رفض المرجع الشيعي البارز علي السيستاني المشروع الأميركي لتشكيل مجلس يكلف وضع دستور جديد للعراق، لافتاً إلى أولوية اجراء انتخابات عامة. واعترف الحاكم المدني الأميركي للعراق بول بريمر بأن قوات "التحالف" ستتكبد مزيداً من الخسائر، بسبب هجمات المقاومة، معرباً عن ثقته ب"اعتقال صدام حسين أو قتله". وشدد على أن احتمالات اعتقال الرئيس المخلوع كبيرة جداً، فيما نفذت القوات الأميركية حملات دهم واسعة أسفرت عن اعتقال ستين شخصاً. والعملية التي اطلق عليها "أفعى الصحراء" تغطي منطقة واسعة من الحدود مع إيران إلى شمال بغداد. وحاصر مئات من الجنود العراقيين السابقين لفترة ساعات القوات البريطانية في البصرة، ومنعوها من الخروج من مقرها العام هناك، تعبيراً عن غضبهم لعدم حصولهم على رواتبهم. وقتل أمس مدني عراقي وجرح جنديان من الشرطة العسكرية الأميركية في العاصمة العراقية، فيما رجح وفيق السامرائي أن يكون صدام مختبئاً في الصحراء قرب سامراء. وأكد استهداف منزله بقذيفة، وانه سيتعقب الرئيس السابق لهذا السبب. السيستاني وفي تطور لافت، اعتبر المرجع الشيعي البارز علي السيستاني أن سلطات الاحتلال "لا تتمتع بأي صلاحية في تعيين أعضاء مجلس كتابة الدستور"، مشدداً على أن "لا ضمان بأن يضع المجلس دستوراً يطابق المصالح العليا للشعب العراقي ويعبر عن وحدته الوطنية التي من ركائزها الأساس الدين الإسلامي الحنيف". وشدد السيستاني على أن مشروع المجلس الدستوري "غير مقبول من أساسه"، لافتاً إلى أولوية "اجراء انتخابات عامة كي يختار كل عراقي مؤهل للانتخابات من يمثله في مجلس تأسيسي لكتابة الدستور، ثم يجري التصويت العام على الدستور الذي يقره هذا المجلس". وأكد بيان للحوزة العلمية نشر أمس في النجف معارضة المرجعية الشيعية تفتيش النساء من قبل قوات "التحالف". ودعا البيان الذي وقعه عدد من المراجع الشيعية العليا، بينهم السيستاني، قوات "التحالف" إلى توقف الجنود عن تفتيش العراقيات، مشدداً على أن ذلك لا يحترم قواعد الشريعة الإسلامية ولا القيم والتقاليد الاجتماعية. في غضون ذلك أقرّ بريمر بأن القوات الاميركية والبريطانية في العراق ستتكبّد مزيداً من الخسائر، حتى القضاء على انصار صدام الذين يشنّون الهجمات على "التحالف". لكنه اضاف ان تلك القوات عازمة على اعتقال او قتل صدام ومؤيديه لفرض الامن والنظام. وفي تصريحات الى "هيئة الاذاعة البريطانية" بي بي سي قال الحاكم المدني للعراق: "احتمالات اعتقال صدام كبيرة جداً، سنعتقله، ومن المهم اعتقاله او قتله". وزاد ان الشكوك المحيطة بمصير صدام تتيح لأنصاره "ترهيب العراقيين" من خلال تأكيد انه سيعود هو واعوانه الى السلطة. وتابع: "هناك اشخاص من فلول النظام القديم، ما زالوا يحاربوننا، سنعتقلهم، واذا لزم الامر سنقتلهم كي نفرض الامن والنظام في هذا البلد. للاسف سنتكبد مزيداً من الخسائر البشرية، ولكن ليس هناك خطر استراتيجي على قوات التحالف". وذكر ان الهجمات التي تستهدف قوات "التحالف" تنفذها فلول حزب "البعث" و"ميليشيا صدام" وربما "متشددون من دول مجاورة" لكنهم لا يعملون كما يبدو تحت اي قيادة مركزية. ورفض بريمر انتقادات وجهت إلى ادارة الرئيس جورج بوش، فحواها غياب تصور لمرحلة ما بعد الحرب، وقال: "لدينا خطة ولكن يصعب تنفيذها". وتوقع تشكيل مجلس سياسي عراقي خلال 3 - 4 أسابيع، كخطوة اولى تمهد لتشكيل حكومة. ووصف مسعود بارزاني زعيم "الحزب الديموقراطي الكردستاني" لقاءه بريمر في صلاح الدين قرب اربيل بأنه "حقق نتائج ايجابية على صعيد تشكيل المجلس الدستوري والسياسي". وكان الحاكم المدني التقى السبت زعيم "الاتحاد الوطني الكردستاني" جلال طالباني في اليوم الأول من زيارته لكردستان. الى ذلك، قال وفيق السامرائي المدير السابق للاستخبارات العسكرية العراقية ان صدام يختبئ في الصحراء قرب سامراء شمال بغداد، مضيفاً: "انني ذاهب للبحث عنه". واتخذ السامرائي قراره اثر اطلاق نار على منزله ليل السبت الاحد مصدره انصار الرئيس السابق، كما قال لوكالة "فرانس برس". واكد ان منزله أصيب بقذيفة مضادة للدبابات.