تابع الرئىس اللبناني اميل لحود تطور الاحداث الجارية في الاراضي الفلسطينية وردود الفعل الاقليمية والدولية عليها. ودعا السفير الفرنسي في بيروت فيليب لوكورتييه الذي اجتمع معه الى "ضرورة تفعيل القرارات التاريخية التي صدرت عن قمة بيروت على رغم ان الاحداث التي حصلت في الاراضي الفلسطينية". وكان لوكورتييه التقى رئىس الحكومة رفيق الحريري واطلع منه على الاتصالات التي يجريها مع "عدد كبير من الشخصيات في العالم سواء في واشنطن أم العالم العربي أم اوروبا". وقال انه استمع الى وجهة نظره و"شعوره بأننا في مرحلة تشنج وخطر كبيرين ونعتقد هو وأنا ان على الاميركيين مسؤولية كبيرة لتحملها تجاه الوضع الذي يتطور في اسرائىل وفلسطين ويجب بالطبع ان يتحركوا. في ما يخصنا، لدينا هواجس انسانية كي لا تتطور الامور كما حدث نهاية الاسبوع المنصرم، هناك الكثير من القتلى والجرحى والكثير من العنف والتهديدات لحياة الفلسطينيين ولحياة المدنيين ايضاً، وهذا وضع لا يمكن التسامح معه. لقد طلبنا لدواع انسانية الوصول الى مكتب الرئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، ونأمل كفرنسيين وأوروبيين في شكل عام وضع القرار 1402 موضع التنفيذ، وهو يطالب بالانسحاب ووقف عمليات العنف المباشرة". وأشار الى القمة العربية ونتائجها وقال: "كان لنا امل بالسلام وشهدنا ان معظم الدول العربية توافقت على مبادرة سلام جريئة وصعبة التحقيق بالنسبة للبعض، لكن على رغم ذلك فإن معظم الدول العربية ساندها، اذاً لدينا بعض الأمل ولمسنا مع الرئىس الحريري عدم حصول متابعة للأسف بل على العكس شهدنا تطوراً على صعيد العنف، ويجب علينا ان نجهد جميعاً للعمل في اتجاه السلام ونعرف ان الوضع صعب جداً". ومن المقرر ان يغادر الحريري في 17 الشهر الجاري الى واشنطن للقاء الرئىس الاميركي جورج بوش. واعتبر وزير الدفاع اللبناني خليل الهراوي في تصريح له "ان الصراع العربي - الاسرائىلي في فلسطين اقترب من مرحلة مفصلية في الأيام الاخيرة اذ تجاوز تفاصيل الاتفاقات الأمنية مع السلطة الفلسطينية ليأخذ منحى حرب استقلال يخوضها الفلسطينيون". وحذر من "انفلات الامور في حال نجح رئىس الوزراء الاسرائىلي آرييل شارون في تنفيذ مخططاته بما يهدد استقرار منطقة الشرق الاوسط". وكان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني التقى الحريري، وشدد في تصريح له على "ضرورة القيام بعمل ما لمساعدة الفلسطينيين وانقاذهم من هذه المحنة لأنه لا يمكن تركهم وحدهم كي لا تستفرد بهم اسرائىل"، داعياً العرب "الى العمل الفعلي لنجدة اخوانهم". ورأى في كلمة له امام وفود سياسية رسمية وسياسية وحزبية ودينية اجتمعت في لقاء تضامني في دار الفتوى "ان العرب بحاجة الى صلاح الدين"، وحيا بلجيكا على قطعها العلاقة مع اسرائىل مسجلاً على بعض الدول العربية عدم قيامها بالمثل. وبعث رئىس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الى رئاسة الاشتراكية الدولية برسالة طالبها فيها "بموقف فوري يدين الانتهاكات الاسرائيلية الصارخة لكل حقوق الانسان والمواثيق والمعاهدات الدولية"، وب"محاسبة حزب العمل الاسرائىلي نظراً لمشاركته الفاعلة بهذه الاعمال وطرده من الاشتراكية الدولية لاقدامه على المخالفة الصارخة لمبادئ الاشتراكية الدولية وقوانينها". وحذر من ان حزبه سيضطر في حال تلكؤ المنظمة في اتخاذ هذه القرارات، الى اعادة النظر في عضويته معلناً تعليق حضوره لكل الاجتماعات آنياً في انتظار الموقف الذي سيصدر عن المنظمة". وأعلن الحزب عن اطلاق حملة تبرعات لدعم الشعب الفلسطيني. وأوضح السفير الصيني لدى لبنان ليو زانتانغ بعد لقائه مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية اللبنانية السفير ناجي أبي عاصي ان بلاده تجري اتصالات كثيفة "لوضع حد لتدهور الوضع في المنطقة"، وقال ان بلاده "تدعو اسرائىل الى الانسحاب فوراً من اراضي السلطة الفلسطينية وكنا نبهنا الى ان قتل الرئىس عرفات الزعيم الشرعي للسلطة الفلسطينية يشكل كارثة كبيرة على مصير السلام في هذه المنطقة وهو مضر للجميع". الى ذلك، نقل الرئىس المنتخب لحزب الكتائب كريم بقرادوني عن البطريرك الماروني نصرالله صفير ترحيبه بفكرة عقد قمة روحية اسلامية - مسيحية في بكركي، مشيراً الى اتصالات تجرى على مستوى رؤساء الطوائف قد تؤدي الى عقدها. واعتبر بقرادوني "ان ما يجري في فلسطين يشكل خطراً كبيراً على كل المنطقة ونحن نعتقد ان شارون يقوم بحرب ترحيل للفلسطينيين وتوطينهم في البلدان المجاورة، وما يهمنا هو تماسك اللبنانيين.