سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دفعة اولى من "تورنيدو" البريطانية الى الخليج ... واسبانيا باشرت تحضير "نخبة عسكرية". واشنطن تعرض خططها لفترة ما بعد الحرب ورامسفيلد يفضل "اختفاء" صدام طوعاً
بدأ الرئيس جورج بوش الذي تواجه مساعيه لنزع سلاح العراق بالقوة معارضة منسقة من جانب فرنسا والمانيا وروسيا، جهوداً ديبلوماسية تستمر اسبوعاً بلقاء امس مع جون هاورد رئيس وزراء استراليا أحد أقوى مسانديه. فيما اعلن وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد إن الهدف الرئيسي لبلاده هو نزع التسلح العراقي، لكنه أكد في الوقت نفسه أنه ينبغي على الرئيس العراقي صدام حسين أن "يختفي". وفي الاطار ذاته، أكدت المستشارة الرئاسية للامن القومي كوندوليزا رايس ان الخطط الاميركية لفترة ما بعد الحرب في العراق تنص على اقامة حكومة جديدة وتقديم مساعدة غذائية وصحية واجراء اصلاحات ديموقراطية. وفي لندن، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير العراق "الديكتاتورية الاكثر طغياناً في العالم"، فيما قال وزير الدفاع البريطاني جيف هون ان على المفتشين الدوليين ان "يكشفوا عدم تعاون العراق" في تقريرهم امام مجلس الامن الجمعة. وعلى صعيد الاستعدادت العسكرية، اعلن سلاح الجو الملكي البريطاني ان دفعة اولى من المقاتلات القاذفة "تورنيدو" غادرت امس الى الخليج، كما اعلن في مدريد ان الحكومة الاسبانية باشرت في تحضير نخبة من قواتها العسكرية للمشاركة في الحرب المحتملة على العراق. قال وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد إن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة هو نزع التسلح العراقي، لكنه أكد في الوقت نفسه أنه ينبغي على الرئيس العراقي صدام حسين أن "يختفي"، وانه من الأفضل أن يفعل ذلك من تلقاء نفسه. ووصف رامسفيلد في حديث نشرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية امس ما يتردد من أن الولاياتالمتحدة تريد السيطرة على النفط العراقي، بأنه موقف تافه، لأن "الدول النفطية تريد بيع نفطها ولا يهمها من يشتريه". وقال: "إن هدفنا هو نزع التسلح العراقي"، ولكن في الوقت ذاته "ليس بوسعنا أن نتجاهل ببساطة المحصلة القاتمة لحكم صدام حسين في مجال حقوق الإنسان"، معرباً عن ذهوله لعدم الاكتراث الذي تبديه أوروبا حيال هذه المسألة. وعبر عن اعتقاده بأن فرار صدام هو أفضل الحلول، وأن الأجدى بالنسبة إليه هو أن يغادر وأسرته والأصدقاء المقربين إليه وينتقل إلى الإقامة في بلد يوافق على استقباله. وعن تصوره لمستقبل العراق في مرحلة ما بعد الحرب، قال رامسفيلد إن الولاياتالمتحدة والدول التي ستتحالف معها "ستسمح للعراق بتنظيم وفقاً لصيغة عراقية بحتة تماماً مثلما نظمت أفغانستان أوضاعها وفقاً لصيغة أفغانية، بما يضمن وحدة الأراضي العراقية". رايس عن خطط ما بعد الحرب وكانت المستشارة الرئاسية للأمن القومي كوندوليزا رايس أكدت الاحد ان الخطط الاميركية لفترة ما بعد الحرب في العراق تنص على اقامة حكومة جديدة وتقديم مساعدة غذائية وصحية واجراء اصلاحات ديموقراطية. لكن رايس التي ردت على اسئلة شبكة "سي بي اس"، اضافت ان هذه الخطة لن تبلغ حجم عملية نزع سلاح اليابان التي نفذها الجنرال الاميركي دوغلاس ماك آرثر بعد الحرب