أكد مصدر سوري مسؤول مساء أمس الثلاثاء ان الموقف السوري من استئناف مفاوضات السلام مع اسرائيل لا يتضمن اي شروط مسبقة لكنه يتمسك في الوقت نفسه بالبناء على ما تم انجازه بما في ذلك وديعة رابين، في حين أعلنت القاهرة في وقت سابق أمس إثر القمة المصرية السورية في شرم الشيخ إن دمشق لم تعد متمسكة بالوديعة. وتطالب سوريا باستعادة مرتفعات الجولان الذي احتلتها اسرائيل عام 1967 وضمتها عام 1981. وقبل رئيس الوزراء الاسرائيلي القتيل اسحاق رابين بهذا لكن اغتياله على أيدي المتطرفين اليهود عطل مشروع السلام مع سوريا. ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن المصدر المسؤول تأكيده على ثبات الموقف السوري ازاء استئناف مفاوضات السلام والبناء على ما تم انجازه بما في ذلك (الوديعة)، مشددا على أن الموقف السوري لا يتضمن اية شروط لاستئناف المفاوضات وانما يؤكد على الهدف الذي هو السلام وتوفير متطلباته، دون مزيد من التوضيح. ويأتي هذا التصريح في اعقاب تصريح المتحدث باسم الرئاسة المصرية ماجد عبد الفتاح عقب القمة المصرية السورية في شرم الشيخ ان اسرائيل تعرف تماما ما هو المطلوب وسوريا قالت انها غير متمسكة بوديعة رابين ولا بما تم الاتفاق عليه في المفاوضات السابقة فلا بد ان تحذو اسرائيل حذو ذلك. وتتعلق وديعة رابين بالالتزامات التي تعهد بها رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق رابين وابلغها الى الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون في 1994. وتؤكد سوريا انها تتعلق باقامة علاقات طبيعية بين البلدين مقابل اعادة كامل هضبة الجولان المحتلة سنة 1967. واضافت سانا ان الرئيس الاسد اكد مجددا خلال المحادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك على موقف سوريا الثابت من عملية السلام وان اطلاقها يكون بالبناء على ما تم انجازه واستكماله وصولا الى السلام العادل والشامل الذي يعيد الحقوق كاملة من دون نقصان. واكدت الوكالة السورية ان الرئيس الاسد عبر .. عن هذا الموقف الذي لم يتغير الامر الذي يؤكد جدية سوريا في توجهها نحو تحقيق السلام العادل والشامل المستند الى قرارات الشرعية الدولية والذي ينهي الاحتلال لانه لا يتفق مع السلام. وتابعت ان مباحثات القمة السورية المصرية تناولت تطورات الاوضاع في العراق ونتائج المؤتمر الدولي حول العراق الذي عقد في شرم الشيخ في 23 من الجاري. واكدت سانا ان الرئيسين اتفقا على استمرار التشاور والتنسيق بين البلدين الشقيقين ازاء القضايا المطروحة. من جانبه، اكد المتحدث باسم الرئاسة المصرية ماجد عبد الفتاح عقب محادثات استغرقت قرابة ساعتين بين الرئيسين السوري بشار الاسد والمصري حسني مبارك في شرم الشيخ ان الوفد المصري الذي سيزور فلسطينالمحتلة اليوم الاربعاء سيطلب من اسرائيل ان تستجيب بدون شروط مسبقة للعرض السوري باستئناف المفاوضات. واكد عبد الفتاح للصحافيين ان سوريا اعربت عن استعدادها لبدء مفاوضات مباشرة مع اسرائيل بدون شروط مسبقة ومصر لم تعرض وساطة ولكنها اكدت دعمها لهذا التوجه واذا كان هناك شئ يمكن ان نفعله سنفعله. وقال لا نستبعد