن. دور حردان 7- بعد رجوع حردان وصالح عماش استحوذ حردان على عبدالرزاق النايف والداود وسعدون غيدان ذي الجذور البعثية الذي صدقه الداود والنايف واعتمدا عليه ليكون معهم، فعينوه آمراً لكتيبة الدروع في الحرس الجمهوري وبعدها انفصل شريكهم الآخر بشير الطالب، اذ خاف من انكشاف امرهم لانهم في كل مرة ينوون القيام بالانقلاب ثم يتراجعون، فآثر الابتعاد الى خارج العراق حيث تم تعيينه ملحقاً عسكرياً في بيروت. وكما يقول الداود فقد كثرت اللقاءات مع احمد حسن البكر وصالح مهدي عماش وحردان التكريتي الذي تقدم بعرضه السخي بأن يتولى عبدالرزاق النايف رئاسة الوزراء بدلاً من رجب عبدالمجيد، فبماذا يتفوق رجب على النايف، فهل هو أخلص أو أفهم منك يا نايف، فأنت ضابط ركن ورجب ضابط احتياط ولك خبرة في أمور العراق لطول خدمتك في الاستخبارات لا تضاهيها خبرة أحد، أما رجب فلا يتمتع بثقافة عالية فهو ليس خريج ثانوية وانما خريج مدرسة الهندسة، فمن الأحق منكما بالوزارة أنت يا صاحب الخبرة والعلم أم رجب الجاهل. وقال البكر في احدى الجلسات وهو يربت على كتف الداود، وهل هناك كتف بين الضباط العراقيين من تزدان به رتبة الفريق خير من هذا الكتف. فصدق الأغبران المديح وقالا في نفسيهما اننا الظاهر لا نعرف انفسنا، ان الناس تعرفنا اكثر مما نعرف انفسنا. وتوهم النايف قوة في تنظيمين عسكري ومدني تم تجمعيهما من الانتهازيين الضباط الهاربين من الخدمة الفعلية في الحرب في شمال العراق والمستفيدين من الصحافيين الذين ينعمون بخيرات مديرية الاستخبارات، واعتقد انه أقوى من البكر تنظيماً ومكانة. وكما يقول الداود، وهو الصادق هذه المرة، لم يكونوا بحاجة الى رجال البعث واشراكهم في الانقلاب، فهم الحراس وهما الحماة، لكن غرورهما وفرحهما بالمناصب التي اهداها لهما حردان التكريتي والبكر أعماهما عن كل شيء. إلا ان الحقيقة لكل ذي عين خبيرة تختلف، فلم يثبت في التاريخ اصطفاء الفرقاء المختلطي الفكر والعقيدة الا في حال نشوب حرب على بلدهم كما حدث بين ماو تسي تونغ وشيان كاي شيك، عند اجتياح اليابان للصين، فتحالفا لطرد اليابان، وما ان تم ذلك حتى عادا الى النزال. وكنت والكثير يشاطرونني الرأي ان هذا الزواج لن يدوم طويلاً، فقد زارني يوم الجمعة 25/7 في داري الصحافي اريك رولو مراسل جريدة "الموند" الفرنسية فذكرت له ان هؤلاء الضباط ليست لهم جذور عميقة وسيطردون بأسرع ما يمكن ولن يستغرق ذلك اسبوع أو اثنين، فأجابني انه يخالفني الرأي لأنه يعتقد ان الاثنين عملاء لأميركا، فقلت له لا اشاطرك الرأي وحتى لو آمنت فهناك مقولة عربية تقول لا تربط حصانين على معلف واحد، فالقتال حتمي بينهما وسيطرد احدهما، وبما ان الحراس لم يكونوا بحاجة الى المشاركة فالشريك هو الذي سيتغلب، وسمعت انه كتبها قبل طرد النايف والداود وكذلك فعلت في اليوم التالي مع المراسل المصري محسن محمد، فقلت اذا كنت تبحث عن سبق صحافي فاكتب ان الضباط سيطردون قريباً لكنه لم يكتبها، فاعتذر لي عن عدم نشرها عندما قابلني في القاهرة، لأنه وثق بحلفهم على المصاحف المتبادلة بين الفريقين. حديث الاذاعة 8- يغط