أكدت مصادر يمنية متطابقة في أبين وصنعاء ل"الحياة" ان زعيم ما يسمى "جيش عدن - أبين الاسلامي" خالد عبدالنبي لا يزال على قيد الحياة ولم يُقتل في المواجهات التي وقعت في شباط فبراير الماضي بين المجموعات الاسلامية المتشددة التي يقودها وبين وحدة مكافحة الارهاب في الجيش اليمني في منطقة جبال حطاط في محافظة أبين جنوب البلاد وانه سلم نفسه الى السلطات اليمنية قبل يومين. وكانت السلطات اكدت أن خالد عبد النبي قتل في مواجهات وقعت بعد ايام على قيام عناصر متشددة باعتراض قافلة طبية عسكرية في المنطقة وقتل احد افرادها و جرح آخرين، وان جثته احترقت تماماً غير ان أقارب له تعرّفوا على الجثة وأكدوا بأنها له. وقالت المصادر أن زعيم "جيش عدن - أبين الاسلامي" القريب من تنظيم "القاعدة" سلّم نفسه الى السلطات المعنية في محافظة أبين قبل يومين ومعه شخصان آخران احدهما شقيقه احمد عبد النبي والآخر من ابرز قيادات هذه المجموعة بعد مفاوضات جرت عبر وسطاء مع السلطات اليمنية لبضعة اسابيع. وقالت هذه المصادر ان عبد النبي 35 عاماً، من ابناء محافظة أبين ربما أصيب بجروح طفيفة اثناء المواجهات في جبل حطاط وتمكن من الفرار مع عشرات من انصاره بينهم شقيقه احمد الذي كان ضابطاً في سلاح الطيران قبل ان ينضم الى شقيقه. وأضافت هذه المصادر بأن خالد كان على صلة بأجهزة الامن اليمنية خلال السنوات ا لماضية بعد اعدام زعيم التنظيم ابو الحسن المحضار اواخر عام 1999، واستعانت به في الحصول على معلومات استخباراتية حول نشاط اعضاء "القاعدة" و"جيش عدن - أبين الاسلامي" استفادت منها بشكل جيد في الحد من خطر هذه العناصر وتسهيل مراقبتها والقبض على عدد من افرادها خصوصاً وان خالد كان يشعر بالقلق من منافسة ابو علي الحارثي الذي قتل بصاروخ من طائرة تجسس اميركية في مأرب قبل نحو عام، على زعامة التنظيم. غير ان خالد شعر بعد مصرع الحارثي بأن الفرصة اصبحت مهيأة له لقيادة التنظيم ولم شمل عناصره، فحاول التفاوض مع السلطات الحكومية التي رفضت التعاطي معه الا باعتباره خارجاً على القانون ومطلوباً ومن معه للعدالة ودعته الى تسليم نفسه مع بقايا "الافغان اليمنيين والعرب" لكنه رفض، فواصلت اجهزة الامن مطاردته بعد محاولة انصاره احتجاز لجان الانتخابات النيابية التي جرت في نيسان ابريل الماضي في ابين وتهديده بارتكاب اعمال تخريبية في حال لم تطلق السلطات سراح المعتقلين في السجون على خلفية اجراءات مكافحة الارهاب ممن ينتمون الى "القاعدة" والكشف عن ملابسات اغتيال ابو علي الحارثي و6 آخرين من اعوانه كانوا في سيارته. واضافت المصادر بأن اجهزة الامن اعتقلت عدداً من اتباعه مطلع هذا العام واستعانت بوسطاء من أقاربه ووجهاء المنطقة لإقناعه بتسليم نفسه بلا شروط في مقابل خضوعه للتحقيق في التهم المنسوبة اليه وفي حال عدم ثبوتها سيتم الافراج عنه بحسب القوانين النافذة او تقديمه الى المحاكمة. لكنه رفض العرض الحكومي ولجأ الى جبال حطاط المعروفة بوعورتها وبدأ في تجميع انصاره حتى وقعت المواجهات في شباط فبراير الماضي وتمكنت القوات الحكومية من قتل نحو 15 مسلحاً وجرح آخرين واعتقال العشرات في ملاحقات استمرت حتى وقت قريب. وأشارت المصادر نفسها الى بيان صدر قبل اسابيع ونُسب الى تنظيم "القاعدة" في اليمن اعلن فيه وقف العمليات "الجهادية" ضد المصالح والرعايا الاجانب في اليمن والمصالح اليمنية بناءً على دعوة الرئيس علي عبدالله صالح في العيد الوطني في 22 ايار مايو الماضي التي وجهها الى العناصر المتطرفة من تنظيم "القاعدة" باعلان التوبة والتخلي عن الافكار المتطرفة والمغلوطة عن الدين الاسلامي الحنيف وترك العنف والارهاب، والعودة الى صفوف المجتمع والالتزام بالثوابت الوطنية بضمان حقوقهم الدستورية والقانونية. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة أن نحو 70 معتقلاً ممن حاورتهم لجنة العلماء والتزموا نتائج الحوار وثبت عدم تورطهم في جرائم او اعمال ارهابية سيتم اطلاقهم قبل بداية شهر رمضان.