دانت المعارضة الاسلامية في باكستان امس، خطة مساعدات اميركية لباكستان قيمتها ثلاثة بلايين دولار، مكافأة للاخيرة على تعاونها مع الولاياتالمتحدة. واعتبرت ان المساعدات التي تعهد بها الرئيس الاميركي جورج بوش لنظيره الباكستاني برويز مشرف "عار على الامة ودليل على التبعية لواشنطن". وقال خورشيد احمد نائب رئيس الجماعة الاسلامية الباكستانية ان مشرف لم يحصل على شيء للشعب الباكستاني خلال اجتماعه مع الرئيس الاميركي في منتجع كامب ديفيد اول من امس. وأضاف احمد ان رفض بوش الافراج عن ثمانية وعشرين مقاتلة من طراز "أف -16" اشترتها باكستان في التسعينات "كان صفعة على وجوهنا". وأضاف ان "مشرف قدم كل دعم ممكن لما يطلق عليه الحرب على الارهاب وما الذي حصل عليه في المقابل. اقول لا شيء لشعب باكستان". واتهم احمد الرئيس الباكستاني بانتهاج سياسة جعلت باكستان "تابعة" لواشنطن. وقال انه ليس معروفاً كم من هذه الاموال سيذهب الى اعادة جدولة الديون وهي مسألة حيوية. ورأى انه "حتى اذا تم توجيه بليون دولار الى اعادة جدولة الديون سأظل اقول ان مشرف قدم تنازلات من دون مقابل يذكر". واقترح بوش خطة المعونات على مدى خمس سنوات، في مقابل مساندة مشرف للحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على الارهاب والتي يعارضها بشدة الاسلاميون الباكستانيون الذين صعدوا الى المرتبة الثانية بين الاحزاب في انتخابات أجريت في تشرين الاول اكتوبر الماضي. وسيوجه نصف مبلغ المعونة الى المعدات الدفاعية والامن. لكن بوش قال ان مشرف الح دون جدوى على الحصول على طائرات "أف -16". ولم يغفر الكثيرون في باكستان لواشنطن، رفضها تسليم إسلام آباد 28 طائرة حربية من هذا الطراز في التسعينات، بسبب مخاوف في شأن البرنامج النووي للبلاد. وما زالت الولاياتالمتحدة قلقة من اذكاء سباق التسلح في المنطقة حيث كانت باكستان على شفا حرب رابعة مع الهند العام الماضي. كوريا و"القاعدة" الى ذلك، اكد مسؤولون اميركيون عقب اجتماع مشرف وبوش ان الرئيس الباكستاني يدرك ان اي مساعدة تقدمها بلاده الى برنامج كوريا الشمالية النووي تعد امراً "غير مقبول". واضافوا ان مسألة المساعدة الباكستانية المزعومة لكوريا الشمالية نوقشت خلال المحادثات بين الرئيسين والتي اوضح مشرف خلالها "انه يعي ان اي نوع من الاتصالات في اي من المجالات العسكرية مهما كانت هي امر محرم". الى ذلك، اعترف الرئيس الباكستاني في مؤتمر صحافي مشترك مع بوش بأن اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ربما يتحرك بين افغانستانوباكستان. وقال ان "احتمال كونه بن لادن يتنقل بين الجانبين قائم بدرجة كبيرة". واعرب مشرف عن ثقته في ان الجيش الباكستاني الذي يعمل للمرة الاولى خلال اكثر من قرن في المناطق القبلية قرب الحدود، سيعثر على اي مسؤول في "القاعدة" يختبئ في المنطقة.