الداود في النوم فيحلم انه جاء من البصرة في يوم 8 شباط وشاهد وتعانق مع احمد حسن البكر وطاهر يحيى في معسكر الرشيد. مع العلم ان البكر كان متواجداً في أبي غريب ثم الاذاعة في بغداد، ولم يذهب الى معسكر الرشيد، وطاهر يحيى ذهب الى معسكر الرشيد صباح يوم 8 شباط، ولم يستطع الدخول وعاد أدراجه الى الاذاعة، فصح النوم يا ابراهيم يا داود... اما عن نقل عبدالكريم قاسم من أمام قاعة الشعب من باب المعظم فقد جرى على دبابتين تحت قيادة محمد مجيد. وكان برفقته المهداوي والعميد طه الشيخ احمد والملازم كنعان الذي قام بقتل الرائد محمد علوان والذي عين آمراً للانضباط العسكري في باب المعظم قبيل استسلام قاسم والمرافق قاسم الجنابي، انا لم اسمع ان الداود كان حاضراً في الاذاعة وكل ما قاله لا يعتد به مع العلم انني جئت الى الاذاعة صباح الاحد 10 شباط وشاهدت الكثير من الضباط ولم يكن الداود بينهم. 9- محاولة الانقلاب في 17 تموز لا توجد شكوك بأن ابطالها الحقيقيين هم النايف والداود وسعدون غيدان وليس هناك من مبرر لهم لإشراك البكر والبعث الا تخوفهم وعدم ثقتهم بالنفس، خصوصا وان عبدالرحمن عارف كان ينوي اقالة طاهر يحيى واستقدم محسن حسين الحبيب السفير في اليابان وكلفه تشكيل الوزارة، لكنه اعتذر بعد تكليفه ببضعة ايام لأنه تعرض لضغوط هدفها إدخال بعض العناصر في وزارته ومنهم السيد ناصر الحاني السفير في بيروت. فالناس في بغداد وانا منهم كنا نتوقع البيان الأول الذي اذاعه حردان التكريتي في الساعة السادسة من صباح الخميس 17 تموز 1968. 10- اما ما جاء من سرد للداود عن قصة الطيار حامد عبدالجبار الضاحي ووفاته في اميركا فهو عارٍ عن الصحة واختلطت روايته مع رواية الطيار شاكر محمود مع الاختلاف الكبير بينهما. فموت الضاحي بخطأ تفريغ مسدس في العتاد وكان اشتراه من بعض بائعي الأسلحة حيث تباع الأسلحة من دون ترخيص في بعض مناطق اميركا، وكان قد اعده لصيد بعض الطيور. وكان بصحبة بعض العراقيين الذين أفهموه بعدم جواز ضرب الطيور إلا بأمر، وعندما قام بتفريغ العتاد انطلقت رصاصة بالخطأ وأصابته في مقتل. وثبت ذلك في مجلس تحقيق اقامه الملحق العسكري في واشنطن العقيد محمد طيب كشمولة، أما الضابط الآخر فهو الملازم الأول الطيار شاكر محمود الذي تعلقت به امرأة اميركية واحبته حباً جنونياً وطلبت منه الزواج، لكنه افهمها انه متزوج وله ثلاث بنات صغار، لكن ذلك لم يثنها عن حبها له فاشترت له سيارة ورافقته في رحلة الى اوروبا عند عودته من اميركا، وزارته مرة في بغداد محاولة تطبيق زوجته الأولى وتعهدها بتربية بناته الثلاث بأرقى المدارس في العالم في المكان الذي يريده، اذ كانت غنية جداً وكانت طيارة سابقة وصاحبة منتدى ليلي، وعندما لم يوافق تركته وعادت الى اميركا، لكن جنون الحب أعادها مرة ثانية الى بغداد. وكانت مصممة في داخلها على اقناعه أو قتله، واستأجرت غرفة في شقة يديرها ابن صاحب فندق بغداد وقتلته أو انتحر وعثر على رسالتين، واحدة منها تصف حبها له واقناعه بتطليق زوجته والثانية منه يعترف بأنه انتحر وبتوقيعه الذي قد يكون أخذ منه عنوة وبحال من السكر، وسافرت