العالمية الثانية. وأكدت ان الولاياتالمتحدة لن تحصر اهتماماتها بعد الحرب باختيار ديكتاتور جديد في العراق، وانها ستساعد الشعب العراقي بعد انتهاء المعارك في اقامة ادارة مدنية تمثل كل فئات الشعب. وشددت على ان واشنطن ستبقى في العراق بعد الحرب "فترة من الزمن" للتأكد من الاستقرار والسلام مع جيرانه وازالة اسلحة الدمار الشامل والاصلاحات الديموقراطية. وقالت "لا اعتقد بأننا نعرف كم سيستغرق ذلك". ... وباول عن الحكومة المتوقعة وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول ذكر في احاديث تلفزيونية اول من امس ان العراق ما يزال يملك فرصة لتجنب الحرب بتسليم كل الوثائق في حيازته التي تتعلق بالأسلحة، وجعل كل علمائه ومهندسيه جاهزين لحضور مقابلات. واضاف في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" انه "اذا حدث النزاع، نأمل بأن ننجزه بسرعة، وبأدنى حد من الدمار وأدنى حد من الخسائر في ارواح المدنيين، وسنزيل نظاماً مستبداً". وأوضح ان نفقات اي حرب والاطار الزمني غير واضحين لان ذلك يعتمد على طبيعة النزاع و"السرعة التي سنتمكن بها من تثبيت صيغة حكم تمثيلية"، مشيراً الى ان الحكومة ستضم الجماعات الرئيسية الثلاث، الاكراد والسنة والشيعة. وقال ان ذلك لن يؤدي الى تحسين الاوضاع في العراق فحسب بل سيمهد لمنطقة اكثر استقراراً في الخليج والشرق الاوسط ككل. وقال باول "آمل بأن يُنظر الينا كمحررين. لا شك في أن الشعب العراقي سئم العيش في ظل نظام ديكتاتوري استخدم ثروة شعبه لتطوير اسلحة دمار شامل وغزو جيران وتهديد العالم وإنزال هذه الأزمة بالشعب العراقي". بلير عن نظام صدام: الأكثر وحشية في العالم من جهة أخرى، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في مقال نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية امس ان العراق ومنذ رحيل نظام "طالبان" في افغانستان اصبح "الديكتاتورية الاكثر طغياناً في العالم" داعياً اليسار الاوروبي الى "ألا يذرف الدموع على رحيله". وكتب بلير في الصحيفة ان نظام الرئيس "صدام حسين اصبح منذ سقوط طالبان الديكتاتورية الأكثر وحشية والأكثر طغياناً في العالم والشعب العراقي هو ضحيته الاولى، وسيكون من المستغرب رؤية اشخاص من اليسار يذرفون الدموع على رحيله". واعتبر ان من الضروري احترام رغبة الاممالمتحدة التي تفرض نزع اسلحة العراق اذا رفضت بغداد الاذعان لذلك. وتابع: "وإلا فسيصبح من الصعب جداً في المستقبل اللجوء الى الاممالمتحدة كوسيلة لتسوية مثل هذا النوع من المشاكل". واقترح بلير في مقاله اعتماد نهج سياسي على اساس "الاشتراكية - الديموقراطية الحديثة" لا تكون "لا يمين ولا يسار". واضاف: "يجب ان نكون اكثر تشدداً في تمييزنا بين الغاية والوسيلة ووسط اليسار ما زال يمثل الضياع بين الاثنين". تقرير المفتشين الدوليين الى ذلك، اعتبر وزير الدفاع البريطاني جيف هون في مقابلة مع صحيفة "ذي غارديان" ان على المفتشين الدوليين ان "يكشفوا عدم تعاون العراق" في تقريرهم امام مجلس الامن الجمعة الذي سيكون يوماً "في غاية الاهمية". واضاف، "يتعين في رأيي على رئيس لجنة الاممالمتحدة للمراقبة والتحقق والتفتيش انموفيك هانس بليكس ان يكشف في تقريره عدم تعاون العراق، وذلك عملاً" بالقرار 1441. مشيراً الى ان هذا التقرير