شنت قوات يمنية مشتركة من الأمن والجيش أمس حملة اعتقالات ومداهمات طاولت إسلاميين في عدد من القرى والمناطق الجبلية في محافظة أبين شمال عدن. وحلقت طائرات هليكوبتر أمس فوق مناطق قريبة من منطقة حطاط وسلسلة جبال سرار، فيما قامت وحدات الأمن المركزي وقوات خاصة بمكافحة الإرهاب بتمشيط المنطقة التي شهدت مواجهات هي الأكبر والأعنف بين القوات الحكومة والجماعات الإسلامية المتطرفة الأسبوع الماضي، وأسفرت عن مقتل وجرح عدد من المطادين واعتقال العشرات، غير أن عشرات ايضاً من المطلوبين تمكنوا من الفرار. وينتمون هؤلاء إلى ما يسمى ب"جيش عدن - أبين الإسلامي" وتنظيم "الجهاد" ويقيمون علاقة مع تنظيم "القاعدة". ويسعى هؤلاء خصوصاً الى الثأر لزعيمي "جيش عدن" وال"القاعدة" في اليمن، أبو الحسن المحضار وأبو علي الحارثي، الاول اعدم بموجب حكم قضائي، والآخر قتل في مطاردة بصاروخ اصاب سيارته. وهناك معلومات لدى السلطات اليمنية عن وجود عناصر "إرهابية" أجنبية ضمن المجموعات المطاردة حالياً في الجبال والمناطق النائية في محافظة أبين والمحافظات المجاورة. وقالت مصادر أمنية في أبين ل"الحياة" أمس إن ملاحقة المطلوبين لم تنته، وان فرقاً خاصة من الأمن والجيش تطاردهم عبر عمليات دهم لبعض القرى، بحثاً عن الفارين الذي تعتقد أن عددهم يزيد على 40 مطلوباً. وتوقعت هذه المصادر أن تستمر العملية أياماً، وربما أسابيع وشهوراً، لكنها تعتبر ان "المهم اننا مصممون على تنظيف هذه المناطق من وبائهم والحد من خطر مخططاتهم الإرهابية ضد البلد ومصالحها وعلاقاتها مع العالم". وأكدت مصادر متطابقة ل"الحياة" ان الاعتقالات خلال الأيام الماضية طاولت العشرات، وان فريقاً يمنياً تدرب أخيراً في الولاياتالمتحدة يتولى التحقيق مع المعتقلين للحصول على معلومات تكشف الخلايا "النائمة" والعناصر التي تربطها علاقة بتنظيم "القاعدة" من اليمن. إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء اليمني عبدالقادر باجمال بأن حكومته "تكثف اجراءاتها لملاحقة العناصر المتطرفة والإرهابية بقوة ومن دون مواربة أو هوادة لاستئصال وباء الإرهاب من اليمن بشكل نهائي". وقال باجمال في تصريحات نشرتها صحيفة "الثورة" الحكومية أمس ان الحكومة ستواجه بقوة، انطلاقاً من التزامها واجباتها الدستورية والقانونية، كل مظاهر التخريب والإرهاب والإخلال بأمن المجتمع، ولن تتهاون مطلقاً في ملاحقة المتهمين والقبض عليهم وتقديمهم الى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع". ودعا باجمال جميع القوى السياسية والاجتماعية والأحزاب والمنظمات الجماهيرية إلى تحمل مسؤولياتها "في مواجهة وباء الإرهاب، وتعبئة الجهود من أجل استئصاله"، وطالب هذه القوى بأن "تتجاوز النظرة الضيقة والارتفاع إلى مستوى ما تفرضه مصالح الوطن العليا".