في اليوم نفسه ولم تكتشف الجثة إلا بعد مرور اكثر من ثلاثة أيام اذ تغيب الطيار عن وحدته واهله فبدأ التفتيش عنه حيث عثر عليه في الغرفة التي استأجرتها. وقمنا بتشكيل مجلس تحقيق وأوقف ابن مدير فندق بغداد وتم استقدام الملحق العسكري الاميركي مرات عدة أمامي وأمام المجلس التحقيقي وابلاغ الشرطة الجنائية بإلقاء القبض على القاتلة. وأفاد بعض التقارير بانتحارها، ولم يطلق سراح ابن مدير الفندق لمدة تزيد على ثلاث سنوات ولا أعرف كيف انتهت القضية، اذ تم اعتقالي ثم خروجي من السجن وكان ابن مدير الفندق لا يزال في الاعتقال. واما ما قاله الداود عن هروب الطيار منير روفا الى اسرائيل في زمن عارف عبدالرازق وانه كان طيار هليكوبتر، فكيف يستطيع طيار هليكوبتر الطيران بطائرة ميغ 21، مع العلم ان هروب الطيار منير روفا جرى في آب اغسطس 1966 وتركت القوة الجوية بتاريخ 5/9/1965، أي بعد 11 شهراً من خروجي من القوة الجوية، لكن الداود لا يزال يغط في نومه. جاسوس ولوائح 11- اما قصة المدعو ناجي العاني الطيار في الخطوط الجوية المدمن السكر والقمار، فقد قامت الخطوط الجوية بفصله فأوهم النايف والداود أنه فصل بفعل اسرائيل واخبرهم انه يستطيع الذهاب الى اسرائيل، ويقال انه دخل اسرائيل وليس ذلك بغريب، لكن الغريب ان الطيار العاني قدم قائمة بأكثر من خمسين عراقياً، قال ان الموساد اخبرته بأنهم عملاء ويستطيع التعامل معهم. فيا للسذاجة، كيف يستطيع أي شخص ان يدخل اسرائيل ويعرض خدماته عليهم ويحصل على قوائم بأسماء العملاء بهذه السرعة وهذه السهولة؟ لكن النايف صدقه وقام بمراقبة الاشخاص الذين وردت اسماؤهم في القائمة وأوقف بعضهم ولبثوا في السجن مدة واطلق سراحهم لعدم ثبوت الأدلة. وقد اوهمهم العاني باستدراج أحد دائنيه وهو سوداني الجنسية الى بغداد لإيفاء دينه وألقى القبض عليه وأوقف في الحرس الجمهوري بإشراف الداود الذي باشر تعذيبه حتى فارق الحياة كما علمت في حينها، اما ما يقوله الداود عن شريكه سعدون غيدان فكيف اشركه معهم وكان الثالوث لهم! 12- ما قاله عن ارتشاء الفريق طاهر يحيى اشاعة لم تثبت لنا، فقد حاولنا التثبت من الاشاعة وكنا نراقبه بواسطة اجهزة الامن والاستخبارات، لذا وجبت عليّ تبرئة المرحوم طاهر يحيى، فالساكت عن الحق شيطان اخرس. 13- يغط الداود في مستنقع الكذب ويقول انه تقرر ارسال جحفل اللواء العشرين الى بيروت لتعزيز موقف كميل شمعون، بينما الحقيقة تقول ان اللواء العشرين ارسل لاستبدال اللواء اعتقد انه كان الرقم 3 أو 4 بقيادة العميد هادي علي رضا، الذي كان يرابط في الأردن تنفيذاً لقرار حكومة الاتحاد الهاشمي بين العراقوالأردن والتي ارتأت مرابطة جحفل لواء عراقي في الأردن مع سرب طائرات نتيجة العلاقة التي نمت بين العراقوالأردن وكان اللواء بقيادة العميد هادي علي رضا ويتكون من لواء مشاة وكتيبة مدفعية وسرية دبابات بقيادة المقدم عدنان محي الدين الخبال وفوج آلي بقيادة العقيد عبدالكريم فرحان. حرب 1967 14- يقول الداود ان حرب 67 هزت مشاعره وذهب الى الرئيس عبدالرحمن عارف وكان في اجتماع مع مجلس الوزراء وخاطبه ماذا جرى يا أبا قيس هل ماتت الغيرة فينا وانه سيتحرك على طريق اعالي الفرات للذهاب الى الجولان لمعاونة الجيش السوري وان الوزراء هبوا وعانقوه. ما هذا الهراء؟ وما هذا … يا داود وهل الطريق الى الجولان يمر من عانه وليس من طريق H3 - ضمير - دمشق. والحقيقة تقول ان ارسال جحفل اللواء الأول مع قطعات اخرى من الجيش العراقي تنفيذاً لقرار القيادة العربية التي يرأسها علي علي عامر ورئيس ركنه الفريق عبدالمنعم رياض الى الأردن في حالة وقوع حرب مع اسرائيل، ونظراً الى تأزم الوضع السياسي ارتأى القائد العربي علي علي عامر البدء بتحشيد القطعات العربية، ولم يوافق الأردن على دخول قطاعات عراقية قبل بدء الحرب، فقد اعدت الخطة لإرساله الى دمشق فالجولان عن طريق H3 - ضمير - دمشق، لكن موافقة الأردن على دخول قطاعات عراقية في 31/5 التي أبلغ العراق بها السيد زكريا محي الدين في اليوم ذاته والتي طلب المزيد من القطعات غيّرت الخطة من الذهاب عن طريق سورية الى الدخول عن طريق الأردن. وقد أفرج عني وعن بقية المشاركين في 30 حزيران مساء الاربعاء 31/5 وعندما نشبت الحرب التي بدأتها اسرائيل في صباح يوم 5 حزيران، ذهبت الى قيادة القوة وأبديت تطوعي في المكان الذي يختارونه. وبعد المداولة مع الرئيس عبدالرحمن عارف وافق ان ارسل لقيادة القوة الجوية العراقية من مقر القيادة العربية في عمان. وبدأت التنقل حال تسلمي الأمر بسيارة مساء اليوم نفسه وبعد خروجي من الرمادي باتجاه الرطبة كان هناك اكثر من الف عجلة ودبابة تنتقل على طريق منفرد من بقايا اعمال شركة النفط العراقية في عام 1938 ما أعاق سيرنا لصعوبة تجاوز كل هذا العدد من الآليات فوصلت عمان صباح 6 حزيران، ولم يكن هناك ممثل للجيش العراقي والقوة الجوية - كانا غائبين - وهما العميد محمد عريم والمقدم الطيار حسين حيادي فأنبت عنهما في لقاءاتي مع عبدالمنعم رياض والذي عرفته عند وضع الخطط مع محمد مجيد ومحمد عريم. وبعد وصولي اتصل بي اللواء خليل ابراهيم محمود آغا، وقال ان جحفل لوائه ناقص كتيبة ضد الجو. وقد وصل الى المفرق ويريد معرفة واجباته. وبعد المداولة مع عبدالمنعم رياض ابلغته أن واجبه سيتسلمه من ضابط برتبة مقدم في الجيش الأردني واعطيناه اسم الضابط ورقم السيارة التي تقله. وكان لواء المشاة الأول طليعة الجيش العراقي غير ان الموقف العسكري الاسرائيلي وعدم مقاتلة الجيوش العربية جميعها ومباشرتها الانسحاب ثم الهزيمة لم تمهل القوات العراقية الوقت للدخول في المعركة. لقد أطلقت يا داود لنفسك الخيال وعنان الكذب فتقول أنك ارتأيت ارسال طائرتين الى الأردن عادت واحدة ولم تعد الأخرى، فكنت القائد العام وقائد القوة الجوية، والحقيقة كلها تخالف تخريفاتك، فقد اشتركت في اليوم الأول طائرتان "TU16" ولم تعد احداهما بقيادة المرحوم الطيار محمد حسن و14 طائرة "هنتر" عادت جميعها سالمة وكذلك في اليوم الثاني وقد أسقطت لنا 3 طائرات "هنتر" و3 طائرات "ميغ" مع بعض الأضرار في بعض الطائرات في مطار H3 فقررت ارسال الطائرات الى الحبانية، وفي اليوم الثالث تطلب الموقف اشراك 12 طائرة هنتر وبينما كانت تعيد الإملاء