نبه الرئيس اللبناني إميل لحود الى "ان المنحى الخطير الذي اتخذه العدوان العسكري على العراق بعد دخوله يومه الثاني عشر بات يفرض تحركاً دولياً سريعاً وفاعلاً ينسجم مع الارادة الجامعة التي تعبر عنها شعوب العالم يومياً من خلال التظاهرات التي تملأ شوارع العواصم والمدن الرئيسة منددة بالحرب ومنادية بالسلام". ونقل زوار لحود عنه قوله، أمس: "ان التحرك الدولي ينبغي ان يعيد الوضع المتفجر في العراق الى حضن الشرعية الدولية، فيحفظ للعراق سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه ويمكِّن الأممالمتحدة من الامساك بالملف العراقي بكل وجوهه الامنية واللوجستية والانسانية". ووصف "بعض ردود الفعل التي تصدر عن الدول المشاركة في العدوان العسكري، ولا سيما منها الولاياتالمتحدة ضد لبنان وسورية، بأنها جزء من حملات مماثلة يُستهدف بها البلدان الشقيقان تارة من اسرائيل وتارة أخرى من حلفائها للتأثير في موقفهما القومي الثابت في كل زمان ومكان". واعتبر "ان مثل هذه الحملات والاتهامات الباطلة التي تعكس حال تخبط وضياع لن تبدل مواقف الشعبين اللبناني والسوري وقياداتهما الرسمية والسياسية والروحية وستظهر التطورات الجارية صوابية هذه الخيارات ومدى شموليتها داخل المجتمعين العربي والدولي". وبحث رئىس المجلس النيابي نبيه بري تطورات العدوان الاميركي - البريطاني على العراق، مع سفيري الولاياتالمتحدة فنسنت باتل وبريطانيا ريتشارد كينشن، في لقاءين منفصلين. وأوضح كينشن ان "وجهات النظر كانت مختلفة مع الرئىس بري في ما يتعلق بالعمليات العسكرية في العراق". واعتبر ان "قوات التحالف تركز على حماية المدنيين في هذا الصراع". ورحب ب"تجديد العمل ببرنامج النفط مقابل الغذاء من جانب مجلس الأمن". وقال ان "القوات المشاركة في الصراع، استناداً الى القانون الدولي، تعتبر تقنياً قوات احتلال، وانا اقر بذلك، لكن آمل بأن ينظر اليها على أنها تجذب الفائدة الى الشعب العراقي ولن تسعى الى أي مصلحة خاصة، لأننا نتطلع الى قيام نظام جديد يختاره الشعب العراقي". وعلم ان الرئىس بري ركز في حديثه أمام السفير الأميركي على "التهديد الأميركي الأخير ضدّ سورية وايران"، مجدداً موقفه منها. وهنا أوضح باتل له ان "التصريحات الاميركية لا تندرج في اطار الاتهامات بل في اطار الاستيضاحات". واجتمع رئيس الحكومة رفيق الحريري مع سفير روسيا في لبنان بوريس بولوتين الذي جدد موقف بلاده من ان "ما يجري في العراق يمثل أزمة خرجت عن اطار المنطقة وقد تكون من أخطر الأزمات في مرحلة ما بعد الحرب الباردة"، وأيد نداء الأممالمتحدة لتركيز الجهود على تقديم المساعدة الفورية للعراقيين، وتوقع ان تطول الحرب. ورأى السفير الفرنسي فيليب لوكورتييه بعد لقائه الحريري ان "لبنان بات، بفضل نشاطه الديبلوماسي في قلب قضايا الساعة، أكان الأمر يتعلق بالعراق ام بالنزاع الاسرائيلي الفلسطيني". ونرى جيداً ان اللبنانيين محظوظون بعدم تورطهم في شكل مباشر، ولكن بما أنهم على مقربة من هذه المشكلات، فلديهم رؤية ربما أكثر موضوعية من سائر البلدان الأخرى ونوعٌ من هامش المناورة الذي آمل بأن يتطوّر".