سيكون كافياً لاقناع المشككين بضرورة اعتماد قرار ثان امام الاممالمتحدة سواء كان يدعم اللجوء الى القوة ام لا. وتابع: "اعتقد بأن الحجج السياسية والديبلوماسية لمصلحة اعتماد قرار ثان مقنعة جداً"، ورأى انه بمجرد اعتماد القرار الثاني "سيزيد الدعم الدولي" لمصلحة اتخاذ اجراءات اضافية لحمل العراق على نزع اسلحته. واشار الى ان اعتماد قرار يجيز اللجوء الى القوة "مجرد احتمال بالطبع" اذ انه "من المرجح اكثر اعتماد قرار ثان وتضافر جهود الاسرة الدولية لايجاد السبل المؤاتية من اجل تطبيق ذلك القرار". ويقول مراقبون في لندن انه في حال كان التقرير ايجابياً، فإن من غير المرجح ان يوافق مجلس الأمن على اصدار قرار ثان يسمح باستخدام القوة ضد العراق. وعندئذ ستضطر لندنوواشنطن الى اتخاذ قرار في ما إذا كان سينفذان عملاً عسكرياً منفرداً، أو ان ينتظران لفترة جديدة، ما سيؤدي الى تعرض رئيس الوزراء توني بلير الى مشاكل سياسية كبيرة، خصوصاً انه يواجه خطر انقسامات حادة داخل حزب العمال في شأن الموقف من العراق. مئة طائرة بريطانية الى الخليج وعلى صعيد الاستعدادت العسكرية، اعلن سلاح الجو الملكي البريطاني ان دفعة اولى من المقاتلات القاذفة "تورنيدو" غادرت امس قاعدة مارهام في شرق انكلترا متوجهة الى الخليج في اطار تعزيز القوات البريطانية تمهيداً للحرب المحتملة ضد العراق. وكان الوزير هون اعلن الخميس الماضي ان حوالى مئة من الطائرات الحربية وثلاثين من مروحيات النقل وحوالى ثمانية آلاف رجل سيتم نشرهم في الخليج خلال الاسابيع المقبلة. وحتى الآن، توجه حوالى ثلاثين الفاً من الجنود البريطانيين الى الخليج اي ما يعادل ربع القوات البرية وكذلك 120 دبابة وحوالى 15 سفينة تقودها حاملة الطائرات الصغيرة "آرك رويال". ... ونخبة عسكرية اسبانية إلى ذلك، أعلنت مصادر في وزارة الدفاع الاسبانية أمس، أن الحكومة الاسبانية باشرت في تحضير نخبة من قواتها العسكرية للمشاركة في الحرب المحتملة على العراق "إذا اقتضى الأمر ذلك". وأوضحت أن هذه النخبة تتشكل من فرقاطتين وبارجتين وباخرة دعم لوجستي وست طائرات من طراز "اف - 18" مع خمس طيارين لكل طائرة، ومجموعة من الفي عسكري يتبع جزء منها قوات التدخل السريع التي تعرف باسم "القبعات الخضر"، والجزء الآخر من لواء القوات الخاصة بالحرب النووية والبيولوجية والكيماوية. وطلبت الحكومة الاسبانية من وزارة الدفاع "تجهيز هذه المجموعة لتكون رهن اشارة القيادة الأميركية". وجاء ذلك اثر استضيحات تلقتها الحكومة من عملاء الاستخبارات الأميركية في اسبانيا عن جهوزية هذه النخبة التي اختيرت للمشاركة في الحرب المحتملة. يذكر أن واشنطن ما زالت تعتبر قاعدتي "روتا" و"مورون" الجنوبيتين الاسبانيتين، أهم مشاركة اسبانية في الحرب على العراق. واستأجرت الولاياتالمتحدة، من 22 شركة أميركية، 47 طائرة ركاب و31 طائرة شحن لنقل الجنود إلى منطقة الشرق الأوسط. وستمر معظم هذه الطائرات عبر مطار باراخاس في مدريد، وذلك بسبب مواقف فرنسا والمانيا وبلجيكا المغاير للموقف الأميركي من الحرب. واكدت صحيفة "البايس" الاسبانية امس انه تم التوصل الى اتفاق بين الولاياتالمتحدةواسبانيا على حماية السفن الاميركية التي تنقل تجهيزات عسكرية وتعبر مضيق جبل طارق ويمكن ان تتعرض لاعتداءات ارهابية محتملة.