أكد مصدر أمني يمني ل"الحياة" ان قرار الافراج عن المعتقلين المتهمين بالتورط في المواجهات المسلحة مع الجيش في منطقة حطاط في محافظة أبين جنوب في آذار مارس الماضي، لا يشمل مهاجمي قافلة طبية عسكرية قتل أحد أعضائها. وقال المصدر ان المتهمين ينتمون الى مجموعة "حطاط - جيش عدن أبين الاسلامي"، ولن يفرج عنهم وسيحالون على المحاكمة بتهمة القتل وارتكاب جرائم ارهابية. وكان الرئيس علي عبدالله صالح أصدر أمراً بالافراج عن أحد أعضاء "جيش عدن" البارزين صالح حيدره منصور بعد أن أمضى 5 سنوات في السجن بناء على حكم قضائي صدر ضده ضمن مجموعة "ابو الحسن المحضار" الزعيم السابق ل"جيش عدن" الذي نفذ فيه حكم بالاعدام عام 1999 بتهمة خطف 16 سائحاً غربياً وقتل 4 سياح خلال دهم الجيش موقع احتجاز السياح في منطقة حطاط أواخر عام 1998. وقالت مصادر أخرى ل"الحياة" ان الحوار الذي تجريه لجنة العلماء مع عدد من زعماء "جبهة حطاط" وفي مقدمهم خالد عبدالنبي وشقيقه أحمد عبدالنبي وأبو مسلم العبادي الذين سلموا أنفسهم مطلع الشهر الجاري الى وسطاء من وجهاء ومشايخ محافظة أبين، لا يزال مستمراً على رغم أن السلطات لم تعتقل خالد عبد النبي ورفيقيه، فيما ألقت القبض على بقية عناصر الجبهة من أنصاره، ونجح خالد في تفاوضه مع السلطات بالافراج عن صالح حيدره منصور بعدما تعهد الالتزام بنتائج الحوار بين لجنة العلماء وزعيم المجموعة عبدالنبي. ولوحظ ان الافراج عن صالح حيدره تم بصورة استثنائية، وليس ضمن 150 معتقلاً متهمين بالارهاب. ومن المتوقع اطلاق سراحهم في رمضان، حسبما أكد رئيس لجنة العلماء القاضي محمود الهتار، وحسبما أعلن صالح الاسبوع الماضي. وأشارت هذه المصادر الى أن خالد عبد النبي يواجه ضغوطاً من أهالي المعتقلين الذين قتلوا في معارك مع الجيش في "مواجهة حطاط" في آذار الماضي، وهم نحو 13 قتيلاً. ويتهم هؤلاء عبدالنبي بأنه باع دمهم بعدما غرر بهم في مواجهات خاسرة ومعظمهم من الشباب العائدين من افغانستان والعاطلين عن العمل. وأشارت المصادر الى أن أحزاباً سياسية في المعارضة تلعب دوراً خفياً وخطيراً في تحريض أهالي ضحايا حطاط ضد خالد عبدالنبي، في محاولات بائسة لإفشال الاجراءات السلمية التي تتبعها الحكومة في احتواء العناصر الاسلامية المتطرفة التي تنتمي الى تنظيم "القاعدة" و"الجهاد الاسلامي" وتغيير مفاهيمها. الى ذلك أحرزت أجهزة الأمن اليمنية خلال الاسابيع الأخيرة تقدماً كبيراً في مكافحة الارهاب والعصابات المنظمة، فبعد كشفها عدداً من الخلايا الارهابية وافشال مخططاتها في مهاجمة مصالح غربية ويمنية، تمكنت من القبض على عصابتين مسلحتين في صنعاء وعناصر مطلوبة من المجرمين الخطرين أحدهم محكوم عليه بالاعدام.