أكدت مصادر يمنية متطابقة ل"الحياة" أن تنظيم "جيش عدن - أبين الإسلامي"، الذي تطارد القوات الحكومية أعضاءه بعد مقتل زعيمه خالد عبدالنبي وعشرة من أعوانه، في المواجهات مع قوات من الأمن والجيش الأسبوع الماضي في منطقة حطاط وجبل سرار محافظة أبين، كان بدأ في تنظيم شؤونه الداخلية في جبل يزيدي في منطقة يافع السفلى بمحافظة أبين، وشكل ما يشبه هيئات قيادية مكونة من مجلس شورى وهيئة قضائية للإفتاء في نشاطات التنظيم، وتسوية قضايا اعضائه بمعزل عن المؤسسات الحكومية، لأنهم يعتبرون السلطة اليمنية "خارجة على الإسلام". وأفادت المصادر أن القوات الحكومية اعتقلت حوالى 17 عنصراً في عملية حطاط وما تبعها من ملاحقات للفارين، وهم بالعشرات، وأن بين الموقوفين ستة عناصر ينتمون إلى تنظيم "القاعدة" كانوا ضمن عشرة متهمين فروا قبل نحو شهرين من سجن الأمن السياسي الاستخبارات في عدن. وبين هؤلاء المتهمون الرئيسيون بتفجير المدمرة الأميركية "كول" في عدن قبل نحو 3 سنوات. لكن أجهزة الأمن اليمنية لم تؤكد أو تنفِ معلومات عن اعتقال عدد من العناصر التي فرت من سجن عدن، فيما أكدت ل"الحياة" مصادر أمنية، طلبت عدم كشف هويتها، ان القوات الحكومية تنفذ حملة تمشيط لمناطق جبلية من أجل التأكد من خلوها من أي جيوب للمتطرفين. وتشارك فرق من الأمن المركزي والجيش في ملاحقة عشرات من الفارين في محافظتي أبين ولحج، كما تبحث فرق خاصة عن فارين ومطلوبين في مثلث محافظات شبوه ومأرب والجوف. وتحدثت المصادر عن اعتقال عشرات من المشتبه في علاقتهم مع ملاحقين. وكثّفت القوات وجودها لمنع القبائل من تأمين وسائل حماية لهذه العناصر. وفيما تفيد مصادر ان تنظيم "جيش عدن - أبين الاسلامي" تابع لتنظيم "القاعدة" وخليط من "الافغان" العرب واليمنيين وتنظيم "الجهاد الاسلامي"، تشير المصادر الأمنية إلى وجود لصوص وقطاع طرق ومطلوبين في جرائم جنائية كانت الجماعات المتطرفة تستعين بهم ك"مرتزقة" في تنفيذ مهمات تخريبية وارهابية. وهذه هي المرة الاولى التي تلجأ فيها العناصر المتطرفة الى الاستعانة ب"مرتزقة" واصحاب سوابق لتنفيذ نشاطاتها وربما شارك هؤلاء في الاعتداء على البعثة الطبية العسكرية الذي ادى الى جرح سبعة من عناصرها قبل اقل من اسبوعين. ويتوقع ان يستمع مجلس الوزراء اليمني اليوم، الى تقرير شامل عن الوضع الامني في البلد، ونتائج الحملة العسكرية على اوكار "جيش عدن أبين الاسلامي" والاجراءات التي اتخذتها وزارتا الدفاع والداخلية واجهزة الامن للقضاء على هذه العناصر وملاحقة الفارين.