الحملات الأميركية على المناطق السنية وعمليات الدهم المتتالية تضع الشيعة العراقيين في موقف حرج جداً، فاقتصار العمليات العسكرية على تكريت والموصل والرمادي وسامراء توحي كأنهم متواطئون مع الأميركيين الذين لديهم مخاوف من تطبيع العلاقات بين الطائفتين الاسلاميتين. وفيما اعتقلت القوات الأميركية أمس مساعد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي يشتبه بأن له علاقة بمقتل جنديين أميركيين في 9 الشهر الماضي، من دون مقاومة، أكد رئيس مجلس الحكم الانتقالي عبدالعزيز الحكيم ان المجلس يدرس تشكيل قوة أمنية من أحزاب "لها تجربة في مقاومة النظام السابق" مثل "البيشمركة" الكردية و"فيلق بدر" الشيعي تتولى بالتعاون مع الأميركيين المحافظة على الأمن. وأكد أبو بكر الساعدي، الناطق باسم قيادة "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" ل"الحياة" ان الشيعة في موقف حرج جداً، فالهجمات على مناطق السنة العرب توحي بأنهم يحرضون الاميركيين، كما ان الأمر قد يعطي انطباعاً بأن القوات الأميركية والشيعة متحالفان. لكن هادي العامري، الأمين العام ل"فيلق بدر"، الجناح العسكري ل"المجلس الأعلى" قال ل"الحياة" ان هناك هجمة اميركية على الأحزاب الاسلامية الشيعية، واضاف ان "الأميركيين يرون هذه الأحزاب جسر عبور الى ايران". وتشير معلومات الى وجود اتصالات اسلامية بين مراجع النجف ومراجع بغداد والرمادي لتقويض نفوذ صدام حسين والتصدي للهجمة الاميركية العلمانية على الاسلاميين شيعة وسنة. واتهمت أوساط شيعية الاميركيين والاسرائيليين بالعمل لدعم التيار المتطرف في الجانبين السني والشيعي لشرذمة الصف الاسلامي في العراق. في بغداد أعلن الجنرال مارك كيميت ان "قوات التحالف قامت بعملية مشتركة مع الدفاع المدني العراقي واعتقلت عمار الياسري مدير العمليات في مدينة الصدر الذي يشتبه في وقوفه ايضاً وراء المكمن الذي نصب لقوات التحالف في 9 تشرين الاول اكتوبر" وقتل فيه جنديان. واضاف خلال مؤتمر صحافي ان اعتقال الياسري في هذا الحي الشيعي الفقير من بغداد تم من دون مشاكل. وكان الجيش الاميركي اعلن أمس ان قواته اضاعت على الارجح فرصة الامساك بعزة ابراهيم الدوري، اليد اليمنى لصدام حسين، في حملة التفتيش التي جرت الثلثاء في الحويجة 45 كلم غرب كركوك. فيما أعلنت الشرطة العراقية ان حملة الدهم أسفرت عن اعتقال 150 عراقياً. عبدالعزيز الحكيم وأكد عبدالعزيز الحكيم الرئيس الدوري لمجلس الحكم الانتقالي، ان المجلس بدأ درس تشكيل قوة عراقية من الميليشيات الحزبية، خصوصاً الاكراد والشيعة، لمواجهة الوضع الامني المتردي. وقال في اول مؤتمر صحافي يعقده منذ تسلمه مهماته الاحد الماضي: "بدأنا محادثات لتأسيس تشكيلات جديدة أمنية من القوى المسلحة الحزبية من اجل استتباب الامن". وأوضح انه ستشارك في التشكيل الجديد "قوى كانت لها تجربة في مواجهة النظام السابق ولديها كادرات مؤهلة مثل البشمركة الميليشيا الكردية وفيلق بدر التابع للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي يرأسه الحكيم". وكانت صحيفة "واشنطن بوست" ذكرت أمس ان الولاياتالمتحدة قررت انشاء قوة شبه عسكرية مؤلفة من ميليشيات خمسة احزاب كبرى في العراق لمطاردة المهاجمين. وأوضحت ان قوة مكافحة الارهاب هذه التي ستضم بين 750 و850 مقاتلاً ستتعاون مع جنود القوات الخاصة الاميركية تحت امرة قيادة مركزية وستنتشر في البداية حول بغداد. واشارت الى ان الاحزاب الخمسة المتوقع ان تساهم في تشكيل القوة شبه العسكرية هي: "حركة الوفاق الوطني" و"المؤتمر الوطني العراقي" و"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" و"الحزب الديموقراطي الكردستاني" و"الاتحاد الوطني الكردستاني". واجتمع مجلس الحكم الانتقالي أمس مع رئيس الإدارة المدنية الأميركية في العراق بول بريمر لمناقشة الفساد. وتوقع بريمر ان الانتهاء من وضع القانون الذي يعالج هذه المشكلة آخر العام الجاري، وقال إنه "ما يزال هناك موظفون موالون لصدام حسين في مناصب حكومية". وأضاف ان قرار انشاء وحدة لمكافحة الفساد اتخذ لضمان شفافية الحكومة.