بعد ردح من الزمن أمضاه الفنان اللبناني الملتزم سامي حواط مرتحلاً بين التمثيل والغناء مع زياد الرحباني، وتقديم الأغاني "الإحتجاجية" والساخرة... حط الرحال اخيراً، في الثالث عشر من أيار مايو الحالي، على مسرح المدينة في بيروت ليوقع آخر عمل له بعنوان "رحّالة". "رحّالة" سامي حواط الأخير، لم يقف عند حدود المعروف أو المألوف عنه، بل تخطاه الى أبعد من ذلك. فقد امتشق حواط عوده ورحل ورفاقه الى دير البلمند في شمال لبنان ليمزج هناك، موسيقى العود والسكسوفون، اضافة الى القانون والايقاعات. واستفاد من سكون المكان ليقوم حواراً بين الموسيقى بكل روافدها علها تصل سامعيها، طبيعية كما هي. وصرّح سامي حواط ل "الحياة" قائلاً: "عساني بهذا النوع من الفن والموسيقى أقوم برحلة تعيدني إلى الذات". ولربما كان يقصد "بالعودة الى الذات" العفوية الواضحة التي صيغت بها الموسيقى، أو ربما ورود بعض العبارات القليلة التي تخللت العزف كعبارة "الكل فان"، اضافة الى التعبيرات الصوتية الاخرى التي قد يلمس فيها بعضنا مناجاة تعبر عن حالة صفاء وتواصل في سكون الليل. ولا بدّ هنا من التذكير بأن تسجيل العمل تم على مدى ليال اربع من منتصفها حتى الفجر... وعن تجربته هذه يقول حواط: "إنه عمل عفوي أنجز بالكامل في مكانه، وبعيداً عن التقنيات وتعقيداتها، حيث لم يستعمل سوى ميكروفون واحد لأربع آلات موسيقية..."