كشفت مصادر يمنية حكومية معلومات عن العملية العسكرية التي نفذتها وحدات من الجيش وقوات خاصة بمكافحة الارهاب من الأمن المركزي الاسبوع الماضي، ضد عناصر متطرفة في منطقة حطاط وجبال سرار في محافظة أبين جنوب اليمن، وابلغت "الحياة" ان العملية لم تكن رداً على نصب هذه العناصر كميناً لقافلة طبية عسكرية قبلها بأيام وجرح 7 من طاقمها الطبي، وانما كانت مقررة منذ نحو شهرين. وأوضحت هذه المصادر ان حادث الاعتداء على القافلة الطبية عجّل بتنفيذ العملية العسكرية، اذ كان مقرراً لها ان تتم في وقت لاحق، علماً بأن اجهزة الأمن والاستخبارات اليمنية كانت ترصد تحركات هذه العناصر التي تطلق على نفسها تنظيم "جيش عدن - أبين الاسلامي" وتضم ايضاً خليطاً من عناصر تنظيمي "الجهاد" و"القاعدة"، بالإضافة الى بعض الشباب الذين يمكن وصفهم ب"المرتزقة" كانوا يقومون بمهمات مقابل مبالغ مالية، بينهم مطلوبون لأجهزة الأمن لارتكابهم جرائم تخريب وحوادث جنائية والتقطع لغرض السرقة. واكدت هذه المصادر ان زعيم المجموعة، ويدعى خالد عبدالنبي، قتل في المواجهة العسكرية مع قوات الجيش والأمن، وان أقارب له تعرفوا على جثته، كما قتل في المواجهات ايضاً بعض العناصر العرب، بينهم تونسي وجزائريان، وأدى تفحم بعض الجثث الى صعوبة تعرف اجهزة الأمن على هوية اصحابها حيث يسود اعتقاد بأن بعض هذه الجثث هي لعناصر أجنبية. واضافت انه يحتمل فرار بعض المسلحين ممن تبحث عنهم قوات الأمن والجيش في المنطقة والمناطق المجاورة لها بالإضافة الى محافظات اخرى. وأشارت المصادر الى معلومات مهمة أدلى بها المعتقلون في هذه العملية لفريق التحقيق اليمني، كما حصل على معلومات تؤكد استعانة العناصر الارهابية بعشرات من المرتزقة غير المنتمين اليها فكرياً وعقائدياً، وانما هم من اللصوص وقطاع الطرق المطلوبين والعاطلين عن العمل، للاستعانة بهم في تنفيذ بعض المهمات التخريبية وجمع المعلومات، كما حدث لقافلة الدائرة الطبية العسكرية. وأشارت هذه المصادر الى ان العناصر الارهابية في محافظة أبين منطقة حطاط هم عبارة عن مجموعات تنتمي لعدد من المحافظات منها أبين وشبوه والجوف وتعز والحديدة ولحج وغيرها، وليسوا كلهم من ابناء محافظة أبين، مشيرة الى ان اجهزة الأمن تمكنت خلال الأيام الثلاثة الماضية من اعتقال سبعة مطلوبين، ثلاثة منهم في محافظة لحج والآخرون كانوا متجهين نحو محافظة شبوه. ولفتت الى ان هذه المجموعات كانت تعد مخططاً كبيراً وخطيراً لتنفيذ عمليات ارهابية في اليمن انتقاماً من الحكومة اليمنية، بسبب اعدام زعيم "جيش عدن" السابق ابو الحسن المحضار قبل نحو 4 سنوات بحكم قضائي، ومقتل أبو علي الحارثي في مأرب مع 6 من مرافقيه بصاروخ اميركي العام الماضي، والشخصان من القريبين لأسامة بن لادن وينتميان الى تنظيم "القاعدة". واشارت الى ان من ضمن المخطط الارهابي لهذه المجموعة خطف أجانب والاعتداء على مصالح حيوية واستهداف مصالح غربية في اليمن بهدف احراج الحكومة اليمنية وابتزازها بمطالب، من ضمنها اطلاق معتقلين لدى اجهزة الأمن على خلفية حادثتي المدمرة الاميركية "كول" في عدن والناقلة الفرنسية "لمبرغ" في حضرموت، بالإضافة الى الإجراءات الأمنية التي ترتبت في ضوء حوادث 11 ايلول في اميركا، وتسهيل مغادرة بعض المطلوبين الاجانب من دون اعتقال، ووقف الملاحقات التي تشنها اجهزة الأمن، وتجميد التعاون الأمني بين صنعاء وواشنطن لمكافحة الارهاب. وفي هذا السياق اكدت ل"الحياة" مصادر متطابقة ان عناصر ضمن مجموعة بين حطاط وفي مقدمهم خالد عبدالنبي زعيم المجموعة الذين تسلموا جثة أبو علي الحارثي في صنعاء ومرافقيه، اقسموا على قبره بعد دفنه في مسقط رأسه، في محافظة شبوه شرق البلاد على ان يأخذوا ثأرهم بدمه من الحكومة والاميركيين. وقالت ان عملية المداهمة والاعتقالات التي شنتها القوات الحكومية في حطاط وجبال سرار، في محافظة ابين كان مقرراً لها ان تتم نهاية شهر حزيران يونيو الماضي، غير ان اعتراض القافلة الطبية العسكرية عجّل بتنفيذها.