سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
منسق الأمم المتحدة فوجئ بقول الأسد له انه يعرف مكان وجود المفقودين والأسرى الاسرائيليين لدى "حزب الله". لارسن : سورية ترغب في معاودة المفاوضات مع اسرائيل شالوم : عليها اقفال مكاتب الفلسطينيين والانسحاب كلياً من لبنان
شكك وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم في صدقية نيات سورية معاودة مفاوضات السلام مع اسرائيل. وكان شالوم يعقب بذلك على قول منسق الأممالمتحدة للشرق الأوسط تيري رود لارسن العائد من زيارة الى دمشق حيث التقى الرئيس بشار الأسد، انه شعر خلال اللقاء بأن ثمة رغبة واهتماماً صادقين للعودة الى طاولة المفاوضات. وقال شالوم ان اسرائيل مستعدة لإطلاق "مفاوضات جدية" مع سورية والتوصل الى سلام معها، لكنها ترفض قطعاً الشرط السوري المسبق باستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها، مضيفاً شرطين أولهما قيام دمشق بإغلاق مقار فصائل المعارضة الفلسطينية فيها وانسحابها من لبنان "تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 425". وقال لارسن للاذاعة العامة الاسرائيلية انه لمس، خلال لقائه الرئيس السوري بشار الأسد قبل اسبوع، رغبة واهتماماً صادقين للعودة الى طاولة المفاوضات مع اسرائيل وانه خلافاً للماضي فإن سورية لا ترى نفسها جزءاً من "خريطة الطريق" الدولية "التي هي شأن اسرائيلي - فلسطيني"، لكنها معنية بإجراء مفاوضات منفصلة، مضيفاً انه لم يتناول مسألة الوجود السوري في لبنان. من جهتها كتبت صحيفة "معاريف" العبرية على صدر صفحتها الأولى، نقلاً عن لارسن انه حمل رسالة من الرئيس السوري تدعو اسرائيل الى استئناف المفاوضات المباشرة المتوقفة منذ مطلع العام 2000. وقالت ان تل ابيب تلقت تفاصيل أولية عما دار في لقاء الأسد - لارسن وتبلغت ان الرئيس السوري معني بمفاوضات على غرار تلك التي جرت في شيبردزتاون الاميركية في حضور الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون. وزادت ان الأسد فاجأ ضيفه عندما أبلغه رداً على سؤال ان سورية تعرف مكان وجود الأسرى والمفقودين الاسرائيليين في لبنان، ولدى "حزب الله"، وانه على استعداد للدخول في مفاوضات مع اسرائيل حول هذه المسألة في مقابل افراج اسرائيل عن معتقلين سوريين ولبنانيين وفلسطينيين، مضيفاً ان بعض المفقودين الاسرائيليين ما زال على قيد الحياة. ووفقاً للتسريبات ذاتها فإن الرئيس السوري يستخف بالتهديدات الاميركية ويبدو واثقاً بقدرته على صد الضغوط الاميركية متوقعاً ان تتراجع في المستقبل القريب "فالاميركيون لهم قدم واحدة في النار العراقية، ومع كون الثانية في خريطة الطريق، فإننا سنضرم النيران في المنطقة ما بين القدمين". ورفض وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم اعتبار تصريحات لارسن رسالة جديدة من سورية تبتغي فتح صفحة جديدة مع الدولة العبرية، واتهم الرئيس السوري بالتحدث "بأكثر من لغة" وبازدواجية. وقال شالوم لاذاعة الجيش امس ان اسرائيل لا يمكنها استئناف المفاوضات ما دامت دمشق تصر "على ايواء تنظيمات الارهاب" وعلى شرط استئنافها من حيث توقفت. وقال ان اسرائيل تطالب سورية بالانسحاب التام من لبنان والسماح للجيش اللبناني بالانتشار في الجنوب "لا ان تواصل استخدام حزب الله أداة وكأننا على وشك الحرب أو ذراعاً عسكرية لتهديد اسرائيل"، زاعماً ان دمشق تواصل تدريب عناصر "المنظمات الارهابية" فيما يشكل مطارها مصدراً لنقل الأسلحة من ايران الى "حزب الله" و"طالما لم تتبدل هذه الظروف، فإن اسرائيل لن تسمح لنفسها بالبدء في المفاوضات". ورداً على سؤال لمحاورته عما إذا كان مستعداً للقبول بمبدأ الانسحاب الكامل من الجولان السوري المحتل في مقابل سلام شامل مع سورية، قال شالوم ان المسألة ليست مطروحة الآن على بساط البحث "لكنني اعتقد بأن ذلك غير ممكن"! واعتبر شالوم حديث سورية عن المفقودين والاسرى الاسرائيليين "استفزازاً لمشاعر عائلاتهم" زاعماً انه جزء من حرب نفسية تشنها منذ وقوع هؤلاء في الأسر اللبناني. ونقلت الاذاعة الرسمية عن أوساط سياسية رفيعة المستوى في تل ابيب اعتبارها "رسالة الأسد" مناورة جديدة لاسترضاء واشنطن بهدف تخفيف الضغوط عنه، مستغربة الصمت السوري لسنوات كثيرة عن مصير الأسرى والمفقودين "ما يؤكد ان الرئيس السوري ليس جدياً في قوله انه معني بالعودة الى طاولة المفاوضات".