ان يكون (المسار السوري) جزءا من المفاوضات التي سيجريها اليوم في اسرائيل وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ومدير المخابرات العامة اللواء عمر سليمان مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ووزير الدفاع شاؤول موفاز ووزير الخارجية سيلفان شالوم. واضاف المسؤول المصري: لم يطلب الرئيس بشار من مصر القيام بدور محدد ولكن المفاوضات بين اسرائيل وسوريا واردة في خريطة الطريق وهناك استعداد سوري الان لبدء هذه المفاوضات بدون شروط مسبقة ومصر ترى ضرورة ان تستجيب اسرائيل لذلك وبدون شروط مسبقة ايضا. وقال عبد الفتاح ان اسرائيل تعرف تماما ما هو المطلوب وسوريا قالت انها غير متمسكة بوديعة رابين ولا بما تم الاتفاق عليه في المفاوضات السابقة فلابد ان تحذو اسرائيل حذو ذلك. وأضاف: سيكون هناك قدر من التفاوض بشكل او باخر حول امكانية استئناف المفاوضات عى المسار السوري ولكن ليس هذا الموضوع هو الهدف او المحور الرئيسي لهذه الزيارة موضحا انها كانت مخططة من قبل بهدف دفع عملية السلام على المسار الفلسطيني. وكان الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد اكد ان رئيس الوزراء الاسبق اسحق رابين تعهد شفهيا خلال مفاوضات اجريت مع سوريا قبل اغتياله في 4 تشرين الثاني نوفمبر 1995 بالانسحاب من الجولان السوري المحتل الى خط الرابع من حزيران يونيو 1967 مقابل تطبيع كامل للعلاقات مع سوريا. وأقرت الولاياتالمتحدة بهذا لكن اسرائيل حاولت التشكيك في صحة الرواية. وسعى منسق الاممالمتحدة من اجل السلام في الشرق الاوسط تيري رود لارسن لاقناع اسرائيل بجدية المبادرة السورية من اجل استئناف مفاوضات السلام بدون شروط، متحدثا امام لجنة في الكنيست الاسرائيلي. وقال رود لارسن للصحافة في ختام لقاء مع اعضاء لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست دعي خلاله لالقاء كلمة: ثمة فرصة الآن وقد تزول سريعا، هناك فرصة وينبغي اغتنامها، الرئيس السوري مد اليد لاسرائيل من اجل العودة الى طاولة المفاوضات بدون شروط مسبقة. وتساءل الموفد الدولي: اعرف ان البعض (من الاسرائيليون) يقولون انها مناورة، حسنا، لكن لماذا لا يحاول من يدعمون هذا الموقف ان يختبروا ذلك؟. وكان رود لارسن اعلن في 24 تشرين الثاني نوفمبر في دمشق بعد لقاء مع الرئيس السوري ان: الرئيس بشار الاسد اكد لي اليوم انه يمد اليد الى نظيره الاسرائيلي وانه مستعد للجلوس الى طاولة المفاوضات بدون شروط. وردت اسرائيل بتحفظ على هذه التصريحات فقال وزير الخارجية سيلفان شالوم ان على سوريا ان تضع حدا لما تعتبره اسرائيل دعما للتنظيمات الفلسطينيةواللبنانية المعادية لها. وتتهم اسرائيل سوريا بمساندة حزب الله الشيعي اللبناني الذي يهدد حدودها الشمالية وبايواء مكاتب لحركتي حماس والجهاد الاسلامي الفلسطينيتين في دمشق. واوضح المتحدث باسم الحكومة المصرية من جهة ثانية ان محادثات مبارك والاسد تطرقت كذلك الى الملفين الفلسطينيوالعراقي. وقال ان الرئيسين بحثا سبل توحيد الصف الفلسطيني بعد رحيل ياسر عرفات بما في ذلك اجراء الانتخابات الرئاسية وباقي الانتخابات