واشنطن - رويترز - ألقى الرئيس الباكستاني برويز مشرف باللوم على الهند في المأزق الذي يحول دون اجراء محادثات لإنهاء المواجهة بين البلدين، مشيراً الى ان خطر الحرب لا يزال قائماً. وفيما أغدق الرئيس جورج بوش الثناء على نظيره الباكستاني برويز مشرف، تعهدت واشنطن تقديم "نصف مكافأة" لأفغانستان على المساعدة التي تقدمها في الحرب على الارهاب. وسئل مشرف في مقابلة على شاشات التلفزيون الاميركي لماذا لا يجري البلدان حواراً في شأن الحشد العسكري الهائل للقوات على حدودهما فقال ان ذلك يرجع الى "تصلب الهند وعنادها". وأضاف: "اننا لا نتحدث الى بعضنا بعضاً مباشرة لكن كلاً منا ربما يتحدث الى الآخر عبر الوزير كولن باول". وقال الرئيس الباكستاني الذي كان يتحدث بعد اجتماع مع الرئيس الاميركي جورج بوش ان الجهود الديبلوماسية الشخصية التي يقوم بها وزير الخارجية الاميركي ساعدت على نزع فتيل التوتر لكن خطر الحرب لا يزال قائماً. وأوضح: "ما دامت القدرة على القيام بأي نوع من اعمال المغامرة قائمة بوجود القوات على الحدود فان الوضع يبقى متفجراً". وقال: "الحرب الكلامية من جانب الهنود تراجعت بالتأكيد لكن مستوى القوة لم ينخفض ولذلك اعتقد ان الخطر لا يزال قائماً". وأضاف: "نحتاج الى تخفيف التوتر لكن القوات الهندية هي التي قامت بتصعيده ... حركوا القوات الى الحدود وكرد فعل على ذلك حركنا نحن ايضاً القوات الى الحدود". واعتبر مشرف ان المشكلة الجوهرية بين الهندوباكستان وهي نزاع كشمير يجب حلها مشيراً الى انها "السبب الاساسي لكل هذا التلويح بالقوة والمواجهة التي كثيراً ما تحدث بين البلدين". وكان الرئيس الاميركي أغدق الثناء على نظيره الباكستاني ووعد باعفاء إسلام آباد من رد ديون قدرها بليون دولار، لكنه لم يصل الى حد الموافقة على اسلحة ومزايا تجارية مكافأة لباكستان على المساعدة التي تقدمها في الحرب على الارهاب. واعلن البيت الابيض ان بوش وعد الرئيس مشرف باستئناف التعاون العسكري الاميركي مع باكستان لكنه لم يوافق على تسليم طائرات مقاتلة "اف 16" اشترتها اسلام اباد قبل اكثر من عشر سنوات. وقال الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر "ان الرئيس يعتبر ذلك تغييرا بناء جدا في العلاقات الاميركية-الباكستانية ومؤشر التزام على المدى البعيد". وقال بوش في مؤتمر صحافي مشترك بعد محادثات مع مشرف في البيت الابيض ان الزعيم الباكستاني "يتحلى بقدر كبير من الشجاعة والبصيرة". وناقش الزعيمان في اجتماعهما الذي استغرق ساعة الحرب في افغانستان ومصير اسامة بن لادن وخطف الصحافي الاميركي دانيال بيرل والوضع في منطقة كشمير والمساعدات الاقتصادية لباكستان. وسعى مشرف الى استئناف مشتريات الاسلحة التي توقفت عندما فرضت واشنطن عقوبات على إسلام آباد ونيودلهي لاجرائهما تجارب نووية صيف عام 2000 وامتيازات تجارية بينها اقتراح باكستاني بان تعلق واشنطن التعريفات الجمركية والحصص التي تفرضها على المنسوجات والملبوسات الباكستانية حتى نهاية سنة 2004. ولم يستجب بوش لاي من الطلبين لكنه وافق على بدء حوار في شأن مسائل الامن النووي واستئناف التعاون العسكري بعد تعليقه عشرة اعوام. وتعهدت الادارة الاميركية تخصيص 200 مليون دولار في اقتراحها لموازنة السنة المالية 2003 لاستخدامها في اعفاء باكستان من رد بليون دولار من ديونها المستحقة لمقرضين اميركيين والبالغة ثلاثة بلايين دولار. وقال مشرف في وقت لاحق انه "راضٍ للغاية" عن نتائج محادثاته في واشنطن. فيما اشاد بوش بخطة مشرف لاجراء انتخابات برلمانية في تشرين الاول اكتوبر التي قال البيت الابيض انه سيدعمها بمليوني دولار في صورة "معونة للديمقراطية" للمساعدة في تدريب مسؤولي ومراقبي الانتخابات ومراقبي الاحزاب السياسية.