واصلت قوات من الشرطة اليمنية، مدعومة بالمروحيات، حصارها أمس، لليوم الثاني على التوالي، لمنطقة جبل حطاط في محافظة أبين شرق مدينة عدن جنوبي اليمن، حيث يتحصن عدد من العناصر المشتبه بانتمائهم لجماعة "الجهاد الإسلامي". وأكدت مصادر السلطة المحلية في أبين أن مسلحين ينتمون إلى هذه المجموعة هاجموا قافلة طبية عسكرية السبت الماضي، مستخدمين الأسلحة الرشاشة وقذائف "آر بي جي"، مما أسفر عن جرح سبعة أشخاص، بينهم طبيب وخمسة من مساعديه. وأكد شهود أن تعزيزات جديدة من قوات الشرطة وصلت إلى المنطقة أمس لتضييق الطوق على المسلحين الذين أفاد بعض الأهالي أنهم يعسكرون في جبل حطاط، وهي منطقة جبلية وعرة، منذ مطلع نيسان ابريل الماضي. وفيما شوهدت مروحيتان تحلقان فوق المنطقة يومي الأحد والاثنين في طلعات استكشافية لتحديد أماكن اختباء العناصر، ندد المجلس المحلي في مديرية حبان بالهجوم على القافلة الطبية العسكرية، واعتبرها، في بلاغ رسمي، "عملاً إرهابياً". وأوضح البيان أن العناصر الذين تحاصرهم قوات الشرطة لا ينتمون إلى المنطقة ذاتها، وانما "قدموا إليها من مناطق مختلفة وبعيدة منذ أوائل نيسان ابريل الماضي، واتخذوا من جبل حطاط معسكراً لهم". وكانت قوات الشرطة منحت المحاصرين أول من أمس مهلة أربع وعشرين ساعة ليسلموا أنفسهم، واستخدمت مكبرات الصوت لمخاطبتهم، وانقضت المهلة في الثانية بعد ظهر أمس من دون أن تسجّل تحركات لاقتحام الجبل. ويرجح أن يستمر الحصار لمنع هروب أي من العناصر المطلوبة، خصوصاً أن السلطات تشتبه بأن بعض منهم على صلة بما كان يسمى "جيش عدن أبين الإسلامي" الذي تزعمه أبو الحسن المحضار الذي قاد خطف 16 سائحاً غربياً أواخر كانون الأول ديسمبر 1998 وانتهت العملية بمقتل ثلاثة من السياح واعتقال المحضار ومحاكمته وتنفيذ حكم الإعدام ضده في تشرين الأول اكتوبر 2000. وشنت السلطات خلال اليومين الماضيين حملة اعتقالات في أبين شملت العشرات من العناصر الإسلامية التي يشتبه بصلات لها مع جماعة "الجهاد" أو بعناصر مختفية تنتمي ل"جيش عدن أبين الإسلامي". ولم تكشف وزارة الداخلية هوية العناصر المسلحة التي هاجمت القافلة الطبية العسكرية.