دعت الصين أمس إلى اجراء انتخابات في العراق باشراف الأممالمتحدة، بعدما حمل الرئيس جورج بوش بعنف على "المشككين" في مبررات الحرب على هذا البلد. وقال ليو جيانشاو الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية أمس إن بلاده "حريصة على أن تنظم في العراق انتخابات حرة وشفافة بمساعدة المجتمع الدولي، واشراف الاممالمتحدة". وأضاف ان الحكومة المقبلة في العراق "يجب أن تتمتع بصفة تمثيلية واسعة، ونأمل بأن يستعيد العراق الأمن في أقرب وقت ممكن". وطلب مجلس الأمن في قراره الرقم 1483 من قوات الاحتلال تشكيل إدارة موقتة في العراق "إلى حين تمكن الشعب العراقي من تشكيل حكومة معترف بها دولياً لها صفة تمثيلية". وعارضت الصين الحرب على العراق، لكنها لم تنتقد التدخل العسكري الأميركي صراحة كما فعلت كل من روسيا وفرنسا والمانيا. وكان الرئيس بوش اعتبر ليل الاثنين ان الحرب على العراق لها ما يبررها في ضمان أمن الولاياتالمتحدة، وانتقد "المؤرخين المشككين" في ضرورة الحرب. وقال في خطاب ألقاه في مدينة اليزابيث ولاية نيوجرسي: "هذا البلد رد على تهديد يمثله الديكتاتور العراقي، والآن هناك من يريد إعادة كتابة التاريخ، وأنا أسميهم المؤرخين المشككين". وأضاف: "كان صدام حسين يشكل تهديداً لأميركا والعالم الحر في 1991 و1998 و2003. واستمر في تجاهل مطالب العالم الحر فردت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها. هناك شيء أكيد الآن هو ان صدام لم يعد يشكل تهديداً للولايات المتحدة ولأصدقائنا وحلفائنا". يذكر أن أحد المستشارين السابقين لبوش في مجال مكافحة الارهاب، راند بيرز، انتقد بشدة في مقابلة نشرت الاثنين في صحيفة "واشنطن بوست" سياسة البيت الابيض، وقال: "إن الإدارة لا تفعل ما تقوله في الحرب على الارهاب… إنها لا تزيد أمننا بل العكس". واستقال بيرز من منصبه عشية الحرب على العراق، وانضم الى معسكر السناتور الديموقراطي جون كيري المرشح للانتخابات الرئاسية عام 2004. وقال بوش: "في الحادي عشر من ايلول سبتمبر 2001 تعرض بلدنا لصدمة. فهذا الجزء من العالم صدم خصوصاً بالعنف المباغت الذي تعرض له. صدمنا باكتشاف ان المحيطات لم تعد تحمينا وان أمامنا مهمة جدية"، متطرقاً إلى الحرب على نظام "طالبان" في افغانستان والحرب على نظام صدام. وعمل بيرز في مجلس الأمن القومي على مدى 35 سنة، في ظل إدارات رونالد ريغان وبوش الاب وبيل كلينتون. وأخذ على ادارة الجمهورية الحالية الانشغال كثيراً بمكافحة الارهاب من دون استعداد فعلي لحماية الولاياتالمتحدة من اعتداءات مماثلة لهجمات 11 أيلول. وانتقد في المقابلة الحرب على العراق، باعتبارها أحادية الجانب، و"سيئة التخطيط ومتواضعة التنفيذ"، متسائلاً: "لماذا كانت بمثل هذه الأولوية بالنسبة إلى واشنطن"، فيما لم يُعثر بعد على أسلحة دمار شامل اعتبرتها إدارة بوش مبرراً لشن الحرب. ولم يتطرق الرئيس الأميركي في خطابه إلى هذه المسألة. إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه "هيئة الإذاعة البريطانية" بي بي سي أول من أمس ان غالبية شعوب العالم تنظر نظرة سلبية إلى بوش، وترى ان الولاياتالمتحدة كانت مخطئة في غزوها العراق. وأفادت الهيئة "ان الاستطلاع الذي شمل اكثر من 11 الف شخص في 11 دولة، اظهر ان 57 في المئة لديهم "موقف سلبي جداً او سلبي الى حد كبير تجاه الرئيس الاميركي". وقال نحو 56 في المئة انهم يشعرون بأن الولاياتالمتحدة كانت مخطئة في غزو العراق، وكانت نسبة هؤلاء بين الروس 81 في المئة وبين الفرنسيين 63 في المئة. وفي الاردن واندونيسيا قال اكثر من النصف ان الولاياتالمتحدة تمثل خطراً على السلام والاستقرار العالمي يفوق خطر "القاعدة". وفي خمس دول رأت الغالبية ان الولاياتالمتحدة اخطر من ايران التي صنّفها بوش ضمن "محور الشر" الى جانب العراق وكوريا الشمالية. وفي ثماني دول قال من شملهم الاستطلاع ان اميركا "اخطر من سورية" التي تتهمها واشنطن برعاية الارهاب. لكن الاتجاهات نحو الولاياتالمتحدة كانت ايجابية اكثر قليلاً، اذ صنّف النصف الدولة بوصفها "مقبولة"، بينما نظر اليها 40 في المئة نظرة "سلبية". ورداً على سؤال هل استراليا تتحول لتصبح مثل اميركا، ردّ بالايجاب 81 في المئة من الاستراليين، وكانت النسبة في بريطانيا 64 في المئة. وغطى الاستطلاع الذي اجرته "هيئة الاذاعة البريطانية" ومراكز الاستطلاع حول العالم، استرالياوبريطانيا والبرازيل وكندا وفرنسا واندونيسيا واسرائيل والاردن وكوريا الجنوبية وروسياوالولاياتالمتحدة. وكُلّف تنفيذه برنامج تلفزيوني بعنوان "كيف ينظر العالم الى اميركا".