اعتبر وزير الخارجية الاميركي كولن باول أمس ان الهجمات على القوات الاميركية في العراق غير منسقة، وان عناصر من نظام صدام حسين السابق و"مجرمين" يقفون وراءها. وقال باول لشبكة "اي بي سي" الاميركية الاخبارية رداً على سؤال عن هذه الهجمات: "لا نرى في ذلك امراً منظماً. في الوقت الراهن لا اعتقد انه بوسعنا القول انه تحرك على المستوى الوطني وضع تحت قيادة مركزية". واضاف "ما نراه، هو فلول نظام حزب البعث وبعض الانشطة الاجرامية والكثير من السارقين". وكان الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر نفى ايضاً أول من أمس ان تكون الهجمات ضد القوات الاميركية ناجمة عن استياء شعبي، واعتبر انه يوجد اشخاص في العراق "لا سيما من فلول النظام السابق، وقد يكونون ارهابيين من دول اخرى ... لا يقبلون نتيجة التدخل العسكري للتحالف". وأضاف انه "لم تتوافر بعد معلومات تؤكد ان مصدراً واحداً يأمر بشن هذه الهجمات". مشيراً الى "اننا لا نستطيع استبعاد هذه الامكانية. لكن يبدو حتى الآن انها عمليات ينفذها بشكل منفصل مؤيدون لصدام حسين. ولم نر بعد اي دليل يؤكد وجود قيادة مركزية" لهذه العمليات. وكان رئيس "المؤتمر الوطني العراقي" احمد الجلبي اعلن ان الرئيس العراقي السابق صدام حسين يقف وراء الهجمات التي تستهدف قوات التحالف في العراق واعمال التخريب التي تستهدف البنى التحتية في هذا البلد. وقال الجلبي في تصريح الى شبكة "سي ان ان" الاميركية: "لم تكن لصدام حسين خطة ذات صدقية ضد القوات الاميركية في العراق، لكن كانت لديه خطة لما بعد الهزيمة يقوم حالياً بتطبيقها". واضاف الجلبي في هذه المقابلة التي اجريت معه في بغداد "هناك عوامل تكشف انه تم وضع هذه الاستراتيجية حتى قبل بدء التدخل العسكري في العراق يعمل صدام على تطبيقها حالياً عبر ما تبقى من الموالين لنظامه". واورد الجلبي للتأكيد على كلامه "الهجمات التي تتواصل، وعثور القوات الاميركية على منشورات تعرض مكافآت لقتل العسكريين الاميركيين، كما لدينا معلومات عن نشاطات يقوم بها بعثيون في كافة انحاء البلاد مثل عقد اجتماعات وتحويل اموال...". ولفت الى ان "صدام ليس متورطاً شخصياً في كل هذه العمليات، الا انه يعطي الاوامر وهو يتخذ احتياطات هائلة لعدم كشف مكانه". من جهة اخرى، استقبل آية الله علي السيستاني في النجف الجلبي، وأكد مصدر في "المؤتمر الوطني" ان السيستاني اكد خلال اللقاء الذي دام اكثر من ساعة ضرورة ان يكون المجلس الدستوري الذي يقوم بصياغة الدستور العراقي الجديد "مجلساً عراقياً خالصاً يختاره ابناء الشعب العراقي". واضاف ان السيستاني والجلبي بحثا في "ضرورة ان يصدر بيان سياسي من الحكومة الاميركية يؤكد ان القوات الاميركية الموجودة في العراق هي قوات تحرير وليست قوات احتلال". كما زار الجلبي آية الله الشيخ اسحق فياض، احد كبار المراجع الشيعية في النجف.