قال وزير الخارجية الاميركي كولن باول إن على كوريا الشمالية أن تختار بين برنامجها للاسلحة النووية وبين إطعام شعبها، نافيًا أن تكون لدى واشنطن حاليًا أي خطط للقيام بعمل عسكري ضدها. وجاء ذلك بعد كشف واشنطن اعتراف بيونغيانغ ببرنامجها السري للاسلحة النووية الامر الذي اعتبره مسؤولون في كوريا الشمالية أنه يهدف إلى الضغط عليها للدخول في محادثات. وجاء ذلك في وقت نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين أن باكستان كانت موردًا رئيسيًا للمعدات لبرنامج كوريا الشمالية السري للاسلحة النووية. نيويورك، موسكو - رويترز - رأى وزير الخارجية الاميركي كولن باول في تصريح للصحافيين في نيويورك أمس، أن "على كوريا الشمالية أن تختار بين المضي قدمًا في محاولة تقديم حياة أفضل لشعبها، أو إضاعة الموارد المحدودة التي لديها في تطوير أسلحة للدمار الشامل لن تطعم طفلاً كوريًا شماليًا واحدًا". وسئل باول هل تدرس الولاياتالمتحدة استخدام القوة ضد كوريا الشمالية مثلما هو الحال مع العراق؟ فقال: "إننا لا نخطط لأي شيء من هذا القبيل الآن". وكان الرئيس الاميركي جورج بوش جمع بين كوريا الشمالية وإيران والعراق في ما سماه "محور الشر" الساعي إلى امتلاك أسلحة للدمار الشامل. لكنه ينتهج سياسة مختلفة تجاه بيونغيانغ التي يسعى إلى مفاوضات معها. وجاء ذلك بعد إعلان واشنطن أن المسؤولين الكوريين الشماليين اعترفوا لوفد أميركي في بيونغيانغ قبل أسبوعين، بوجود برنامج سري للاسلحة النووية في بلادهم، ما يشكل انتهاكًا لاتفاق وقعه البلدان عام 1994 ووافقت بمقتضاه بيونغيانغ على تجميد برنامجها النووي. تكتيك أميركي وقالت وكالة أنباء "إيتار تاس" في تقرير من العاصمة الكورية الشمالية أمس: "يُشار هنا إلى أن الولاياتالمتحدة نشرت متعمدة اعتراف كوريا الشمالية بالبرنامج النووي قبل اجتماعات ممثلي الكوريتين الشمالية والجنوبية"، وذلك في وقت لم يصدر تعليق رسمي من بيونغيانغ على تصريحات المسؤولين الاميركيين. وقالت الوكالة الروسية إن "واشنطن ربما تفترض أن سيول التي تهتم بهذه المشكلة يمكنها ممارسة ضغوط ديبلوماسية على بيونغيانغ من خلال جعل تنفيذ الاتفاقات الثنائية بينهما رهنًا بإنهاء البرنامج النووي". ومن المقرر أن تبدأ الكوريتان محادثات في بيونغيانغ مطلع الاسبوع المقبل، بشأن بناء خطوط السكك الحديد بين الشطرين وقضايا أخرى. وفي الوقت نفس، أفادت صحيفة "سانكاي شيمبون" اليابانية أمس، أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ إيل أبلغ رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي الشهر الماضي، أنه من غير الممكن توقع نتائج حرب نووية بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة. وأضافت الصحيفة أن كويزومي حذر الزعيم الكوري الشمالي قائلاً إن "الولاياتالمتحدة متفوقة جدًا في مجال التطوير النووي". ورد الزعيم الكوري الشمالي قائلاً: "هذا الامر لا يعني اليابان بشيء. إن السلاح النووي مسألة بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية". إلى ذلك، قالت وزيرة الخارجية اليابانية يوريكو كاواغوشي إنها تأمل بألا تستخدم الولاياتالمتحدة القوة لإجبار كوريا الشمالية على التخلي عن برنامجها للسلاح النووي. وقالت إنها تتوقع عقد اجتماع مع مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون شرق آسيا والهادئ جيمس كيلي لبحث المسألة النووية في كوريا الشمالية. ويقوم كيلي حاليًا بزيارة إلى بكين مع جون بولتون مساعد وزير الخارجية لشؤون مراقبة الاسلحة والامن الدوليين للبحث في ملف كوريا الشمالية. دور باكستاني؟ ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس، عن مسؤولين أميركيين أن باكستان قدمت إلى كوريا الشمالية معدات ربما تشمل مضخات طرد مركزي تعمل بالغاز تستخدم في إنتاج اليورانيوم من الدرجة المستخدمة في الاسلحة النووية، في إطار صفقة أبرمت في أواخر التسعينات. وفي المقابل، قد تكون كوريا الشمالية سلمت باكستان صواريخ لاقامة توازن مع تلك التي تنتجها الهند. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن الصين وروسيا كانتا تزودان كوريا الشمالية معدات في هذا الاطار ولكن بكميات أقل. وردًا على سؤال من الصحيفة، رفض البيت الابيض التعليق على دور باكستان في هذه المسألة، بينما وصف ناطق باسم السفارة الباكستانية في واشنطن هذه الانباء باأنها "غير صحيحة على الاطلاق".