هاجمتها 8 طائرات "ميراج" و"فوتور" وكان لنا دورية للحماية اثناء التزود بالوقود واشتركت في القتال مع الطائرات المغيرة اسقطنا فيها 4 طائرات عثرنا على حطامها وقد تمكن طياران اسرائيليان من القفز بالمظلة وأُخذا أسيرين. وأسقطت احدى طائراتنا ال"هنتر" بقيادة الطيار المرحوم غالب عبدالحميد، وقد أفاد أحد الطيارين باسقاط طائرة خامسة لكننا لم نعثر على حطامها فلم يتم تسجيلها، فحكايتك عن الوقائع تخريف في تخريف. فلماذا كل هذه الروايات؟ 15- واخيراً وليس آخراً في قوله عن العقيد عرفان عبدالقادر وجدي انه اصطحب كيساً مملوءاً بالدشاديش فهي من السخف والكذب ما يجعلها لا تستحق التعليق أو الرد. والآن عزيزي القارئ أقول لك بصدق انني ترددت كثيراً في التعقيب على روايات الداود … لكن حرصي على بيان بعض الحقائق وليس كلها جعلني أخط هذه الكلمات علّني أُضيء بعض شموع الحقيقة أمامك لترى الصح من الكذب والقرار قرارك في من تصدق. 16- يقول الدكتور عبدالجبار الضاهر في تعقيبه على الداود ان محاولات عدة من القوميين استهدفت عبدالكريم قاسم وعلى سبيل المثال لا الحصر محاولة عبدالسلام عارف ومحاولة العقيد أحمد حسن البكر ومحاولة صالح مهدي عماش ومحاولة رشيد عالي والشواف والشيوعيين عام 1959 ومحاولة مدحت الحاج سري. وقال ان عارف عبدالرزاق فكر بالتخطيط لانقلاب جديد على عبدالكريم قاسم فور الافراج عنه، للوصول الى السلطة، وهو هدفه الوحيد. أود ان اعترف انني حاولت اكثر من مرة التخلص من عبدالكريم قاسم والشيوعيين لأني احملهم سبب انتكاسة الأمة العربية وخذلانها في عدم اتمام وحدتها والتي كانت هي الهدف الوحيد لثورة 14 تموز 1958، فاعلم ايها الدكتور الضاهر ان عمك عبدالكريم قاسم هو الذي خان الثورة وتآمر عليها وكان لا بد من قيامنا بالمحاولة لإعادة الثورة الى هدفها، أما ما يتعلق بالعفو والرحمة التي يعتقد الضاهر ان عبدالكريم قاسم ابداهما حيالنا فاعلم يا دكتور ان الجيش ليس بستاناً لعبدالكريم يستخدم فيه من يشاء وعليهم الطاعة والاخلاص له. ان الجيش يتلقى دعمه من الشعب وسلاحه وماله من عرق الشعب فهو الركيزة لحماية الشعب من عبث الحاكمين والسير بهم في طرقات مظلمة لا نور فيها إلا مصلحة الحاكم. أما عودتنا الى الجيش والقوة الجوية بالمرسوم الجمهوري بإعادة عدد من خيرة ضباط الجيش العراقي فكان اسمي من بنيهم ولم يكن ذلك شفقة أو عطفاً علينا، بل لكفاءتنا وليوازن بينهم وبين الشيوعيين كما أفصح عبدالكريم علانية لنا في اجتماع معه ضم كاتب هذه السطور والعميد عبداللطيف الدراجي والعقيد عبدالكريم الفرحان والعقيد محمد مجيد والرائد الطاير حردان التكريتي وسكرتيره الخاص المقدم جاسم كاظم العزاوي وتعهد بإعادة حقوقنا، لكنه حنث بتعهده فحرمني من الترقية لمدة سنة ونصف السنة حتى ان اعضاء مجلس الترقية عندما كانوا يرشحونني كان عبدالكريم يشطب اسمي من الترقية، أما ما جاء في سردك للمحاولات فأغلبها عار عن الصحة وان المحاولات الحقيقية هي غير ما قلت. لقد رجوتك أيها الدكتور في رد سابق ان تسلك الدقة في كتاباتك، لكنك لم تعترف انك لا تزال تسبح في غيك وبهتانك.