يصل وزير الخارجية الأميركي كولن باول الى بيروت ظهر اليوم لإجراء محادثات مع رؤساء الجمهورية اميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري ووزير الخارجية جان عبيد مجتمعين في القصر الجمهوري في بعبدا. وعشية وصول باول آتياً من دمشق جدد لحود تأكيده "ان التلاحم الذي قام بين الدولة اللبنانية والشعب والجيش والمقاومة والدعم الذي قدمته سورية هما من العوامل الأساسية التي جعلت القسم الأكبر من الأرض في الجنوب يعود الى كنف الشرعية اللبنانية". وشدد امام زواره على "اهمية وحدة الموقف اللبناني في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان، وأهمية التمسك بالثوابت الوطنية المبنية على الحق والعدل والمساواة وعلى التنسيق مع سورية بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين". وجال السفير الأميركي لدى لبنان فنسنت باتل امس على رئيس الحكومة رفيق الحريري وناقش معه "خريطة الطريق"، لافتاً الى "ان البحث في الموضوع سيكون بتعمق اكثر في كل المنطقة بما فيها لبنان وسورية ونحن نتطلع الى زيارة وزير الخارجية الأميركي بيروت وسأترك الكلام له". والتقى لاحقاً وزير شؤون التنمية الإدارية كريم بقرادوني في اطار زياراته للوزراء في الحكومة الجديدة، وقال انه ناقش معه كيفية توفير المساعدة الأميركية الضرورية لمختلف البرامج المقررة وعرضها قيد التنفيذ. وكان الحريري التقى السفير الفرنسي فيليب لوكورتييه وبحثا التطورات في المنطقة والعلاقات الثنائية. ولم يدل لوكورتييه بأي تصريح. وأكد لوكورتييه بعد لقائه وزير البيئة فارس بويز الثوابت الفرنسية تجاه لبنان وهي استقلاله وسيادته ضمن اطار القرار الدولي الرقم 520، داعياً الى "قراءة تصريح وزير الخارجية الفرنسي من هذه الزاوية"، مشدداً على "ان فرنسا لا تأخذ تعليماتها ووحيها من واشنطن". وفي المواقف من جولة باول والموقف الفرنسي الداعي سورية الى سحب قواتها من لبنان ورد الأخير على هذا الموقف، صدرت ردود فعل مختلفة، فقال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان ان "الديبلوماسية الأميركية الجوالة تحمل لوائح من المطالب تسلمها الى دول المنطقة بعنوان: لا سيادة مطلقة لهذه الحكومات على اراضيها. فقط تسمع وتنفذ". ورأى ان "الخريطة الجديدة ليست لفلسطين فحسب بل للمنطقة كلها". وقال: "إنها سياسة التهديد، سياسة لا للمقاومة لا للانتفاضة في فلسطين لا ل"حزب الله" في لبنان لا لكل شيء يزعج اسرائيل". واستهجن لقاْ الأحزاب والقوى اللبنانية موقف دوفيلبان. ودان التهديدات والضغوط الأميركية المتواصلة ضدّ سورية ولبنان، واصفاً تصريحات باتل بأنها تدخل في الشؤون الداخلية. وتوقف حزب الوطنيين الأحرار عند ما وصفه ب"الصحوة المستجدة لعواصم القرار بالنسبة الى القضية اللبنانية". وشدد على "سيادة لبنان واستقلاله وحرية قراره ووحدة ارضه وشعبه والحفاظ على تنوع المجتمع اللبناني وتعدديته وتأمين مشاركة فاعلة في السلطة، وإقامة افضل العلاقات مع العالم العربي الذي ننتمي إليه بدءاً بالدولة الجارة سورية على قاعدة احترام خصوصية كل من الدولتين السيدتين المستقلتين". ودعا "التيار الوطني الحر" الى تجمع رمزي عند الثالثة بعد ظهر اليوم امام مقر وزارة الخارجية لمناسبة زيارة باول. وعلق على دفاع الوزير عبيد عن بقاء سورية في لبنان في بيان له معتبراً انه "يعبر عن واقع ارتهان السلطة اللبنانية وتبعيتها المطلقة لدمشق وما تمليه عليها من مواقف وسياسات". ورأى ان "امام تشكل إرادة دولية واضحة وصلبة لإخراج الجيش السوري ومخابراته من لبنان فإن الحجج والمبررات ما عادت تنجح". وانتقد السيد محمد حسين فضل الله في خطبة الجمعة السياسة الأميركية "التي تحمل العصا وتمارس ضغط القوة بشكل مباشر وتهدد المنطقة كلها لا سيما سورية ومعها لبنان". معتبراً "ان اللغة الفرنسية تأخذ اسلوباً ضاغطاً على سورية من دون دراسة للظروف في العلاقات اللبنانية - السورية".