وسبل دعم هذا التوجه، اضافة الى تحقيق اكبر قدر ممكن من الوحدة داخل الشعب الفلسطيني من خلال الحوار بين الفصائل والمنظمات المختلفة. واكد عبد الفتاح ان سوريا تلعب دورا كبيرا مع مصر في تنسيق الحوار الفلسطيني الفلسطيني وفي انجاحه والوصول الى اهدافه السياسية. وتابع ان سوريا تبذل معنا جهدا مكثفا لاقناع الفصائل الفلسطينية بضرورة الجلوس على مائدة المفاوضات واقناعها بضرورة التوصل الى تصور سياسي موحد يقود الى بدء مفاوضات سياسية تؤدي في النهاية الي اقامة الدولة مشددا على ان هناك قناعة سورية بذلك وهذه القناعة تاكدت اليوم خلال محادثات القمة. كما أعلن ان سوريا تبحث اتخاذ اجراءات اخرى تطبيقا لقرار مجلس الامن رقم 1559 الذي يطالبها بسحب جيشها من لبنان والامتناع عن التدخل في شؤونه الداخلية. وكان عبد الفتاح يلمح على ما يبدو الى احتمال قيام سوريا بعملية اعادة انتشار جديدة لقواتها في لبنان. وردا على اسئلة الصحافيين حول ما اذا كانت القمة المصرية السورية تطرقت الى القرار 1559 قال عبد الفتاح: سوريا موقفها من هذا الموضوع واضح وتتعامل معه بقدر كبير من الواقعية والعملية وتم اتخاذ بعض الاجراءات التي تعرفونها ويجرى بحث اجراءات اخرى في هذا المجال. وقد تظاهر قرابة 250 الف شخص امس الثلاثاء في بيروت بدعوة من احزاب سياسية موالية لسوريا احتجاجا على القرار 1559. وردد جميع الخطباء من سياسيين وشخصيات دينية خاطبوا حشود المتظاهرين في وسط بيروت: اننا مع سوريا ومع رئيسها بشار الاسد. وقامت الاحزاب الموالية لسوريا ولا سيما حزب الله وحركة امل والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث (الحاكم في سوريا) في لبنان، بتعبئة المتظاهرين بدعم من الحكومة ونقلتهم مئات الحافلات من جميع المناطق اللبنانية. وتحدثت بعض الاذاعات المحلية عن 500 الف متظاهر، فيما افاد مصدر رسمي ان مئات الاف المتظاهرين نزلوا الى الشوارع، غير ان تظاهرة المليون التي وعد بها رئيس الوزراء عمر كرامي قبل اسبوع لدى عودته من دمشق لم تتحقق. وقدر مصورو وكالة فرانس برس الذين حلقوا فوق العاصمة في مروحيات تابعة للجيش اللبناني عدد المشاركين في التظاهرة بنحو مئتي الف، فيما يبلغ عدد سكان لبنان 3.5 ملايين نسمة. ورفع المتظاهرون صورا للرئيسين اللبناني اميل لحود والسوري بشار الاسد ورددوا شعارات مؤيدة لسوريا معتبرين ان الجيش السوري اعاد توحيد لبنان. كما رفعت يافطات كتب على بعضها: لا للقرار 1559 .. نعم للرئيس لحود .. نعم للعلاقات المميزة بين لبنانوسوريا. وتوجهت التظاهرة الى ساحة الشهداء حيث رفعت يافطة خضراء كتب عليها بالانكليزية القرار (الدولي) يشكل تدخلا في الشؤون الداخلية اللبنانية ويتناقض مع القانون الدولي. ويقول المنظمون ان هدف التظاهرة هو ان نثبت للعالم الغربي ان غالبية اللبنانيين تعارض هذا القرار الذي تم تبنيه مطلع ايلول سبتمبر بايعاز من واشنطن وباريس ويطالب ضمنا بعدم تدخل سوريا في الشؤون الداخلية اللبنانية وبحل ميليشيا حزب الله وبسحب القوات السورية المنتشرة في لبنان وعددها الحالي 14 الف عنصر. اللبنانيون يتظاهرون تاييدا لسوريا