كشفت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية أمس أن الرئيس جورج بوش أوقف تخطيطاً مبدئياً للبنتاغون للإعداد لشن حرب على سورية، فيما أشارت صحيفة "ذي انديبندنت" إلى انقسام بين واشنطنولندن على كيفية التعامل مع دمشق. وفيما رحجت صحف روسية أن تكون سورية الهدف المقبل للبنتاغون بعد الحرب على العراق، كتبت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أن دمشق "تشكل، بعد درس بغداد، فرصة ثانية للمفكرين السياسيين في واشنطن، ليعيدوا ترتيب خريطة الشرق الأوسط، وفقاً للمصالح الأميركية والإسرائيلية". وأفادت "ذي غارديان" أن وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد أمر اعداد خطط طوارئ في البنتاغون لشن حرب على سورية، بعد سقوط بغداد. واضافت ان البنتاغون طلب من دوغلاس فيث وكيل رامسفيلد للشؤون السياسية، ووليام لوتي رئيس مكتب الخطط الخاصة في البنتاغون تقديم تقرير يورد مبررات شن حرب على سورية، بحيث يحوي المزاعم عن تزويدها العراق معدات عسكرية، وعن صلتها بجماعات "إرهابية" في الشرق الأوسط، و"برنامجها" للأسلحة الكيماوية. ونقلت عن مصدر في الاستخبارات في واشنطن قوله إن "الحديث عن سورية لم يسفر عن شيء، إذ اغلق البيت الأبيض باب النقاش". وذكّرت بأن فيث ولوتي لعبا دوراً محورياً في اقناع البيت الأبيض بشن الحرب على العراق. لافتة إلى أن الأول كان نصح الحكومة الإسرائيلية عام 1996 ب"تشكيل بيئتها الاستراتيجية عن طريق اضعاف سورية واحتوائها". وزادت أن إدارة بوش مصممة على استخدام نفوذها المتعاظم في المنطقة لممارسة ضغط ديبلوماسي واقتصادي على دمشق، وحسم ما تعتبره واشنطن مشكلات معلقة منذ مدة طويلة، بما في ذلك "الخطر الذي يشكله حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي وأسلحة سورية الكيماوية على إسرائيل". وتحت عنوان "سورية: الشوكة في طريق بوش وبلير"، أشارت صحيفة "ذي انديبندنت" إلى أن سياسة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير التصالحية تجاه دمشق توحي بانقسام على هذه المسألة بين لندن والإدارة الأميركية. وكتبت الصحف الروسية أمس أن الولاياتالمتحدة ستهاجم سورية لتتأكد من السيطرة على المنطقة، بعدما أحكمت قبضتها على العراق. وأشارت صحيفة "كومرسنت" إلى أن الولاياتالمتحدة بتهديدها دمشق "تحاول أن تضمن الاستثمار الذي دفعته في العراق حيث استولت على آبار النفط، وتريد الآن مطاردة جميع الذين قد يسعون إلى التصدي لاستغلال ممتلكاتها، بالتالي، الحملة على سورية باتت ضرورية". وصدرت صحيفة "غازيتا" الليبرالية بعنوان: "إيران ستترك إلى النهاية، لأن الضربة الأميركية المقبلة ستوجه إلى سورية". واعتبرت أن "الرد على السؤال الذي يقلق العالم صدر أمس: والهدف المقبل" لواشنطن هو سورية.